اعتداءات ومزيد من القوانين والإجراءات التهويدية تجاه الأقصى، تعدها وتطبقها الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، الذي دشَّن حياته السياسية عام 1996 بفتح نفق أسفل الأقصى، أدى لاندلاع هبة الأقصى التي ارتقى فيها 96 شهيدًا فلسطينيًّا؛ دفاعًا عن الأقصى، ويعود اليوم ليعقد اجتماع حكومته وقادة الاحتلال في نفق أسفل المسجد الأقصى، وقد دخلت حكومة الاحتلال في سُعار متواصل من الاعتداءات على المسجد الأقصى منذ تشكيلها قبل 6 أشهر، وتصاعد عبر إقرار مشاريع وقوانين جديدة تُبيح اقتحام المسجد الأقصى، وتطبيق التقسيم المكاني والزماني.
المتطرف عضو الكنيست (عميت هيليفي) أحد زعماء الليكود الذي يرأسه نتنياهو، قدم مقترح مشروع يقوم على فكرة تقسيم المسجد الأقصى مكانيًّا، فيخصص الجزء الجنوبي للمسلمين، والجزء الآخر الذي يضم مصلى قبة الصخرة يخصص لليهود دائمًا، ويدعو المتطرف الكنيست إلى مناقشة القانون وإقراره، وبدء الإجراءات في تطبيق التقسيم فعليًّا.
المشروع التهويدي هو الثالث خلال السنوات الأخيرة، فقد سبقه مخطط مشابه عام 2008، وكذلك في 2013، لكن تراجع الاحتلال عن ذلك في ظل مخاوف الاحتلال من تفجر المواجهات مع الفلسطينيين، لكنه اليوم يرى أنه قادر على أن يفعل ذلك، في ظل الحكومة المتطرفة، وحالة الضعف التي تعتري العرب والمسلمين في الدفاع عن المسجد الأقصى، كذلك الانشغال الدولي في أكثر من ملف دولي.
الحكومة المتطرفة ماضية في تهويد المسجد الأقصى بكل ما تستطيع، وضخ عشرات الملايين من الدولارات إلى ميزانيات تهويد الأقصى، ضمن سياق مشاريع ممتدة ومتواصلة وممنهجة قبل عشرات السنوات.
الرهان الوحيد على فشل تلك المشاريع هو الحراك الفلسطيني في مواجهة ذلك، عبر تصعيد العمل المقاوم، والعودة بقوة إلى القدس كما حدث في انتفاضة القدس عام 2015، التي شهدت عشرات العمليات في القدس والمسجد الأقصى، وهو ما سيساهم في إمكانية اندلاع مواجهة جديدة على غرار معركة سيف القدس، وإمكانية أن تشمل عدة جبهات، بدلالة ما حدث في شهر رمضان الماضي، وهناك إمكانية لتكرار ذلك في ظل حالة التوتر التي أحدثتها التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، والمناورات التي تجريها.
نمُر حاليًّا في مرحلة حساسة جدًّا، وقابلة للانفجار؛ بسبب إجراءات الاحتلال التهويدية في القدس، هو ما يستدعي تحركًا عربيًّا وإسلاميًّا لدعم الأقصى والقدس في وجه الاحتلال، ودعم المقدسيين للصمود في وجه اعتداءات الاحتلال، وتهويد المسجد الأقصى، باعتبار أن ما يقوم به الاحتلال هو حرب دينية تهويدية، تهدف إلى الاستيلاء على المسجد الأقصى وتقسيمه زمنيًّا ومكانيًّا، وأن الحرب المسعورة على المقدسات التي يشنها الاحتلال متصاعدة، ولن تتوقف إلا بهبَّة شعبية واسعة تضع حدًّا لها، وتتصدى لمشاريع التقسيم.