"نقلة نوعية" تلك التي أضافها "سوق نبع الخيرات" على مشروع السيدة "عدلة علي" الريادي، إذ أوصل منتجاتها إلى كل مكان في محافظة بيت لحم، بشكل لم تكن تتوقعه، وأصبح لها زبائنها الذين يطلبون منتجاتها داخل السوق وخارجه، الأمر الذي شكل دفعة معنوية لها للاستمرار في مشروعها، والعمل بجد على تلبية طلبات زبائنها.
فـ"علي" التي أسست منذ عدة سنوات مشروعاً باسم "دبس الفلاحة" وقف على قدميه بعدما حاز على ترخيص من وزارة الاقتصاد والغرفة التجارية في بيت لحم، لكن تسويق المنتجات بقي عقبة أمامها عندما اقتصر البيع على المعارف والأقرباء.
تنتج علي من خلال مشروعها الزراعي الدبس والملبن والزبيب وورق العنب و"العنبية" ومخلل العنب ومربي الزعرور والزعتر والميرامية، ومربى السفرجل والمشمش، والسماق، كلها منتجات تحصدها من أرضها.
وبتعرفها على "سوق نبع الخيرات" قفز مشروعها قفزة كبيرة، إذ لم يقتصر السوق على مجرد التسويق، بل إن القائمين عليه أمدوا "علي" بمستلزماتٍ للتصنيع الزراعي، "انضممتُ للسوق منذ إنشائه عام 2019م، وقد ساعدني كثيراً في التسويق والوصول إلى الزبائن الذين أصبحوا يتواصلون معي دائمًا سواء حضروا للسوق أو لم يحضروا".
وتشير إلى أن السوق دعم كثيراً من النساء الرياديات في المجال الاقتصادي، ومكنهن من تسويق منتجاتهن، والوصول إلى الزبائن، وهو يدعم المنتجات الزراعية العضوية الخالية من الكيماويات.
تطوير المشروع
أما رنا الأعرج فتمتلك مشروعاً مختصاً بالخشبيات التي تصممها عبر برامج حاسوبية، ثم تقصها بماكينة الليزر لتنتج ألعاباً تعليمية للأطفال وتوزيعات للمناسبات، وتعيل من مدخولها بناتها الثلاث، إحداهن من ذوي العَوَق.
تقول: "كنتُ أسوِّق منتجاتي عبر شبكة الإنترنت، والمعارض والبازارات التي تُعقد في المحافظة، لم يكن التسويق بالشكل المطلوب إلى أن استرعى انتباهي إعلان عن السوق، فانضممتُ له منذ فترة".
وتشير إلى أن مشاركاتها الدائمة في السوق فتحت الباب أمام تطوير المشروع، من خلال دورات قدمها مختصون في مجال التسويق، الأمر الذي ساعدها على توفير نقاط بيع دائمة للمنتجات، حتى في أوقات عدم انعقاد السوق، مبدية سعادتها بتمكنها من الوصول إلى الجمهور بشكل كبير، وازدياد أعداد زبائنها.
سوق دائم
في هذا الإطار، تبين منسقة مشروع "سوق نبع الخيرات الخيري" شيرين خوري، أن السوق الذي أُنشئ منذ عام 2019م من خلال جمعية تنمية المرأة الريفية يسهم بشكل أساسي في دعم المشاريع الصغيرة للنساء، وتأسيس التعاونيات النسائية في محافظة "بيت لحم"، وتسهيل التواصل بينهن وبين الزبائن.
وتقول: إن السوق في البداية كان يُعقد يوم السبت من كل أسبوع كسوق دائم لهؤلاء النساء، "لكننا ارتأينا العام الماضي على جعله سوقًا متنقلة بين في أرجاء محافظة بيت لحم، وتشارك في كل البازارات والمعارض المحلية".
وبالتنسيق مع البلديات والمؤسسات الشريكة التي تقوم بعقد بازارات ومعارض، يشارك "نبع الخيرات" في نشاطاتهن وفي باقي الأيام يعقدونه فرديًّا، "وهذا أتاح للنساء الوصول للزبائن في مختلف مناطق المحافظة"، وفق خوري.
وتشير إلى أن عدد النساء المشاركات في السوق في تزايد مستمر، وأغلبهن من أصحاب المشاريع الحرفية والغذائية، "يشترط في المنتجات الغذائية أن تكون صحية وخالية من المواد الحافظة ومصنعة بطريقة سليمة، ومعبأة بطرق مناسبة".
أما المنتجات الحرفية، وفق خوري، فيجب أن يكون المُنتج إبداعيًّا ومميزاً، ويشكل لوحة فنية يرغب الزبون في اقتنائها، "بشكل عام ينبغي أن تكون المنتجات مصنوعة يدوياً من النساء، وليست منتجات جاهزة".
وتلفت إلى أن القائمين على السوق يوفرون للنساء المشاركات مواد للعرض، وأحياناً يستأجرون لهن طاولات للعرض داخل المعارض القائمة وأيضاً توفير مواد خام لهن، بجانب أننا نوفر لهن دورات في التسويق والتعامل مع الزبائن.