قائمة الموقع

​مختصون: (إسرائيل) تبحث عن استقرارها بحديثها عن "تسهيلات" للفلسطينيين

2017-09-23T06:00:58+03:00
طفل فلسطيني يقذف جنود الاحتلال بالحجارة (أ ف ب)

رأى مختصون في الشأن الإسرائيلي، أن حجم المعاناة التي حلّت بقطاع غزة منذ أكثر من عشرة أعوام، جراء الحصاء الإسرائيلي، يثير مخاوف الاحتلال، وإمكانية التأثير فيه وإلحاق الضرر به خلال المرحلة القريبة المقبلة.

لذلك تدّعي سلطات الاحتلال أنها تسعى لتخفيف حصارها عن القطاع، من خلال تقديم ما أسمته بـ"التسهيلات"، خاصة فيما يتعلق بالأزمات المستفحلة مثل الكهرباء والبنية التحتية، لكن المراقبين أجمعوا على أن الاحتلال يبحث من خلال ذلك عن استمرار حالة الاستقرار والهدوء لديه.

وكانت القناة الثانية العبرية نشرت تقريراً، قالت فيه: إن (اسرائيل) ستقدم بعض التسهيلات الجديدة للفلسطينيين خلال الفترة المقبلة، بدعوى تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية.

وذكر التقرير، أن (إسرائيل) ستقيم منطقة صناعية في مناطق "سي" وبنية تحتية للكهرباء، إضافة إلى مشاريع تتعلق بالكهرباء والمياه في قطاع غزة، وفق زعمه.

مناورة سياسية

ويصف المحلل المختص بالشأن الإسرائيلي د. مأمون أبو عامر، تلك التسهيلات بأنها "مناورة سياسية" مرتبطة بحاجة الاحتلال إلى استقرار سياسي يرتبط مباشرة بالحالة الأمنية.

وقال لصحيفة "فلسطين"، إن الاحتلال يبحث عن الاستقرار السياسي، والمرونة الاقتصادية التي يتحدث عنها الاحتلال هي لتحقيق مصالحه بتجنب تأثيرات الوضع الإنساني والأزمات الصعبة في غزة بشكل قد يدفع القطاع للانفجار في وجهه.

ويعتقد أبو عامر، أن التسهيلات مرتبطة بالنظرة الاسرائيلية التي تؤمن بالاستقرار الاقتصادي بعيداً عن فكرة إقامة الدولة الفلسطينية، لافتاً إلى أن بعضها قابل للتطبيق والجزء الآخر يمكن تعطيله.

وبحسب المختص في الشأن الإسرائيلي، فإن سلطات الاحتلال تحاول من خلال تلك التسهيلات إيصال رسالة للعالم، بأنها تهتم بتخفيف أزمات غزة، وتحسين أوضاع سكانها "لكن هم من يعيقون ذلك".

ضغوط أمريكية

ولم يذهب الكاتب السياسي أكرم عطا الله بعيداً، عما ذكره سابقه، قائلاً: "(إسرائيل) تدرك أن تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة يشكل ضرراً كبيراً عليها".

وذكر في حديث مع "فلسطين"، أن الترابط بين غزة ودولة الاحتلال في كثير من الخدمات المشتركة مثل تلوث المياه والبنية التحتية، دفعها لإعادة النظر في كثير من إجراءاتها وتحسين بعضها، "لكن لن يؤثر ذلك على سياق الحصار على غزة"، وفق قوله.

ورأى عطا الله، أن (إسرائيل) تحاول البحث عن مخارج لتحسين الخدمات في غزة، لا سيما أن إجراءاتها بدت واضحة للمجتمع الدولي بتحميلها مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع في القطاع المحاصر.

وكانت القناة الثانية، قالت إن التسهيلات سيقدمها منسق حكومة الاحتلال في مناطق السلطة "يؤاف مردخاي"، جاءت بضغوط أمريكية لمساعدة إدارة دونالد ترمب في الضغط على عباس لتقديم خطاب معتدل أمام الأمم المتحدة (الذي ألقاه يوم الأربعاء الماضي)، وكذلك لمساعدة واشنطن على استئناف مباحثات التسوية الفلسطينية الإسرائيلية.

وهنا يرى عطا الله، أن ما سبق يأتي في إطار "أن ما تقدمه سلطات الاحتلال سيكون مقابله مرونة فلسطينية بدفع الثمن سياسياً للإدارة الأمريكية"، على حد قوله.

واعتبر ذلك "أمراً مخيفاً ويعكس عجز الولايات المتحدة عن الضغط على بنيامين نتنياهو، ووجود رغبة إسرائيلية بضمان فرض الهيمنة السياسية على السلطة في القرارات والإجراءات"، ملفتاً إلى أن سلطات الاحتلال تسعى لنقل مركز الثقل في العلاقة مع السلطة إلى الاقتصاد بدلاً من السياسة.

اخبار ذات صلة