اعتبر محللون إسرائيليون إطلاق صواريخ من جنين صوب منطقة جلبوع القريبة، حادثة خطيرة وغير مسبوقة، وطالبوا جيش الاحتلال الإسرائيلي بالتحرك قبل أن تصل الصواريخ إلى المدن المحتلة الأخرى.
وأفاد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي عصر اليوم الإثنين 26 يونيو 2023 بإطلاق صاروخ من مدينة جنين صوب موقع إسرائيلي، وسقط داخل أراضي الضفة دون وقوع إصابات، وأعلن أن الجيش فتح تحقيقا في الحادثة.
المحلل في موقع "والا" أمير بوخبوط، قال تعقيبا على إطلاق الصاروخ: "مسألة وقت فقط وتنطلق الصواريخ من جنين وتصيب المناطق الإسرائيلية، والسؤال الآن، ما الذي ينشغل به الجيش الإسرائيلي؟".
في غضون ذلك، أوضح المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوآف زيتون أن الصاروخ المحلي الصنع في جنين سقط على بعد 150 مترًا من نقطة انطلاقه.
المحلل أشار إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعترف بوجود محاولات من خلايا المقاومة لتصنيع وإطلاق الصواريخ شمال الضفة، وهذه الحادثة غير مسبوقة، وهي الثالثة في أقل من أسبوع، بعد القصف الذي نفذه الجيش في جنين.
في حين اعتبر مراسل "القناة 14 العبرية" هيلل بيتون روزين، أن إطلاق الصواريخ من الداخل، من جنين ليس جديدا، حيث في السبعينيات تم إطلاق صواريخ كاتيوشا على القدس وحتى على مدينة بتاح تكفا، مما أسفر عن مقتل 4 مستوطنين، وفي العقد الأول من القرن الحالي أطلقت قذائف الهاون على حي جيلا في القدس، بحسب قوله.
ونبه المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال دورون كدوش إلى أنه خلال أسبوع في جنين، وقعت سلسلة أحداث، أولها انفجار عبوة ناسفة قوية في جنين مما أدى إلى إصابة 6 جنود وإلحاق أضرار جسيمة بمركبة عسكرية التي جرّت جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى عملية إنقاذ مدتها 8 ساعات تحت إطلاق النار، وغارة جوية من مروحية قتالية لأول مرة منذ الانتفاضة الثانية، وقصف خلية إطلاق نار في جنين عبر طائرة مسيرة لأول مرة منذ 2006، وأخيرا إطلاق صاروخ من جنين باتجاه موقع جلبوع وانفجر في منطقة خط التماس.
أما مراسل "القناة 13 العبرية"، ألموغ بوكير، فأشار إلى أنه في عام 2001 تم إطلاق صاروخ من قطاع غزة، ثم أدت سياسة احتواء ذلك إلى إطلاق صواريخ بلا توقف علينا لأكثر من 22 عامًا، بحسب قوله.
ويطالب بوكير حكومة نتنياهو- غالنت باتخاذ قرار اليوم والرد بقوة على إطلاق الصواريخ من جنين، محذرا بالقول: "وإلا فإن مناطق العفولة وجلبوع ومجدو ومناطق أخرى سيتعين على المستوطنين فيها الذهاب للنوم في مدن الوسط هربا من الصواريخ".
وعلى وقع الصاروخ دار سجال حاد بين عضو كنيست الاحتلال داني دانون ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو خلال نقاش داخل الليكود حول إطلاق الصاروخ، حيث قال دانون: "رأيت تقريرًا من الضفة يفيد بأن صاروخًا أطلق هذا الصباح من جنين، وفي الأسبوع الماضي قتل 4 مستوطنين يهود، وحتى الآن نحن لم نرى أي رد".
وأضاف دانون: "ماذا ننتظر أن تتحول جنين إلى غزة، نحن نعلم أن هناك مخططات منتظمة للتعامل مع التصعيد الأمني في شمال الضفة، ولماذا لا يوافق عليها المستوى السياسي؟".
وبحسب موقع "والا" العبري، رد نتنياهو على دانون غاضبا بعد طرق الطاولة: "أنت هاجمتنا أيضا خلال عملية الدرع والسهم في قطاع غزة، نحن نعمل طوال الوقت".