قائمة الموقع

​"نمر" بيت سوريك يردي "ثلاث طرائد" من جنود الاحتلال

2017-09-27T06:11:23+03:00
الاحتلال يدفن جثة أحد قتلاه أمس (أ ف ب)

أكثر من عشر سنوات من العمل اليومي قضاها في المستوطنة الواقعة شمال غرب مدينة القدس المحتلة، لكن الصباح الأخير له كان مختلفا، فمع بزوغ فجر يوم جديد.. الساعة السادسة وأربعون دقيقة احتسى نمر الجمل (37 عامًا) كأسا من الشاي مع والدته، وغادر المنزل كعادته بشكل متزامن مع خروج أطفاله إلى مدارسهم.

وما هي إلا لحظات حتى استيقظ جيش الاحتلال على وقع صفعة قاسية بمدينة القدس المحتلة بإمضاء الشهيد "نمر" تاركاً رسالة مكتوبة بدمه في عملية إطلاق نار وطعن على مدخل مستوطنة "هار أدار"، مردياً ثلاثة من جنود جيش الاحتلال قتلى فيما أصيب رابع بجروح خطرة.

تواردت صورة الشهيد القاطن بلدة بيت سوريك، عبر وسائل الإعلام ولكن ظلت عائلته في حيرة من أمرها بشأن مصير نجلها حتى الساعة العاشرة صباحاً، حينما اقتحمت قوات من جيش الاحتلال البلدة، وأغلقت مداخلها، وأجرت تفتيشا دقيقا في بيت الشهيد قبل أن تعتقل شقيقه، وتحقق مع والدته وعمه طارحة أسئلة حول أصدقاء الشهيد، وتصرفاته خلال آخر شهرين.

"يا الله" كانت آخر الكلمات التي خطها على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قبل الانطلاق لتنفيذ العملية، وسبقه بمنشور آخر الساعة التاسعة مساءً في ليلة الاستشهاد قائلا: "لا أخشى سوى الله .. أشهد أن لا إله إلا الله" مرفقا إياها بصورة لجسمه من الخلف يظهر فيها صلابته.

صديق لكل الناس

ومنذ أكثر من عشر سنوات يعمل الجمل، وهو أب لأربعة أطفال في مستوطنة "هار أدار"، يقول عمه موسى (65 عاما) لصحيفة "فلسطين"، واصفا ابن شقيقه بأنه دمث الأخلاق.

يقول: "تمتع نمر بآداب وأخلاق عالية، فكان صديقا لكل الناس، ومرحا مع الآخرين، تربطه علاقات اجتماعية مع كل المحيطين به، فالجميع في البلدة يحبونه".

ويثني على عملية ابن أخيه، قائلا: "ما فعله نمر عمل بطولي وهو شهيد الوطن وسنسير على ذات الدرب، وهذا ليس غريبا على أهل بيت سوريك وشعب فلسطين".

ولأن الشيء بالشيء يذكر، "والفضل ما شهدت به الأعداء"، فكان ذهول مستوطني "هدار" كبيراً لما عرفوه عن الشاب النمر، كما يقول عمه، إذ علقت إحدى المستوطنات في حديثها لإحدى الإذاعات الإسرائيلية "مش ممكن أنه نمر يسوي هيك" "لتكون هذه شهادة من الإسرائيليين أنفسهم بأخلاقه العالية، والتي قوبلت بإذلال وإهانة للعمال".

إذلال عمال

ارتقى نمر وحسم الخصام، في ظل عمليات إهانة يلاقيها العمال الفلسطينيون، على الحواجز الإسرائيلية وبوابات المستوطنات منتظرين لساعات طويلة حتى حصولهم على أذونات الدخول والتي قد يسبقها عمليات تفتيش طويلة.

ويشير الستيني موسى، إلى أن جميع مع عرف "نمر" تعجب من فعلته، قائلاً "لقد عشق الأرض التي ترعرع فيها منذ صغره، وورثها عن والده فكان يزرعها ويحرثها ويحافظ عليها باستمرار، وامتلك 100 رأس من الأغنام (..) الغريب أنه قام ببيعها جميعاً قبل شهرين".

ويضيف "حياة نمر المادية كانت جيدة جدا، فلديه أرض معمرة بالأشجار، وكان لديه علاقات اجتماعية حسنة مع جميع أقاربه يحب وطنه، ويكن لهم كل الاحترام .. الجميع تفاجأ بالعملية".

أحمد الجمل رئيس بلدية بيت "سوريك" قال: "إن الشهيد ليس لديه أي إشكالات اجتماعية بالبلدة، ولا يوجد له انتماءات سياسية مع الفصائل الفلسطينية، ويعمل بالمستوطنة التي نفذ بها عمليته بتصريح رسمي من الاحتلال".

وأضاف الجمل لصحيفة "فلسطين": "المستوطنات الإسرائيلية تحيط بالبلدة من كل جانب واتجاه، وتنفذ سلطات الاحتلال أعمال توسعة وامتداد على أراضي الفلسطينيين بالتعدي عليها ومصادرة حقوقهم"، لافتاً إلى أن البلدة تضم 4 آلاف و700 نسمة، يعمل 200 – 300 منهم على الأقل في المستوطنات.

وأكد رفضهم لسياسة العقاب الجماعي التي يلوح بها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بهدم منزل عائلة الشهيد، وسحب التصاريح من عمال البلدة.

والعمليات الفردية انتشرت كظاهرة مع نشوب انتفاضة القدس في تشرين الثاني/ أكتوبر 2010 بين مد وجز في وتيرة المواجهات الشعبية والعمليات التي يقر جيش الاحتلال بصعوبة التكهن بها نظراً لغياب البنية التنظيمية التي عرفتها عمليات المقاومة في الانتفاضة الثانية.

اخبار ذات صلة