أكد خالد زبارقة محامي الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، أن شيخ الأقصى يتعرض لتعذيب متواصل على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وعقدت محكمة الصلح الإسرائيلية بمدينة حيفا بالداخل المحتل، أمس، جلسة محاكمة للشيخ صلاح بحضور العشرات من المتضامنين من قيادات ونشطاء الداخل، لقراءة "بنود لائحة الاتهام".
وقال زبارقة لصحيفة "فلسطين": إن الشيخ صلاح قبيل بدء جلسة محاكمته، اشتكى من تقييد يديه ورجليه بقيود كثيرة أثناء خروجه من سجن "ريمون" وصولًا إلى محكمة الصلح الإسرائيلية في مدينة حيفا بالداخل المحتل.
وأضاف: إن الشيخ صلاح ذكر في قاعة المحكمة، أن سلطات الاحتلال زادت القيود عليه من الساعة الثامنة من مساء يوم السبت الماضي وصولًا إلى قاعة المحكمة أمس الأحد لمدة تقارب العشر ساعات متواصلة، ووضعوا قيودًا في يديه وقدميه، ثم وضعوا قيودا مرة ثانية في يديه وقدميه، ثم وضعوا قيدًا ثالثا طويلا، وربطوا يديه مع قدماه، وبقيت على هذا الحال من سجن "ريمون" حتى قاعة المحكمة.
وأشار زبارقة، إلى أن الشيخ صلاح ذكر قبيل بدء جلسة المحاكمة أنه شعر بأن يديه قد كسرت من شدة القيود التي كبل بها، مؤكدًا أن القيود التي كبل بها من قبل سلطات الاحتلال مجرمة بنصوص القانون المحلي والدولي، وأن ذلك انتهاك صارخ لحقوق الشيخ الأساسية في سلامة جسده.
وكان شيخ الأقصى تعرض في بداية اعتقاله لاعتداء السجانين عليه، واحتجز في غرفة ضيقة، وصولا لتقييده لفترات طويلة بالسلاسل لجلبة للمحكمة، أمس.
وذكر زبارقة، أن جلسة أمس كانت ردًا على لائحة الاتهام المقدمة ضد الشيخ صلاح والتي يزعم الاحتلال فيها أنه يحرض على العنف و(الإرهاب) ودعم منظمة محظورة، مؤكدا أن تلك الاتهامات باطلة ومخالفة للقانون، وأنها لا تستند إلى أي سند قانوني، مطالبًا المحكمة بإبطالها.
ويعتبر الاحتلال أقوال الشيخ صلاح في ثلاث مناسبات مختلفة أقيمت في شهر تموز الماضي تندرج في إطار التحريض على العنف و(الارهاب)، وفق زبارقة، الذي أكد أن خطابات الشيخ صلاح دينية وتستند إلى القرآن والسنة النبوية الشريفة، وهي خطابات محمية بموجب القانون.
وأمضى زبارقة يقول: "إن اعتقال الشيخ صلاح وتمديد توقيفه والتصريحات التحريضية التي طالبت باستمرار اعتقاله لفترات طويلة تدلل أن الشيخ صلاح سجين رأى وسياسي واعتقل بسبب أرائه السياسية والدينية".
ورأى أن لائحة الاتهام التي قدمت بحق الشيخ صلاح، تحاول تجريم المفاهيم الدينية الإسلامية وأن تصفها بالإرهاب، مشيرًا إلى أنه تم توجيه اتهام للنيابة العامة الإسرائيلية خلال جلسة المحاكمة التي تأتمر بأوامر حكومة بنيامين نتنياهو، والتي تحاول زج الموضوع باتجاه حرب دينية، محذرًا من تلك المحاولات كونها تحمل مخاطر كبيرة جدًا على مجمل الأوضاع في المنطقة.
وتابع زبارقة: "أوضحنا للمحكمة أن المرابطين والرباط في القدس والمسجد الأقصى المبارك هو عبادة يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل، يتوجب على من ينفذون القانون حماية المرابطين والمرابطات وعدم تجريمهم".
وأشار إلى أن المحكمة الإسرائيلية حددت ثلاثة مواعيد لسماع الشهود ومناقشة التهم الموجهة للشيخ صلاح، لافتًا إلى أنه سيتم عقد جلسة يوم الأربعاء القادم لاستئناف استمرار اعتقال الشيخ صلاح، وسيتم عقد جلسة أخرى في 29 تشرين أول/ أكتوبر، تليها جلسة في24 تشرين ثاني/ نوفمبر، وثالثة في 7 كانون ثاني/ يناير القادم.
وسيقبع الشيخ صلاح طوال فترة اعتقاله في قسم العزل بسجن "ريمون" الصحراوي، وفق المحامي زبارقة.
واعتقلت سلطات الاحتلال الشيخ صلاح فجر يوم 25 أب/ أغسطس الماضي من منزله في مدينة أم الفحم المحتلة.