قائمة الموقع

بطريقة وحشية.. هكذا أعدم الاحتلال أسيرًا فلسطينيًّا

2023-07-02T09:25:00+03:00
قاسم الجعبري

لقب قاسم الجعبري بـ"الملك" لشخصيته القوية في الحق، وشدته على العدو، فكان محبوبًا ممن حوله، ومقربًا من الفدائيين، حتى اختاروه ليكون "مرسولًا" بينهم وبين قيادة تنظيم "أبطال العودة" في الخارج، يؤمن لهم الطريق والطعام وينقل له الرسائل المشفرة والمعلومات.

كان لتنظيم "أبطال العودة" نشاط قوي في مدينة الخليل بقيادة عبد الرحيم جابر، ثم استلم دفة القيادة سعيد الغزاوي (أبو منصور) والذي استشهد في 20 سبتمبر/ أيلول من عام 1970م، ولا يزال جثمانه محتجزًا لدى الاحتلال، ولم يحفظ في مقابر الأرقام أيضًا.

أبطال العودة

بعد احتلال العصابات الإسرائيلية الضفة الغربية عام 1967م، كان لا بد من المقاومة، وبعد أشهر من الاجتياح في 11 كانون الأول/ ديسمبر 1967، أُعلن تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باندماج ثلاثة تنظيمات فدائية، هي "شباب الثأر" بقيادة جورج حبش، و"أبطال العودة"، و"جبهة التحرير الفلسطينية بقيادة أحمد جبريل، امتدادًا للفرع الفلسطيني من حركة القوميين العرب التي انهارت بعد هزيمة حزيران 1967.

في ذلك الحين كان الجعبري مواطنًا عاديًا، تربطه صلة قرابة بالشهيد محمد شرف قائد تنظيم العودة في الأردن، وفي الخليل كان شرف يتواصل مع "أبو منصور" وعبد الرحيم جابر، فكان لا بد من اختيار شخص ليكون حلقة وصل بين الثلاثة غير معروفة ومكشوفة للإسرائيليين.

ومن هنا بدأت حكاية الشهيد الأسير قاسم الجعبري مع رحلة مقاومة المحتل دون بندقية، يرويها اللواء المتقاعد محمد أمين الجعبري أحد عناصر تنظيم العودة في ذلك الوقت، وكان له دور كبير في مقاومة الإسرائيليين في مدينة الخليل آنذاك.

والشهيد الأسير قاسم مواليد 1932، متزوج وله ولدان، اعتقل مع بداية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1967، وتعرّض لتعذيب وحشي على يد جهاز المخابرات الإسرائيلية، وكان أحد الأبطال الذين طوردوا في جبال وكهوف جبال الخليل مع بقية المقاومين والمناضلين.

إسقاط من الهليكوبتر

يقول اللواء المتقاعد (80 عامًا) لـ"فلسطين": "لصلة القرابة التي كانت تجمع بين محمد شرف الذي كان في الأردن، وقاسم استطاع تجنيده. ولعلاقتهما القوية ببعضهما البعض أؤتمن قاسم على توصيل المعلومات من شرف لأبطال التنظيم الذين كانوا مطاردين من الاحتلال في جبال الخليل".

ويتابع الجعبري: "كان لقاسم معرفة واسعة بجبال ووديان الخليل، وكان ينقل المعلومات للمطاردين بسرية تامة، وقد ساعده في ذلك عدم انتمائه لأي تنظيم وعدم معرفة الناس، وبقي لفترة بعيدًا عن أعين الإسرائيليين فأتم مهامه السرية بكل سهولة".

ويضيف: "بعد شكوك الاحتلال به تتبعوه وبعدما كشف أمره، اعتقلوه في 27 مايو 1968، وحقق معه تحقيقاً عنيفاً، وقضى عدة أيام في السجن تحدت التعذيب، رافضًا إدلاء أي معلومات عن المطاردين في الجبل، وأبطال تنظيم العودة في الخليل".

وبحسب الجعبري، فإن الاحتلال الإسرائيلي بعدما رفض قاسم الكشف عن أماكن تواجد فدائي تنظيم العودة المطاردين في الجبال، أركبوه طائرة هليكوبتر عسكرية مرغمًا، وحينما وصلوا إلى منطقة وادي القف التي كانت منطقة غير مأهولة بالسكان آنذاك، واصل رفضه التام.

ويبيّن أن ضباط الاحتلال هددوه بالقتل، ولكنه أصر على موقفه، فأطلق أحدهم الرصاص عليه وهو مكبًلا، وبعدها تم رميه من الطائرة، ووقع على الصخور والأشواك، وقد تمزق جسمه وهشم رأسه، واستلمت عائلته جثمانه، ووري تحت الثرى في مقبرة الخليل، مشيرًا إلى أن الشهيد الأسير كان من أوائل الأسرى الذين تم إعدامهم بعد إلقاء القبض عليهم بطريقة انتقامية ووحشية.

وبعد استشهاد "قاسم"، يشير الجعبري أن محمد شرف قرر العودة إلى وطنه فلسطين في عام 1969 قادمًا من الأردن بقافلة جمال محملة بالأسلحة، ورصده الاحتلال وأعدمه في وادي عربة ولا يزال جثمانه محتجزًا حتى يومنا هذا.

اخبار ذات صلة