أثارت إزالة أجهزة أمن السلطة حواجز منتشرة حول مخيم نور شمس في طولكرم، يستخدمها المقاومون لعرقلة اقتحامات قوات الاحتلال، حالة من الغضب بين الأهالي، ورأى البعض أن هذه الخطوة تعدُّ تعاونًا أمنيًّا مع الاحتلال، ودعمًا له في مواجهة المقاومة.
واندلعت مواجهات بين شبان المخيم وأجهزة أمن السلطة، وأُشعلت الإطارات المطاطية على مداخل المخيم؛ احتجاجًا على تعاون السلطة مع جيش الاحتلال.
ووصفت "كتيبة طولكرم" إجراء أجهزة أمن السلطة بأنه "طعنة من الخلف"، كما أطلقت أجهزة الأمن النار على الشباب الذين حاولوا منع إزالة الحواجز.
وطالبت كتائب "شهداء الأقصى"، التابعة لحركة "فتح"، أجهزة الأمن في السلطة بالتوقف فورًا عن سلوكها في مخيم نور شمس، ووقف محاولاتها لإزالة الحواجز والعوائق التي وضعتها لعرقلة اقتحام الاحتلال للمخيم.
وهددت "شهداء الأقصى" في بيان، بأن عدم توقف أجهزة أمن السلطة عن سلوكها ستكون له عواقب، "بما في ذلك تفخيخ تلك الحواجز بعبوات ناسفة".
وأكد شاهد عيان من سكان مخيم نور شمس، أن القوات الخاصة التابعة لجيش الاحتلال تقتحم المخيم باستمرار، وتطلق النار على المواطنين، وتسعى إلى اعتقال المقاومين وإضعافهم. لذلك، قرر المقاومون استخدام بعض الحواجز والإطارات المطاطية لتعطيلها وتأخيرها عن الوصول إلى المخيم.
وأشار لصحيفة "فلسطين" طالبًا عدم الكشف عن اسمه، إلى أن قوة أمنية من السلطة حاولت إزالة الحواجز والإطارات التي وضعتها المقاومة، ما دفع ببعض الشبان إلى رشقهم بالحجارة وطردهم، وأضاف أن القوة أطلقت النار على الشبان الذين حاولوا منعهم، وكادت أن تصيب بعضهم بطلقات نارية.
اقرأ أيضاً: بالفيديو قوة خاصة إسرائيلية تقتحم مخيم نور شمس بطولكرم
وأوضح الشاهد أن أجهزة الأمن في السلطة غائبة تمامًا عن استهداف قوات الاحتلال للمخيم، ولا تتحمل أي مسؤولية في الدفاع عن الأهالي.
ونبه على أن الحواجز التي يضعها المقاومون لا تؤثر على حياة السكان أو حركة المركبات خلال النهار، وتوضع في ساعات متأخرة من الليل، وإزالتها في الساعة السابعة صباحًا.
وأضاف أن تلك الحواجز والإطارات المطاطية تعزز سلامة المقاومين في مخيم نور شمس، وتعيق دخول القوات الخاصة الإسرائيلية إلى المخيم.
حالة تحدٍّ كبير
وأكد الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين أن مخيم نور شمس يشكل حالة تحدٍّ كبيرة لجيش الاحتلال، لأنه فشل في اقتحام المخيم، والوصول إلى المقاومين عدة مرات في الآونة الأخيرة.
وأوضح عز الدين لصحيفة "فلسطين"، أن هناك منظومة أمنية فعالة في المخيم تحميه وتزعج الاحتلال وتحرجه.
وأشار إلى أن أجهزة أمن السلطة حاولت ضرب هذه المنظومة الأمنية في المخيم، من خلال إزالة الإطارات المطاطية والحواجز الموضوعة قرب المداخل، على الرغم من عدم إعاقتها لحركة المواطنين.
وأوضح عز الدين أنه لا توجد مبررات أو أعذار للسلطة للتعاون المعلن مع الاحتلال في إزالة تلك الحواجز. كما أشار إلى أن مجموعات المقاومة في شمال الضفة أصبحت أكثر تحديًا للسلطة، وخصوصًا في طولكرم، وعلى الرغم من حرصها على الوحدة الوطنية وتماسك الصف الداخلي، فإنها ترفض أن يتم ذلك على حساب مقاومة الاحتلال.
وأشار إلى أن شباب مخيم نور شمس الذين تصدوا لأجهزة أمن السلطة ينتمون لجميع الفصائل، بما في ذلك حركة فتح، ما يعني أن حالة المقاومة تجاوزت الانتماءات الحزبية، وهو ما يضعف السلطة في مواجهتها، إذ تفتقر لدعم شعبي قوي.