قائمة الموقع

بدمغة "صُنع في فلسطين".. كوفية الحرباوي تجوب العالم

2023-06-02T11:09:00+03:00
فلسطين أون لاين

 

ينفرد مصنع الحرباوي في مدينة الخليل بصناعة الكوفية الفلسطينية أو ما يعرف محليًا بـ"الحطة"، إذ لا تزال الماكينات تعمل منذ أكثر من نصف قرن في حياكة الكوفية البيضاء بالخيوط السوداء، إلى جانب ألوان وأشكال أخرى دخيلة، لتجاري متطلبات السوق.

 

وتجوب "حطة" الحرباوي بدمغة "صُنع في فلسطين" أنحاء متفرقة من الدول العربية وأسواق عالمية، وتنافس بجودتها تلك المنتجة في الصين.

 

وبات مصنع الحرباوي الوحيد في فلسطين مقصدًا للزوار والسياح الأجانب والرحلات المدرسية، ولا سيما أن فيه معرضًا خاصًا لعرض أشكال مختلفة للكوفية، إلى جانب قطع تراثية أخرى.

 

أبناء الحرباوي اليوم يديرون مصنع والدهم الذي أسسه في عام 1961م في عين سارة بمدينة الخليل، حينما كان تاجر أقمشة على خط الشام، ومنها الكوفية باللونين الأبيض والأسود، والأبيض والأحمر، وبسبب عناء السفر قديمًا ذهب لتصنيع هذا الرداء في الخليل.

 

يقول عزات الحرباوي (54 عامًا): "جلب والدي ماكينتي خياطة من سوريا حينها، وتطور عمل المصنع على مدار تلك السنوات وأصبح يضم 16 ماكينة، وتم تطويره ليحتوي على أقسام: التصميم، والإنتاج، والتسويق".

 

ويضيف الحرباوي لـ"فلسطين": "ورثت مع إخوتي سر الصنعة عن والدي لإنتاج الكوفية بشكل أنيق، ولدينا خبرة كافية للتفريق بين الخيط الجيد من الرديء لذلك نستورده من مصدره الموثوق".

 

ويبين أنه يستورد الخيوط من الهند والصين بأجود الأنواع، فهي تصنع من الخيوط وليس من القماش الخام، حيث يتم نسج الخيوطة بالماكينات وتخرج على شكل قماش.

 

ويوضح الحرباوي أن صناعة الكوفية تمر بـ10 مراحل قبل أن تصبح قطعة قماشية تزين الرأس، فهي تحتاج إلى متابعة دقيقة ومتواصلة، إذ يزود العمال الماكينات بالخيوط، وتقطّع الكوفية إلى أجزاء قبل نقلها إلى معمل لحياكة الجوانب، وإضافة لمسات جمالية، والتغليف قبل عرضها للبيع.

 

وينتج مصنع الحرباوي 350 كوفية يوميًا، وهي كميات قليلة إذا ما قورنت بالكميات التي كانت تصنع قبل 20 عامًا، "بسبب تراجع الإقبال المحلي على ارتدائها، ولذلك نعتمد على التصدير الخارجي للدول العربية والأوروبية".

 

إغلاق ثم عودة

 

وينبه إلى اضطراره في التسعينيات لإغلاق المصنع بالكامل مع تراجع الإقبال على شراء الكوفية، وإغراق السوق المحلي بالكوفية المستوردة رخيصة الثمن مقارنة بالمنتج المحلي.

 

ولأن صناعة الكوفية هي بصمة عائلة الحرباوي، ولا يعرف أسرارها سواهم، استجمع الإخوة قواهم بجهود فردية بحتة، ودبوا الروح في المصنع من جديد، ولكن بشكل جديد يجاري التطور المتلاحق في حياكة الكوفية في العالم، وفق الحرباوي.

 

ويبين أن الكوفية المحلية تباع بـ25 شيقلًا أي ما يعادل (7 دولارات)، ويعيد ارتفاع أسعارها مقارنة بالمستورد الذي بعضه لا يتجاوز العشرة شواقل، إلى ارتفاع أجرة العامل الفلسطيني مقارنة بالدول المصنعة كالهند، والصين، والأهم أنه تمتاز بجودتها العالية.

 

ويواجه المصنع العديد من التحديات الاقتصادية، فإغراق السوق بالكوفية المستوردة يحارب صمود المصنع محليًا، وعزوف الفلسطينيين عن شراء الكوفية لسنوات طويلة، وعودتهم إلى الإقبال عليها حديثًا، بالإضافة إلى أن جائحة كورونا أثرت في المبيعات بسبب عدم وجود السياح، والزوار للمدينة.

 

وبات الحرباوي يجاري متطلبات التسويق الحالية، حيث أصبح للمصنع وكلاء في فلسطين، والخارج، ويتم ترويج المنتجات في منصات التواصل الاجتماعي، لإعادة المجد للكوفية.

 

ألوان غير تقليدية

 

ويلفت إلى أنه أُدخلت ألوان غير التقليدية على الكوفية كالأزرق، والأخضر، والبني، والملونة، حيث يتم دمج أكثر من لون فيها، والكوفية السوداء الخالصة وتسمى العراقية التي تُلبس في شمال العراق، وكذلك تصميم كوفية بألوان أعلام بالبلاد كفرنسا، وإيرلندا، وإيطاليا.

 

ويوضح الحرباوي أن الكوفية قديمًا كانت تقبل النساء على شرائها في فصل الشتاء، ويعزفن عنها في فصل الصيف، ولكن اليوم تباع في كل المواسم لأنها أصبحت تستخدم في الأفراح، والمناسبات الوطنية، للمحافظة على التراث الفلسطيني، وهي رمز للنضال في فلسطين.

 

ويحرص الصانع الفلسطيني على توريث أبنائه مهنة تصنيع الكوفية، من أجل المحافظة عليها عبر الأجيال القادمة، باعتبار مصنع العائلة هو الإرث الفلسطيني الوحيد القائم عليها.

 

ويُحيي الفلسطينيون في السادس عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني كل عام يوم الكوفية الفلسطيني، بناء على قرار اتخذته وزارة التربية والتعليم في عام 2015.

 

وبحسب مركز المعلومات الوطني الفلسطيني يعد هذا اليوم "يوما وطنيا يتوشح فيه الطلبة ومديرو المدارس والمعلمون والموظفون بالكوفية، ويرفعون الأعلام الفلسطينية وينشدون الأغاني الوطنية والشعبية.

اخبار ذات صلة