فلسطين أون لاين

​تحتاج إلى ذكاء وسرعة بديهة

سليم المدهون.. طرح لعبة "برونجية" لربط الجيل القديم بالجديد

...
غزة - هدى الدلو

يبدو المساء ثقيلًا على الكبار من جيل الستينيات ما لم يجتمعوا حول طاولة خشبية صغيرة مرسوم عليها لعبة "البرونجية"، خاصة أنها تعدّ لعبة شعبية متوارثة من الأجداد والآباء، فتشعرهم بالحنين إليها، كما أنها تحتاج إلى ذكاء وتركيز وسرعة بديهة، إلى جانب الحنكة والقدرة على المراوغة للوصول إلى البرونجية، ما دفع شبانًا مصممين ومبرمجين لإعادة طرحها بما يناسب متطلبات العصر وإمكاناته، سعيًا منهم لربط الجيل القديم بالجديد.

فقال الشاب سليم المدهون (36 عامًا) من سكان مدينة غزة، وصاحب مجموعة بكسل: "الجيل الجديد تفتقر ثقافته للألعاب الشعبية التي تحمل في طياتها الحفاظ على التراث الفلسطيني، كما أنها تعود بالفائدة على اللاعب نفسه، إلى جانب أن بعض الألعاب المطروحة عبر المتجر الإلكتروني لا تعود بالنفع وإنما لمضيعة الوقت فقط".

وأضاف: "فسعينا كمبرمجين ومصممين فلسطينيين إلى طرح هذه اللعبة الشعبية خوفًا من اندثارها بين الجيل الجديد، فهي مرتبطة بالأجداد والآباء"، إلى جانب عملهم على تطويرها عبر الإنترنت لتوصل الأجيال المختلفة بطريقة سهلة، ما يسمح بتبادل الخبرات فيها، ونقل تجربة الكبار.

وذكر أنه في الماضي كانت تضج المقاهي الشعبية وعلى أبواب البيوت، فيقضون أوقات المساء في لعب هذه اللعبة، وعقد مبارزات فيما بينهم، وكانت ترتسم على الرمل أو على الألواح الخشبية، وأوضح أنه عمل على تطويرها إلكترونيًا من خلال طرحها عبر المتجر الإلكتروني على الأجهزة الذكية وبالتالي يتذكرها الكبير ويتعلمها الصغير.

وتعدّ "البرونجية" لعبة ثنائية قديمة، حيث يتنافس اللاعبان فيها على الحفاظ على نفسه في ساحة اللعب، عن طريق تبادل القطع السوداء والبيضاء بهدف الحصول على خط مستقيم مكون من ثلاث نقاط، ما يحفز اللاعب على المنافسة مع خصمه، وهي واحدة من ألعاب الطاولة الأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم.

وأشار المدهون إلى أنه يمكن لعب هذه اللعبة من خلال اللعب الانفرادي مع الجهاز، أو من خلال اللعب ضد منافس آخر على نفس الجهاز، أو جهاز آخر، كما يمكن اللعب من خلال موقع فيسبوك ويمكن مشاركتها للأصدقاء، إضافة لإمكانية اللعب مع منافسين مختلفين من جميع أنحاء العالم عبر الشبكة العنكبوتية.

وآلية اللعب عن طريق شبكة الإنترنت أون لاين، فيتبع نظام اللعب من خلال إنشاء غرفة وتسميتها، حيث يقوم اللاعب الأول باختيار من القائمة الجانبية online Game، ومن ثم يتم إدخال اسم السيرفر وإنشاؤه، ليتم فيما بعد انتظار اللاعب الآخر والانضمام إلى اللعبة، أما اللاعب الثاني فيختار أيضًا من القائمة الجانبية نفس الخيار، ومن ثم يختار أحد السيرفرات الموجودة، أو البحث عن سيرفر مجدد ليتم بدء اللعبة.

وعمل المدهون وفريقه على تطوير اللعبة التي أخذت وقتًا طويلًا بسبب العقبات التي واجهتهم في انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، ومشكلة في البرمجة، ولكنهم تمكنوا فيما بعد من عمل تحديثات على لعبة البرونجية كإضافة غرفة مخصصة للشات والدردشة للأعضاء المسجلين في اللعبة ليتمكنوا من التواصل.

ومن مميزاتها أنها تحفز على الذكاء، والقدرة على المراوغة، وتتنشط الذاكرة، وتساعد في الاستمتاع بالوقت، كما أنها متاحة بمستويات مختلفة يمكن للصغير والكبير لعبها بما يناسب مستواه العقلي.

ونبه إلى أنهم تلقوا دعوات للمشاركة في مؤتمرات عربية ولكنهم لم يتمكنوا بسبب الوضع القائم في غزة من إغلاق لمعبر رفح، كما أنه تم طرح اللعبة على المتجر الإلكتروني بصورة مجانية، بخلاف الألعاب الأجنبية مدفوعة الثمن، وتم برمجتها باللغة الإنجليزية لأنها لا تستهدف الوطن العربي فحسب، بل منافسين من مختلف دول العالم.

ومن الجدير ذكره، أن مجموعة بكسل مهتمة في تطبيقات الهواتف الذكية ومن ضمنها الألعاب، ويطمحون من خلالها إلى الوصول إلى العالمية، وإلى أكبر عدد من اللاعبين، إلى جانب ترسيخ مبدأ أن الفلسطيني قادر على طرح إبداعه بغض النظر عن الأوضاع القائمة.