فلسطين أون لاين

جرائم الحرق في الضفة.. مآسٍ متكررة بأيدي المستوطنين وبحماية الاحتلال

...
مشهد حي من اعتداءات المستوطنين على منازل ومركبات المواطنين في ترمسعيا أمس
رام الله-غزة/ جمال غيث:

لم يكن أمام مصعب صوفان، وأسرته من خيار سوى الاحتماء في إحدى الغرف الآمنة بمنزلهم، الواقع في قرية بورين، جنوبي مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، بعد هجمات نفّذها مستوطنون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي في الثلاثاء الماضي.

ما إن أشارت الساعة بعقاربها إلى الحادية عشرة مساءً، حتى بدأ نحو 100 مستوطن يتجمّعون في محيط منزل صوفان وفق ما قال لصحيفة "فلسطين" وحاولوا اقتحامه عبر أبوابه أو عبر الصعود على جدرانه لكنهم فشلوا في ذلك بسبب القضبان الحديدية والأسلاك الشائكة التي تعلو جدرانه من جميع الجهات.

رعب حقيقي

وبعد فشل المستوطنين باقتحام المنزل يضيف صوفان، ألقوا الحجارة عليه وحطموا نوافذه، وألقوا الزجاجات الحارقة داخله "لكننا وبحمد الله، كنا نحتمي في غرفة داخلية أنا وأسرتي المكونة من خمسة أفراد وأشقائي الأربعة وأولادهم".

وتابع بأنّ مشاهد احتراق المنزل وصرخات الأطفال، لا تزال عالقة في ذاكرته، لافتًا إلى أنه بعد نحو ربع ساعة من تهدئة أبنائه بدأ في إطفاء النار المشتعلة، وتجنُّب الوصول إلى الساحة الخارجية للمنزل خشية أن تصيب تلك الزجاجات أو الحجارة أحدهم.

وأردف: "هذه ليست المرة الأولى التي يقدم بها المستوطنون للاعتداء على منزلي، ومنازل القرية وتحطيم نوافذها وإلقاء الزجاجات الحارقة بداخلها وحرق المركبات والأشجار"، مشيرًا إلى أنّ أخطرها تزامنًا مع أحداث حوارة في فبراير الماضي.

وبيّن أنّ أهالي القرية "سرعان ما هرعوا لنجدتنا واشتبكوا مع المستوطنين وأجبروهم على مغادرة القرية التي عاثوا فيها خرابًا"، مؤكدًا أنه لن يتخلى عن منزله ولن يرضخ لمحاولات الاحتلال الرامية للنيل من صمود الأهالي.

من جانبه، أكد الناشط الشبابي في القرية نمر عيسى، أنّ المستوطنين نفّذوا سلسلة اعتداءات على أهالي القرية.

وقال عيسى لصحيفة "فلسطين": إنّ اعتداءات المستوطنين تنوّعت بين إطلاق النار، وإلقاء زجاجات حارقة وحجارة على منازل ومركبات الأهالي.

وأضاف أنّ انتفاض الأهالي واشتباكهم مع المستوطنين حال دون وقوع كارثة كانت قد تحدث كقتل أو حرق إحدى العائلات وتكرار مأساة عائلة دوابشة التي قضت حرقًا على أيدي المستوطنين في 31 تموز/ يوليو عام 2015م.

وبيّن أنّ اعتداءات المستوطنين على القرية لم تتوقف، في حين تُنفّذ المقاومة عمليات بطولية تؤلم الاحتلال ومستوطنيه ردًّا على الجرائم المُمارسة بحقّ شعبنا.

وأول من أمس قُتل أربعة مستوطنين وأُصيب آخرون في عملية نفّذها مقاومان من كتائب الشهيد عز الدين القسام قرب مستوطنة "عيلي" الواقعة بين مدينتي نابلس ورام الله.

من ناحيته، وصف المسن محمد ضميدي، الليلة قبل الماضية التي شهدتها بلدة حوارة، جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية، بالمُرعبة التي أعادت إلى ذاكرته قصص النكبة التي هُجّر بفعلها شعبنا من أرضه المحتلة عام 1948م.

وقال ضميدي لصحيفة "فلسطين": إنّ أهالي البلدة عاشوا ليلة رعب بسبب الاعتداءات التي نفّذها قطعان المستوطنين على البلدة، مشيرًا إلى أنّ منزله تَعرّض للتحطيم وحرق جدرانه.

وأضاف: أنّ نحو 80 مستوطنًا يحملون "سكاكين وبلطات" رشقوههم بالحجارة وألقوا عليهم الغاز المسيل للدموع، وأشعلوا النار في أجزاء منه، ما أحدث حالة من الخوف والرعب بين أولاده.

وأشار إلى إمضائهم لما يُقارب الساعة في رعب من المستوطنين الذين حاصروا المكان وبدأوا يُنفّذون اعتداءاته على سكان البلدة وأحرقوا عشرات السيارات والمنازل.

هجوم متوقع

ولا يختلف حال قرية اللبن الشرقية، جنوب مدينة نابلس، عن سابقتها فقد طالتها اعتداءات المستوطنين، الذين أحرقوا عشرات الدونمات الزراعية، ونحو 30 مركبة، واعتدوا على منازل الأهالي، ما تَسبّب في إصابة خمسة من سكانها بجراح متفاوتة.

وبيّن عويس، لصحيفة "فلسطين" بأنّ عشرات المستوطنين وبحماية قوات الاحتلال هاجموا بالحجارة منازل المواطنين والمحال التجارية وحطّموا محتوياتها، وأعمدة الإنارة.

وأشار إلى أنّ الأهالي توقّعوا هجوم المستوطنين وتصدّوا لهم، ما قلّل من حجم الخسائر والأضرار التي تعرّضت لها القرية وسكانها.

وبيّن عويس، في إحصائية أولية بأنّ حجم الخسائر التي تعرضت لها قريته بلغت ما يزيد عن 2 مليون شيقل، داعيًا العالم للوقوف أمام مسؤولياته ومحاسبة الاحتلال والمستوطنين على جرائمهم المستمرة بحقّ شعبنا الفلسطيني.