تواجه مدينة خليل الرحمن الفلسطينية مخططات استيطانية تهويدية تستهدف تكثيف الاستيطان في قلب المدينة من أجل المضي قدمًا في تقسيم المدينة إلى قسمين جزء بسيط منها يصبح للفلسطينيين؛ حيث أعدت الحكومة الصهيونية مخططًا استيطانيًا يشتمل على بناء 30 وحدة استيطانية في قلب مدينة الخليل وتمت الموافقة عليه من قبل حكومة (نتنياهو) العنصرية حيث يجري تجهيز عطاءات بناء لهذه الوحدات الاستيطانية وطرحها للتنفيذ، وتحظى مشاريع الاستيطان في الضفة المحتلة بدعم وتأييد من حكومة المستوطنين حيث شدد وزير التعليم الصهيوني (نفتالي بينت) على أنه من حق الصهاينة التوسع بالبناء الاستيطاني في مدينة الخليل مثل باقي مستوطنات الضفة ويجب ألا تتغير خطط البناء في الخليل رغم القيود والعراقيل السياسية، مؤكدًا أن المخططات الاستيطانية تسير قدمًا في الخليل.
ويعدّ اليهود الصهاينة أن مدينة خليل الرحمن الفلسطينية العتيقة مدينة مقدسة لديهم وبحسب المعلومات العبرية، فقد ورد اسم الخليل عند اليهود باسم (حبرون)، وورد ذكرها عدة مرات في التوراة والعهد القديم، ويدّعي اليهود أن مدينة الخليل كانت العاصمة الأولى للدولة (الإسرائيلية) في عهد (شاؤول) وأنها الأرض التي شهدت إقامة عدد من كبار رموز اليهودية المبكرة في نواحيها- حسب ادعاءاتهم.
وقبل أيام قام الآلاف من قطعان المستوطنين الصهاينة باقتحام المسجد الإبراهيمي الشريف، وقام بتدنيس جدران المسجد بوضع علم (إسرائيلي) كبير يلف جدران المسجد من كل الجوانب، وأقام الصهاينة حفلا غنائيا ماجنا في ساحات المسجد حيث حولوا المسجد إلى مكان للرقص والمجون والعري ضمن مخططات تهويد المسجد الإبراهيمي.
ويشدد كاتب المقال على أن صور العلم (الإسرائيلي) على جدران المسجد الإبراهيمي الشريف كانت استفزازية لمشاعر المسلمين في الدرجة الأولى وهو ما يؤكد الحقد اليهودي الصهيوني للمسلمين والعرب وكرههم للسلام والأمن في هذه البلاد، وتدنيس اليهود لكل ما هو مقدس على أرضنا المباركة.
إن مدينة الخليل العتيقة تتعرض للتهويد (الإسرائيلي) الممنهج بصورة يومية هذه المدينة الإسلامية الفلسطينية يسكنها أكثر من 200 ألف فلسطيني، وتعد من أقدم مدن العالم وقد أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) المدينة القديمة في الخليل والمسجد الإبراهيمي ضمن قائمة مواقع التراث العالمي.
أهلنا في مدينة خليل الرحمن يعانون معاناة طويلة جراء مواصلة الحكومة (الإسرائيلية) الجرائم بحقهم، واستمرار تغول قطعان المستوطنين في الخليل _وعددهم في ازدياد_ على الفلسطينيين، بل إن حكومة (نتنياهو) وبهدف زيادة الاهتمام بأحوال المستوطنين أصدرت قرارًا عسكريًا يقضي بتشكيل (مجلس لإدارة شؤون المستوطنين في مدينة الخليل)؛ هذا القرار الصهيوني العنصري والخطير يعد مؤشرًا على السيطرة (الإسرائيلية) الكاملة للكيان وتمهيدًا لفصل مدينة الخليل عن الدولة الفلسطينية وهذا القرار الصهيوني الخطير يمثل إلغاء لاتفاقيات الخليل الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في يناير/كانون الثاني عام 1997م ؛ بل إن حكومة (نتنياهو) تضرب عرض الحائط بإعلانها مجلس المستوطنين كل الاتفاقات والمعاهدات الأممية والدولية وتمثل انتهاكا صارخا لهذه الاتفاقيات وتحديًا صارخا لقرار منظمة (يونسكو) الأخير الذي اعتبر مدينة الخليل القديمة إرثًا ثقافيًا عالميًا مهددًا بالخطر بسبب وجود الاحتلال.
يحكم الكيان الإسرائيلي اليوم القبضة الحديدية ليس على مدينة الخليل وحدها بل على كل مدن الضفة الغربية المحتلة، فهو يعمل على توسعة أعمال الإدارة المدنية وزيادة الموازنات المصروفة لها وزيادة عدد الموظفين، بل إن الحكومة الصهيونية تعلن دوما عن تشكيل لجان وزارية إسرائيلية للسيطرة على المعابر والحدود والأمن وتصاريح العمل في الضفة المحتلة؛ ولا يتوانى المسؤولون في الكيان من وزراء وأعضاء كنيست بإعلان السيطرة الكاملة على الضفة المحتلة وإدارة الأمور في مناطق سلطة أوسلو في الضفة؛ فيما أصبح إقامة دولة فلسطينية على حدود يونيو/ حزيران 1967م شبه مستحيل في ظل مواصلة تهويد وسرقة أرضنا الفلسطينية.
إن ما يحدث من جرائم تهويد واستيطان في مدينة الخليل يؤكد استمرار حكومة ( نتنياهو) الفاشية في مخططات تهويد وسرقة أرضنا الفلسطينية المباركة وتنفيذ خطط فصل مدينة الخليل عن الضفة الغربية، لتصبح مدينة (إسرائيلية) يمنع الفلسطينيون من الوصول إليها.
إن مدينة خليل الرحمن تواجه المخططات الاستيطانية بشراسة، حيث يضرب الكيان الصهيوني بعرض الحائط كل المناشدات والدعوات الأممية ويغلق الأبواب أمام هيئات الأمم المتحدة من أجل المواصلة في تنفيذ المخططات والمشاريع الاستيطانية في الضفة المحتلة والقدس.