قال رئيس هيئة "شؤون الأسرى والمحررين" التابعة للسلطة الفلسطينية، إن حكومة الاحتلال تمارس سياسة الإهمال الطبي التي ترتقي إلى مستوى المخالفات الجسيمة بحق الأسرى الفلسطينيين المرضى، وذلك بعدم تقديم العلاج لهم والاستهتار بحياتهم.
جاء ذلك خلال لقاء رئيس الهيئة عيسى قراقع بنائب المدير التنفيذي لـ "الصليب الأحمر" باتريك هاملتون، والمدير التنفيذي لـ "الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال" أليكس كماروتس، على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان المنعقد حاليا في جنيف.
واستعرض قراقع، بحسب بيان صدر عن الهيئة، أوضاع الأسرى في السجون الإسرائيلية، خاصة أوضاع الأسرى المرضى والمعتقلين من الأطفال.
وأوضح أن حكومة الاحتلال "تمارس سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى المرضى بعدم تقديم العلاج لهم والاستهتار بصحتهم وحياتهم، ما يجعل أوضاعهم في حاله خطرة جدًا، مؤكدًا على أهمية التدخل الدولي وفتح الملف الطبي للأسرى وإلزام إسرائيل باحترام حقوقهم وفق القوانين الدولية والإنسانية".
وطالب قراقع "الصليب الأحمر" بتكثيف العمل على متابعة الأسرى المرضى "ومراقبة إسرائيل في مدى احترامها للمعايير الدولية والإنسانية في التعامل معهم، خاصة فيما يتعلق بإجراء فحوصات دورية لهم، ونقلهم في سيارات إسعاف، وإغلاق مشفى الرملة، والتدخل في وقف المنع الأمني لزيارات العائلات، وأيضاً في استعادة جثامين الشهداء المحتجزين".
وطالب قراقع خلال اللقاء "بحشد الدعم الدولي خاصة البرلماني لوقف القوانين والتشريعات الإسرائيلية العنصرية والتعسفية التي تنتهك حقوق الأسرى خاصة الاطفال".
وعبر كماروتس وهملتون خلال اللقاءات المنفصلة معهما، على ضرورة تفعيل الاهتمام بحقوق الأسرى خاصة الأطفال والمرضى، وتحريك هذه القضايا عبر المؤسسات الدولية والقانونية، وبذل الجهد الحقيقي لتوفير الحماية الإنسانية والقانونية للمعتقلين على قاعدة احترام كرامتهم وإنسانيتهم وتطبيق المعاهدات والاتفاقيات الدولية بشأنهم.
وفي سياق آخر، يُواصل الأسير أنس شديد (21 عامًا) وهو من مدينة دورا في محافظة الخليل، إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم العاشر على التوالي، ضد اعتقاله الإداري، حيث تحتجزه مصلحة السجون الإسرائيلية في سجن “هداريم”.
وكانت قوات الاحتلال قد أعادت اعتقال شديد في الـ14 من شهر حزيران/يونيو الماضي، عقب استدعائه للمقابلة في مركز الارتباط الإسرائيلي بالخليل، حيث صدر بحقه قرار اعتقال إداري لمدة ستة شهور.
واعتُقل الأسير شديد عدة مرات، كما تم تحويله للاعتقال الإداري دون أن توجه له أية تهمة، ما دفعه سابقاً إلى خوض إضراب عن الطعام استمر لمدة 88 يومًا، وكان مهددًا بفقدان الذاكرة والشلل، احتجاجًا على اعتقاله الإداري التعسفي.
من جهة ثانية، استنفرت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة الجهاد الإسلامي، كافة أسراها في سجون الاحتلال، لدعم أسراها في سجن النقب الصحراوي، الذين سيخوضون خطوات تصعيدية ضد إدارة مصلحة السجون يوم غد الأحد.
ودعت الهيئة أبناءها في السجون إلى التكاتف والتوحّد حتى تحقيق كافة مطالبهم، وسط توتر واضح في صفوف الأسرى في سجن “النقب”.
وأكدت أنها ستبدأ بخطوات تصعيدية موحدة في حال رفضت إدارة مصلحة السجون، تجميع أسرى الحركة في سجن النقب داخل قسم واحد.
واعتبرت أن ما تقوم به إدارة السجن من تفريق للأسرى، ورفض مطالبهم، هو بمثابة خرق واضح لحقوقهم التي كفلتها كل القوانين الدولية والمحلية.