فلسطين أون لاين

المصنع الكيميائي في الجسم.. ما أسباب تضخم الكبد والأعراض والعلاج؟

...
أمراض الكبد
غزة/ هدى الدلو:

يعمل الكبد كمصنع كيميائي يقوم بمهام مثل استقلاب العناصر الغذائية وإزالة السموم من المواد الضارة وإنتاج الصفراء للهضم وتخزين الفيتامينات والمعادن وتنظيم مستويات السكر في الدم. 

وإذ يساهم هذا العضو بشكل أساسي في صحتنا ورفاهيتنا، لكنه يتعرض لحالة صحية شائكة تعرف باسم "تضخم الكبد". حسب موقع "الطبي" العربي.

وتضخم الكبد يشير إلى تورم غير طبيعي يتجاوز معه الكبد حجمه ووزنه المعياريين. هذه الحالة ليست مرضًا في حد ذاته، بل هي مظهر من مظاهر حالة طبية أساسية.

ويزن الكبد السليم حوالى 3 أرطال (1.3 كلغم)، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. ويحدث تضخم الكبد عندما يزداد حجم الكبد لأسباب مختلفة.

ويمكن أن يحدث تضخم الكبد بسبب العديد من العوامل، بما في ذلك، الالتهابات الفيروسية والتهاب الكبد الكحولي أو مرض الكبد الدهني أو الأدوية المعينة والاضطرابات الوراثية وظروف المناعة الذاتية واضطرابات التمثيل الغذائي وحتى قصور القلب، فتكون استجابة الكبد لهذه الحالات الأساسية هي زيادة الحجم، في محاولة للتعويض عن الاضطرابات والحفاظ على وظائفه.

ووفقا للموقع الطبي، يعيق تضخم الكبد أداءه لوظائفه المهمة والتي تشمل: إفراز العصارة الصفراويّة، لهضم وامتصاص الدّهون من الطّعام، وتخزين السكر على هيئة جلايكوجين، لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة، ومحاربة العدوى والالتهابات عن طريق إنتاج الأحماض الأمينية لصنع البروتينات، وإنتاج عوامل تخثر الدم.

كما يعمل الكبد السليم على معالجة وتخزين الحديد لإنتاج خلايا الدّم الحمراء، وتصنيع الكوليسترول والمواد الكيميائية اللازمة لنقل الدهون، واستقلاب الأدوية إلى مكوناتها النشطة ليستفيد الجسم منها، بالإضافة إلى تنقية الدم من المواد الكيميائية الضارة التي يصنعها الجسم.

الأسباب والأعراض والعلاج

أما عن مسببات تضخم الكبد فمنها ما يكون سببه بعض الأدوية مثل تراكم البراسيتامول، وفق موقع "أونلي ماي هيلث"، فقد يحدث لأسباب عضوية كالأمراض السرطانية، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الكبد مثل تشمع الكبد أو تليفه أو التهاب الكبد، أو الإصابة بالكبد الدهني، أو انسداد القناة الصفراوية، ومتلازمة الأيض.

وقد لا تظهر أعراض تضخّم الكبد إلا في المراحل المتأخّرة من المرض، وفقًا للموقع الأمريكي، وقد تؤدي اضطرابات الكبد الشديدة إلى مضاعفات قد تستمر مدى الحياة، ومن أهم أعراض وعلامات تضخم الكبد: ألم في العضلات، واصفرار بياض العينين والجلد (اليرقان)، الغثيان والقيء، ألم في الجانب الأيمن من البطن، وفقدان الشهية، والشّعور بالامتلاء والتخمة بعد تناول الطعام، فقدان الوزن، تورم القدمين أو الساقين، زيادة حجم البطن، بالإضافة الشعور بالضعف والتعب العام، وضيق التنفس، ووجود دم في البراز أو تغير لون البراز إلى الأسود.

عند الاشتباه بتضخم الكبد، قد يوصي أخصائي الرعاية الصحية بمجموعة من الاختبارات التشخيصية. يمكن أن تشمل هذه الاختبارات عمل الدم لتقييم وظائف الكبد ودراسات التصوير مثل الموجات فوق الصوتية والأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وأحيانًا خزعة الكبد لتحديد السبب الأساسي للتضخم. وبمجرد تحديد السبب، فإن خطة العلاج هي معالجة السبب الجذري مع إدارة الأعراض.

وقد يشمل العلاج تغيير نمط الحياة أو الأدوية أو التدخلات الجراحية أو في الحالات الشديدة زرع الكبد.

ما وراء التدخل الطبي

في حين أن التدخل الطبي أمر بالغ الأهمية لإدارة تضخم الكبد، إلّا أن من المهم بنفس القدر التأكيد على التدابير الوقائية وتعديلات نمط الحياة. وقد يشمل ذلك الحفاظ على نظام غذائي صحي والحد من استهلاك الكحول وتجنب التعرض للمواد الضارة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وإدارة الظروف الصحية الأساسية.

فمن خلال اعتماد نهج شامل، يمكن للأفراد تقليل مخاطر تضخم الكبد والمضاعفات المرتبطة به بشكل كبير.