قائمة الموقع

أضاحي العيد.. فرصة اقتصادية للصناعات الجلدية بالضفة

2023-06-21T09:42:00+03:00
أضاحي العيد.. فرصة اقتصادية للصناعات الجلدية بالضفة

يتحضر الحاج فايز الزعتري (66) عاماً، لاستقبال جلود الأضاحي من التجار والأفراد، من أجل دباغتها في منشآته القائمة في الخليل، جنوب الضفة الغربية، ومن ثم توزيعها على مصانع تصنيع الأحذية والشنط الجلدية.

الزعتري الذي عمل في هذه المهنة منذ أن كان (15) عاماً، عدَّ الصناعات الجلدية إرثًا فلسطينيًّا، يجاهد المنتجون من أجل الحفاظ عليه رغم معيقات الاحتلال ومحاولات الطمس.

ويُعرِّض الزعتري الجلود التي يشتريها لعدة عمليات معالجة، مثل: رشها بالملح لتعقيمها، وإزالة الشعر، ثم تمرر لأخذ الأصباغ المطلوبة، مشيراً إلى أن العملية تستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ثم تكون الجلود جاهزة لمصانع الأحذية والشنط.

ويعاون الزعتري في مدبغته خمسة من أبنائه، إضافة إلى عمال آخرين، ويشتري الجلود أيضا ًمن قطاع غزة بعدما سمحت سلطات الاحتلال لذلك في السنوات الأخيرة.

وتطرق إلى تداعيات تأثير الصناعات الجلدية المستوردة على نشاطهم، وكيف ساهمت في تقليص إنتاجهم، إلى جانب ضيق المساحة المتوفرة لممارسة أنشطتهم.

وتُعطي مصانع إنتاج الأحذية والشنط للجلود المحلية الأولوية في المدخلات الصناعية، كما يفعل ذلك مصنع فضل النتشة، الذي يؤكد أن إنتاجهم من الأحذية يعدُّ إنتاجًا وطنيًّا خالصًا.

اقرأ أيضًا: أيمن الشوا وعَراقة "الجلود" من عائلةٍ تستثمر خيرات الطبيعة

وبين النتشة لصحيفة "فلسطين" أن مصنعه على الرغم من كم المنافسة التي يواجهها من المستورد، إلا أنه استطاع أن يحافظ على حصته السوقية، والسبب يرجع إلى الجودة العالية التي يقدمها للزبائن والأسعار الملائمة.

وأضاف النتشة أن الصناعة في الضفة الغربية بما فيها صناعة الأحذية تواجه مجموعة من التحديات، أهمها: ارتفاع أسعار الطاقة، والصناعة المستوردة التي يحاول بعض التجار توريدها للسوق المحلي بأسعار أقل، لكن جودتها دون المستوى.

وأشار إلى أن نحو (100) عامل وفني يعمل في الشركة المقامة على مساحة (4) آلاف متر مربع.

ويُسوّق النتشة منتجات أحذيته إلى دول عربية مجاورة، مثل: الأردن، والعراق، والإمارات، والسعودية، وإلى بعض الدول الغربية.

من جهته، أكد رئيس اتحاد الصناعات الفلسطينية نور الدين جرادات أن الصناعات الجلدية قطعت شوطاً كبيراً في فلسطين، وأن مركزها في جنوب الضفة الغربية، إذ تعد من الصناعات الفلسطينية المتوارثة.

وبين جرادات لصحيفة "فلسطين" أن اتحاد الصناعات العامة، والاتحاد التخصصي للصناعات الجلدية ساهما بدور كبير في تعزيز الصناعات الجلدية في الأسواق المحلية، عبر إمدادها بالمشاريع، والتوسط مع الجهات ذات العلاقة لإيجاد حلول لمشكلاتها.

وتفرض سلطات الاحتلال قيودًا على استيراد بعض المواد الكيميائية المستخدمة في معالجة الجلود، بدعوى وجود مبررات أمنية، ويتطلب استيرادها موفقات أمنية إسرائيلية.

وحسب اتحاد الصناعات الجلدية فإنّ المنشآت العاملة في صناعة الأحذية تقلّصت من 1000 منشأة إلى 150 منشأة حاليًّا، وعدد العاملين انخفض من 35 ألف عامل إلى 3 آلاف عامل، كما نقص إنتاج مصانع الأحذية في الضفة الغربية من 12 مليون حذاء إلى 3 ملايين حذاء سنويًّا؛ بسبب قيود الاحتلال والصناعات المستوردة.

اخبار ذات صلة