فاز الطالب أحمد غوشة البالغ من العمر (16 عامًا) بجائزة "تيتش تالنت" على مستوى الوطن عن اختراعه جهاز طبي مرتبط بالذكاء الاصطناعي يمكن كشف نوبات الصرع قبل حدوثها بربع ساعة.
وكانت مؤسسة "النيزك" قد طرحت المسابقة في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وأعلنت النتائج في يونيو/ حزيران الجاري.
ويقول غوشة من مدينة القدس المحتلة لصحيفة "فلسطين": "قضيت الوقت المسموح للمسابقة بحالة من التوتر والقلق، خاصة أن المشروع كبير وقمت بتنفيذه بمفردي، معتمدًا على ما حصلت عليه من كورسات عبر شبكة الإنترنت، ليتوج هذا التعب بشعور لا يوصف من الفرح والسعادة بفوز مشروعي على مستوى الوطن إلى جانب 11 مشروع آخر"، وسيزور وكالة ناسا للفضاء في شهر أغسطس ٢٠٢٣.
وشارك في المسابقة 608 مشروعًا على مستوى مدينته القدس، وتأهل على مستوى الوطن 85 مشروعًا من مختلف المدن الفلسطينية.
ويذكر غوشة أنه منذ طفولته وهو محب لمجال الهندسة الطبية الحيوية، واستثمر سنوات دراسته في تطوير نفسه، "ولذلك اختار تلك الفكرة خاصة أن هناك الكثير ممن لا يعرفون مرض الصرع".
ويشار إلى أن جهاز (Cerebro Alert) يعمل على تحسين نوعية الحياة لدى مرضى الصرع عبر اكتشاف النوبات قبل ربع ساعة من وقوعها، "وهذا من شأنه إدخال عنصر الطمأنينة لدى المريض وأسرته لضبط اضطراب النوبات".
والصرع، اضطراب عصبي مزمن يصيب الدماغ، ويتميز بنوبات متكررة هي عبارة عن نوبات وجيزة من الحركة غير الإرادية التي قد تخص جزءًا من الجسم أو الجسم كله، ويصاحبها أحيانًا فقدان الوعي والتحكم في وظائف الأمعاء أو المثانة، وذلك وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
ويوضح غوشة أن الجهاز يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي من جهة والاستشعار من جهة أخرى عبر قراءة التخطيط الكهربائي لدماغ الإنسان بواسطة منصة (الأردوينو)، إذ يستخرج "سربرو أليرت" بيانات المرضى ويعمل على معالجتها ومن ثمة إعدادها عبر تكنولوجيا التعلم العميق، ويتولى التطبيق على الهاتف المحمول ربط جهاز الاستشعار مع نموذج التعلم العميق ويستقبل الذبذبات الدالة على حالة الصرع وذلك لمعرفة وقت الإصابة بواسطة شبكات العصبية الالتفافية.
ويوضح أن جهاز "سربرو أليرت" ينبه طبيب المريض وأهله على حد سواء عبر رسائل قصيرة عبر الهاتف النقال الأمر الذي يساهم في التدخل الطبي السريع وضبط اضطراب نوبات الصرع، علاوة على ذلك، يتيح التطبيق توثيق أوقات حدوث النوبات لاسترجاع المعلومات بكل سهولة.
وتنجم نوبات الصرع عن فرط الشحنات الكهربائية التي تطلقها مجموعة من خلايا الدماغ. وقد تنطلق هذه الشحنات من أجزاء مختلفة من الدماغ، وقد تتراوح النوبات بين غفلات الانتباه ونفضات العضلات الخاطفة وبين الاختلاجات الممتدة، كما أن النوبات قد تختلف من حيث مدى تواترها من أقل من مرة واحدة في السنة إلى عدة مرات في اليوم.
ويلفت غوشة إلى أن المشروع يتميز في استخدامه عددًا محدودًا من الأقطاب الكهربائية التي تُسهل الحياة اليومية للمريض، ويركز حصريًا على تحليل الفص الصدغي للدماغ التي تشمل ٦٠٪ من جميع النوبات البؤرية عبر إعطاء أولية لكشف صرع الفص الصدغي الأكثر شيوعًا لدى المرضى.
وقد أثبتت البحوث التي أجراها على الجهاز سهولة استخدامه، وتكلفة إنتاجه البسيطة، الأمر الذي يساهم في انتشاره في كل الدول، ويسعى غوشة خلال العطلة الصيفية إلى تطوير مشروعه عبر تصغير حجمه، وتحسين أداء الذكاء الاصطناعي.
جدير بالذكر أن خصائص النوبات تختلف وتتوقف على الموضع من الدماغ الذي يبدأ فيه الاضطراب وعلى مدى انتشاره.