قائمة الموقع

الحمد: عباس قد ينظر للمصالحة كإجراء تكتيكي مرحلي

2017-09-23T06:33:54+03:00
عباس خلال خطابه في الأمم المتحدة (أ ف ب)

عبر رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد، عن خشيته من أن يتخذ رئيس السلطة محمود عباس ملف المصالحة الفلسطينية كإجراء تكتيكي مؤقت ومرحلي، لاعتبار أن إنهاء الانقسام لا يتفق مع توجهاته الشخصية ولا توجهات حركة فتح في الوقت الراهن، فيما استبعد تماماً أن يكون هناك أي حل سياسي مطروح للقضية الفلسطينية، معتبراً التحركات الحالية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا تعد أكثر من كونها "إثارة أمل غير حقيقي لدى الفلسطينيين".

وقال الحمد في حوار مع صحيفة "فلسطين" أمس: "إن ما تم التوصل إليه من تفاهمات مؤخرا ليس منبثقا عن رؤية استراتيجية شاملة، بل محاولة لتفكيك الملفات الإنسانية والسياسية من كل جانب، كإيجاد بديل لعباس، لذلك أعطت أمريكا والاحتلال الضوء الأخضر للقيام بالعملية المؤقتة التي ما تزال في بدايتها"، مستدركا: "لا يمكن الحكم على هذه المصالحة وإذا تمت اعتقد أنها ستستمر من ستة أشهر إلى عام".

ونوه في الجانب ذاته، إلى أن المصالحة يمكن أن تبقى لفترة طويلة إذا ما شهدت حوارا فلسطينيا حقيقيا دعمته الجامعة العربية ودول عربية وازنة، وكان هدفه التوصل لرؤية استراتيجية لكيفية إدارة شؤون الشعب الفلسطيني وإعادة بناء منظمة التحرير، ومواجهة الاحتلال عسكريا وسياسيا وأمنيا وشعبيا بهدف إنهاء الاحتلال.

وتابع: "المصالحة الفلسطينية مضى عليها محاولات جادة منذ عام 2003، حتى 2017، وكل هذه الجهود لم تلق جدية لتطبيق ما تم الاتفاق عليه، لا أقول إن الجهود كانت مثالية، ولكنها كانت موجودة وتحقق بعض الإيجابيات وتنهي الانقسام على أقل تقدير".

ورأى أن فتح غير معنية بمصالحة فلسطينية على الإطلاق، بل إنها معنية بأن تبقى تقود الشعب الفلسطيني، وبعيدا عن دور حقيقي لحماس في مراكز القيادة.

خطاب متدني

ومن جهة ثانية، وصف الحمد خطاب عباس في الأمم المتحدة الأربعاء الماضي، بـ"المتدني" مقارنة بخطاباته السابقة، وقال: "كان من المفترض أن ينشغل انشغالا كاملا بموضوع الترحيب بالتوجه الفلسطيني الجديد بخصوص المصالحة".

وأشار إلى أنه بعد تجربة مرور 30 عاما لمحاولات التوصل لأي نوع من الحل السلمي، لم يطبق الاحتلال ما تم التوقيع عليه، وسط حالة من الدعم الأمريكي.

وأضاف أن الرأي العام الإسرائيلي كان يحاول دائما عرقلة أي اتفاق نهائي مع الفلسطينيين، من خلال اتفاقات مؤقتة لتحقيق الأمن الإسرائيلي من جهة، وتبييض صورة الاحتلال في العالم بأنه يتفاوض مع فلسطينيين، وإضعاف أي دعم دولي أو إقليمي أو فلسطيني للمقاومة.

وتابع: "إن حركة فتح تعاني من تقهقر برنامجها السياسي وبرنامجها الفلسطيني المقاوم، وفقدان مفهوم المشروع الوطني، وليس هناك ما تقدمه للشعب الفلسطيني سوى أن تبقى جزءًا من المشهد الفلسطيني، وخاصة فيما يتعلق باستمرار التعامل مع الاحتلال وإرضاء أمريكا، والتفاهم إلى حد ما مع محور الاعتدال العربي، وليس التفكير بتحرير فلسطين وعودة اللاجئين وإنهاء الاحتلال، فقيادة فتح لم تعد تتبنى هذا البرنامج".

وأوضح الحمد أن الحديث عن عقد اجتماع للمجلس الوطني، مجرد أداة تستخدمها فتح لتبقى قائدة للشعب الفلسطيني وتقوية موقفها على الشعب سواء برئيسها محمود عباس أو بأي رئيس آخر، "فالمشكلة ليست بشخص عباس بل بقرارات اللجنة المركزية لفتح والمجلس الثوري السابق والحالي".

شكل هلامي

ورأى أن المنظمة "ليس فيها أي نوع من الشرعيات، وما زالت تمثل شكلاً هلامياً أراده العرب والإسرائيليون والأمريكيون لاستخدامه في تقديم التنازلات وتضييع الحقوق الفلسطينية، حيث قدمت المنظمة صك اعتراف رسمي بالاحتلال قبل الكثير من الدول"، مشيرا إلى أن عباس يهدف لعقد المجلس الوطني للاستقواء على الفصائل وتقوية موقفه التفاوضي مع الاحتلال وتقديم تنازلات ترضي أمريكا.

وقال رئيس مركز الدراسات: "ساحة فلسطين تعيش فراغاً، لذا تحاول دول عربية التدخل مباشرة لفرض قيادات وأجندات وتوجهات وبرامج عبر بعض القوى الفلسطينية، وبضغوط متصلة ومتواصلة بمسائل إنسانية أو مالية وأمنية، ولذلك الوضع الفلسطيني يعاني من واقع التيه".

وبشأن علاقة السلطة مع الإقليم، أوضح أنها تعاني من إشكالية بسبب رئيسها، "فهناك خلاف على خلافة الرئيس"، مشيرا إلى أن دولا عربية تتبنى شخصيات معينة يرفضها التكتل الأكبر داخل فتح، وترفض أن تملى عليها.

وأضاف: "لذا تذهب هذه الدول للتطبيع مع الاحتلال وتنسّق أمنيًا معه، بعيدا عن منظمة التحرير، والسلطة، وبعيدا عن عباس، بهدف تجاوز الشأن الفلسطيني".

وبات عباس، كما تابع، يواجه إشكالية مع كثير مع قطاعات الإقليم، وليس لديه شيء يقدمه سوى المزيد من الدبلوماسية والحديث العام عن القضية فيما يحاول تقديم رسالة لدول "محور الاعتدال"، مفادها أن لديه خيارات أخرى.

اخبار ذات صلة