بين الحين والآخر يهدد جيش الاحتلال الإسرائيلي بشن عدوان عسكري "واسع" شمال الضفة الغربية المحتلة؛ لمحاولة وأد المقاومة المسلحة ومنع تصاعد عملياتها التي تؤرق الاحتلال ومستوطنيه.
وبحسب مراقبين فإن هذه التهديدات تأتي ضمن سياق احتمالات ودلالات سياسية وعسكرية إسرائيلية.
ووفقًا لموقع "يديعوت أحرونوت" العبري فإن تقديرات المستوى الأمني في دولة الاحتلال تشير إلى اقتراب شن ما تسمى "عملية عسكرية واسعة في الضفة بالتركيز على شمالها".
ويعزز هذه التقديرات مقتل سبعة مستوطنين منذ مطلع العام الجاري 2023، في عمليات إطلاق نار نفذها فلسطينيون بالإضافة إلى استهداف مركبات.
ورأى المحلل السياسي فتحي الحايك أن جميع الاحتمالات واردة ومنها شن عملية عسكرية، لكنه ذهب إلى أن الأمر يتعلق بـ"الحرب النفسية" أكثر من تنفيذ العملية.
وأوضح لصحيفة "فلسطين" أن التلويح بعملية عسكرية يأتي ضمن "الحرب النفسية"، وعلل ذلك بأن الجيش ينفذ يوميًّا عمليات ميدانية لملاحقة المقاومين واعتقالهم ونصب الكمائن العسكرية في مناطق شمال الضفة.
وأكد الحايك أن العملية العسكرية شمال الضفة قائمة دون الإعلان عنها دفعة واحدة.
واتفق المحلل السياسي عزام أبو العدس مع سابقه، أن الاحتلال لا يفصح عن نواياه العسكرية لكن تلميحاته تأتي في سياق الجرائم وسياسته الوحشية.
وأوضح أبو العدس لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال ينفذ يوميًّا جرائم هدم منازل وطرد عمال وسلب أراضٍ، وكل ذلك في إطار عملياته العسكرية الوحشية.
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية نقلت عن رئيس المجلس الإقليمي الاستيطاني "شومرون" يوسي داغان، قوله: "ليس عبثًا أن أكثر من 80% من العمليات، التي وقعت في العامين الأخيرين، بما في ذلك في بني براك، والخضيرة، وإلعاد، وديزنغوف في (تل أبيب)، جاءت من شمال الضفة"، مناشدًا حكومة المستوطنين الفاشية بالعمل لوقف العمليات.
ولا يخفي الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات مخاوفه من قيام الاحتلال بعملية واسعة، ودلل على ذلك بأن جيش الاحتلال والمستوطنين باتوا في حالة استنزاف؛ بسبب تصاعد المقاومة وتطورها.
وأوضح لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال يواصل عملياته المركزة في قلب المدن والمخيمات وهو ما قد يجعله يحجم عن القيام بعملية واسعة وكبيرة.
وذكر عبيدات أنه في ظل الأوضاع الراهنة تبقى جميع الاحتمالات قائمة، فالاحتلال بالعادة لا يفصح عن نواياه الحقيقية، وفي ظل الحالة الراهنة يبدو أنه يستكفي بالعمليات المركزة.
ومن وجهة نظر المحلل السياسي ياسين عز الدين فإن الاحتلال لن يقدم على عملية عسكرية شمال الضفة؛ خشية اشتعال الساحات الفلسطينية.
وأوضح لصحيفة "فلسطين" أن المشكلة الأولى أمام الاحتلال تتمثل بالدافعية الموجودة عند الشباب المقاوم، عدا عن خشيته من انهيار السلطة –الضعيفة أصلًا- إضافة إلى خشيته من انضمام المقاومة في غزة للمواجهة خاصة إذا أصبحت الـمقاومة في الضفة بوضع صعب.
وأشار عز الدين إلى أن تزايد فشل الهجمات الإسرائيلية الخاطفة وعجز السلطة عن القيام بدورها قد يدفع الاحتلال للتفكير بخطوات أخرى أكثر عنفًا وشمولًا، وهذا ما يتطلب من المقاومة أن تكون أكثر حرصًا.