أجواء المصالحة تبعث على التفاؤل، بعد اتفاق المصالحة الأخير بين حركتي فتح وحماس في القاهرة، وترحيب الرئيس الفلسطيني بالاتفاق، وقرار حكومة الوفاق بعقد اجتماعها الأسبوع المقبل في غزة.
يبدو واضحاً، أن قطار المصالحة السياسية قد انطلق، ونأمل ألا يتوقف هذه المرة وصولاً إلى وحدة شعبنا الفلسطيني، لمواجهة مخاطر الاحتلال المتصاعدة بحق القضية الفلسطينية.
السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان: إذا كان الفرقاء السياسيون جلسوا سوياً وتجاوزوا كل المحطات الصعبة طوال أحد عشر عاماً من الانقسام، فلماذا نحن الصحفيين غير قادرين حتى هذه اللحظة على اتخاذ خطوة جريئة، والذهاب نحو مصالحة إعلامية بين مكونات الجسم الصحفي وصولاً إلى نقابة صحفيين تكون جامعة وممثلة لكل الصحفيين الفلسطينيين وليس حكراً على عدد معين.
إننا في أمس الحاجة اليوم لتوحيد الجسم الصحفي، على أسس نقابية وقانونية بشكل مهني، من خلال انتخابات يُشارك فيها المجموع الصحفي، ويتم تنسيب كل من يستحق العضوية ولا زال على رأس عمله وطرد كل من ترك المهنة.
إن المخاطر الكبيرة التي يتعرض لها الصحفيون والمؤسسات الصحفية من قبل آلة القمع والإرهاب "الإسرائيلية" تستوجب منا توحيد الخطاب والجسم الصحفي.
إننا ونحن نحتفل باليوم العالمي للتضامن مع الصحفي الفلسطيني مدعوون جميعاً لنقف صفاً واحداً لنحافظ على حقوقنا، ونقف سندا لبعضنا البعض في ظل التغول "الإسرائيلي" على الصحفيين والمؤسسات الصحفية.
حجم الانتهاكات التي يتعرض لها الزملاء الصحفيون يجب أن يدفعنا جميعاً للوحدة ورص الصفوف لكي نحمل هذه الملفات للمحافل الدولية ابتداءً من قتل الصحفيين المتعمد أو قصف المقرات الصحفية أو المطالبة بإطلاق سراح 29 صحفياً معتقلاً داخل سجون الاحتلال، علاوةً على التصدي للقوانين الجائرة التي تحد من حرية الصحافة كما هو الحال في قانون الجرائم الإلكترونية.
أسباب كثيرة تدفعنا للوحدة ونفض الغبار عن جسم النقابة الذي يحتضر منذ سنوات ليس أولها حجم الانتهاكات "الإسرائيلية" المتزايدة بحق الصحفيين، حيث سجل تقرير لجنة دعم الصحفيين نحو 465 انتهاكاً حق الصحفيين منذ بداية العام 2017 م وصولاً إلى الانتهاكات الصحفية المتواصلة من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية بحق الصحفيين.
نداؤنا لكل الزملاء والكتل والمنتديات والتجمعات الصحفية لضرورة أن نبدأ الحوار لكي نصل لجسمٍ نقابيٍ صحفيٍ قويٍ ومهنيٍ يخدم كل الصحفيين دون استثناء.