فلسطين أون لاين

محاولة تقسيم الأقصى لعب بالنار

إعلان عضو الكنيست من حزب الليكود الإسرائيلي (عميت هاليفي) نيته بلورة مخطط لتقسيم المسجد الأقصى هو إعلان خطير وربما يكون له ترجمات على الأرض من الاحتلال ضمن مخططاته ومساعيه الخبيثة لتهويد الأقصى والسيطرة الكاملة عليه، الأمر الذي يعكس خطورة ما يتعرض له الأقصى، وهذا بدوره يجعلنا أمام سيناريوهات تصعيد قريبة؛ لأن هذا المخطط بمثابة "إعلان حرب"، وهو عدوان يهدد الوجود، والحقوق، والهوية الإسلامية، فضلًا عن أنه يعزز الاحتلال، ويهوّد أكثر المناطق قدسية، ويفرض واقعًا غير مسبوق، الأمر الذي يتطلب الاستعداد للتصدي لهذا المخطط بكل قوة لمنع تحققه وإفشال مساعي وأهداف الاحتلال.

وهذا ما حذرت منه "وزارة شؤون القدس"  التي وصفت المخطط بالخطير للغاية، وبأنه يهدد بإشعال الحرب الدينية، مؤكدة بأن المخطط يضع المسجد الأقصى في دائرة الخطر الشديد، و هو بمنزلة عدوان صارخ على مشاعر وعقيدة المسلمين حول العالم، وهو تعبير عن صلف وتطرف حكومة الاحتلال، مشددة على أن الادعاء بأن المسجد الأقصى ليس للمسلمين والدعوة للسماح لليهود باقتحامه من كل أبوابه هو لعب بالنار.

وفي السياق ذاته أدانت القوى الوطنية والإسلامية دعوات عضو الكنيست (عميت هاليفي)، لتقسيم المسجد الأقصى مكانيًا، وتعريف المسجد الأقصى بوصفه مبنى الجامع القبلي فقط، ومنح اليهود مسجد قبَّة الصخرة وساحاته، وقالت: إن دعوة هاليفي، تمثل "إعلان حرب"، وصاعق تفجير تتحمل حكومة المتطرفين التداعيات الكارثية المترتبة على تنفيذه، وعدت الدعوة بمثابة لعب بالنار من الاحتلال، وأن هذه الخطوة تفتح الباب على مصراعيه لتفجير الأوضاع في المنطقة بأسرها، وفي العالم أجمع، مؤكدة رفض شعبنا لهذا العدوان واستعداده للدفاع عن الأقصى مهما بلغت التضحيات".

وهذا يعني أن المراهنة اليوم على شعبنا الفلسطيني ومقاومته، وعلى أحرار هذه الأمة، في الوقوف سدًا منيعًا أمام العدوان وتسخير كل الطاقات لمواجهة مخططات الاحتلال، لأن هذا العدو لن يتراجع عن عدوانه، ولن يتوقف عن مخططاته الخبيثة إلا تحت ضغط مقاومة شاملة تمتد وتتصاعد في كل ساحات الوطن، ودعم وإسناد بكل الطرق من أحرار الأمة سواء كان هذا الدعم (إعلاميًا، أو جماهيريًا، أو سياسيًا، أو عسكريًا).

حتى يدرك العدو أن أي مغامرة بحق القدس والأقصى سيكون ثمنها كبيرًا، وستقوده لمواجهة مباشرة مع شعبنا الفلسطيني في كل ساحات الوطن، بل ستواجه بغضب عارم على مستوى المنطقة، وستجعله يدخل في دائرة معقدة من القلق والخوف على مصالحه، وتجعله عرضة للاستهداف في كل مكان، وستجعله يندم على هذه الخطوة، والتي ستلحق به وبأمنه بالغ الضرر؛ لأن قضية القدس والأقصى مرتبطة بعقيدة المسلمين وهي القضية المركزية للأمة، وفلسطين لن تكون وحدها وهي تتصدى لهذا العدوان.

وفي ضوء ذلك فإنني أدعو للتحرك في كل الاتجاهات لإنقاذ المسجد الأقصى وحمايته من هذا العدوان المرتقب وفق ما يلي:

أولًا: دعوة العالمين العربي والإسلامي للتحرك الفوري وفي كل الاتجاهات للتصدي لهذا المخطط الخطير، وممارسة الضغوط على الاحتلال عبر جميع الإمكانات المتاحة، وعدم ترك الفلسطينيين وحدهم في مواجهة هذا العدوان الخطير.

ثانيًا: مخاطبة كل الجهات الدولية وإطْلاعها على حقيقة المخطط ومخاطره وآثاره وتداعياته، ووضعها أمام مسؤولياتها في التحرك نحو لجم الاحتلال ومنعه من اتخاذ أي خطوة من شأنها تغيير الواقع الحالي في الأقصى.

ثالثًا: تعبئة جماهير شعبنا وتحشيد كل الطاقات الفلسطينية في ساحات الوطن استعدادًا لمواجهة هذا المخطط بكل ما يملك شعبنا من قوة لإفشال مخطط الاحتلال.