مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تنشط أنواع من الفيروسات والميكروبات مسببة أمراضا وأعراضا تثير القلق.
والكثير من الأمراض الشائعة في الصيف ليست خطرة في حال التعامل السليم معها، ويؤكد الدكتور شريف أحمد حته، استشاري الطب الوقائي والصحة العامة، أن أبرز الأمراض التي لها علاقة بارتفاع درجات الحرارة هي ميكروبات الجهاز الهضمي أو الجهاز التنفسي العلوي أو الجلد.
ويبين استشاري الطب الوقائي أبرز الأمراض المرتبطة بالصيف وطرق علاجها:
أولاً: الميكروبات التي تصيب الجهاز الهضمي تنشط في الصيف وتسبب القي والإسهال، وبعضها يرتبط بتناول أطعمة ملوثة بها مثل الطعام الذي لا يحفظ جيدا في الثلاجة أو الذي يباع في الطرقات، وبعض هذه الميكروبات لا ترتبط الإصابة بها بالطعام.
ميكروبات الجهاز الهضمي تعالج عن طريق المطهر المعوي والمضادات الحيوية، وخافض الحرارة في حال ارتفاع حرارة الجسم، مع شرب السوائل إذا ما صاحب الأعراض قيء أو إسهال.
ثانياً: لا يوجد مانع من حدوث الإنفلونزا في الصيف خاصة بالنسبة لمن يعانون من حساسية الجيوب الأنفية أو حساسية الصدر خاصة مع استخدام التكييف أو المرواح بالصيف والانتقال من درجات الحرارة الباردة إلى الساخنة والعكس ما يؤدي لالتهاب الجيوب الأنفية والتهابات بالجهاز التنفسي العلوي.
تظهر أعراض مثل الكحة والعطس والرشح واحتقان الزور وغيرها من الأعراض المرتبطة بالجهاز التنفسي العلوي.
ثالثاً: الأمراض الجلدية مثل الإكسيما وحساسية الجلد والتي تحدث نتيجة عدم الاهتمام بالنظافة، أو التعرض للعرق، أو ملامسة الأشياء الساخنة التي تسبب التهاب الجلد، وتظهر بسبب أعراض مثل الحبوب والفقاعات على الجلد وأمراض أخرى مختلفة، ويمكن علاجها ببعض أنواع الدهانات والكريمات المضادة للحساسية والالتهابات وذلك تحت إشراف طبي.
رابعاً: الإجهاد الحراري، وغالبا ما يصيب من يعملون في مهن يتعرضون خلالها للشمس فترات طويلة، مثل رجال المرور، وعمال البناء لا سيما وأن مصر تبني العديد من المحاور والجسور والعاصمة الإدارية التي يعمل بها عمال كثيرون.
الإجهاد الحراري أعراضه ارتفاع درجات الحرارة إلى قرابة 39 درجة، مع فقدان السوائل في الجسم، واضطراب الوعي، فضلا عن الإغماء والقيء والمغص وأعراض أخرى.
يمكن أن يؤدي الإجهاد الحراري إلى مشاكل صحية أكبر إذا لم يتم التعامل معه بشكل سريع من خلال نقل المصاب بعيدا عن الشمس، ووضعه أمام مروحة ورشه بالماء الفاتر وليس البارد، وإعطائه خافض للحرارة وسوائل قدر الإمكان إن لم يكن يعاني من القيء، أما في حالة إصابته بالقيء فيحصل على السوائل من خلال المحاليل.
في حال استمرار الإجهاد الحراري واستمرار وقوف الشخص تحت أشعة الشمس مدة أطول قد تحدث ما تعرف بــ"ضربة الشمس" وهي أخطر بكثير من الإجهاد الحراري، لأنها تؤثر بشكل مباشر على مركز الوعي في المخ، فيفقد الشخص وعيه بشكل سريع، وإذا لم يتم التعامل معها سريعا قد تؤدي للوفاة، لأن حرارة الجسم ترتفع لمستوى عال للغاية، ويجب إعطاء الشخص السوائل عن طريق المحاليل.
أما أبرز طرق الوقاية من الأمراض والأعراض الشائعة في الصيف فيوضح حته:
غسل الخضراوات والفواكه جيدا من خلال نقعها في ماء وخل لوقت كاف، خاصة بالنسبة للأغذية التي ليس لديها قشرة كالخوخ والمشمش، والتي تكون أكثر عرضة للتلوث ورشد المبيدات، وفي أحيان أخرى يسبب البطيخ نزلات معوية، وعموما فإن فاكهة الصيف تكون أكثر عرضة للتلوث من فاكهة الشتاء.
نظافة الأسطح بشكل مستمر وغسيل الأيدي قبل تناول الطعام، واستخدام قفازات لليد حال لمس أسطح غير نظيفة.
الابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة وارتداء ملابس قطنية خفيفة وشفافة والاعتماد على المظلة الشمسية للوقاية من حرارة الشمس خلال المشي.
التهوية الجيدة هامة للغاية، فالأماكن التي بها تكييف مركزي من أكثر الأماكن المضرة صحيا، ويجب وجود نوافذ يمكن فتحها من وقت لآخر لتهوية المكان وتغيير الهواء.
عدم الانتقال بين الجو الحار والبارد باستمرار، لا سيما من يستخدمون التكييف في السيارات، فعليهم خفض درجة تبريد المكيف بشكل تدريجي قبل الخروج من السيارة للجو الحار، وعند ركوب السيارة في حالة عرق يجب فتح أبوابها وتهويتها جيدا حتى يهدأ الجسم، ثم تشغيل التكييف بعد ذلك للحماية من التهابات الجيوب الأنفية والجهاز التنفسي العلوي.
الوقاية من الأمراض الجلدية الصيفية من خلال النظافة الدائمة، واستعمال الماء والصابون، واستعمال كريمات مرطبة عادية لحماية الجلد بشكل مستمر.