بدت ملامح الحزن والحسرة جلية على وجه المقدسي رأفت العيساوي، وهو ينظر إلى منزله في بلدة العيسوية، شمال شرق القدس المحتلة، في انتظار تنفيذ سلطات الاحتلال الإسرائيلي قرارها بهدمه.
واضطر العيساوي (52 عامًا) في اليومين الماضيين، إلى تفريغ محتويات منزله، وتفكيك نوافذه وأبوابه، عقب رفض محكمة الاحتلال الاستئناف الذي قدمه على قرار الهدم.
وسيلة ضغط
وقال العيساوي لصحيفة "فلسطين": إن محكمة الاحتلال رفضت الاستئناف الذي قدمته على قرار الهدم، وطالبتني بتنفيذ قرار الإخلاء والهدم فوريًا، وإلا ستقوم طواقمها بذلك، وعليَّ دفع تكلفة الهدم.
وأضاف: "يصعب علي أن أهدم المنزل بيدي، فقد فرغت محتوياته بعد القرار النهائي، ومن المتوقع أن تهدمه جرافات الاحتلال بأي وقت".
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تجبر سلطات الاحتلال "العيساوي" على هدم منزله، فقد هدمت الطابق الأول منه في يناير 2013م، بحجة البناء دون ترخيص، وتزامنًا مع خوض شقيقه الأسير سامر العيساوي إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، رفضًا لاعتقاله الإداري.
وأشار العيساوي إلى أن قرار هدم منزله صدر حينها عن جهاز أمن الاحتلال العام (الشاباك) ودون صدور قرار من المحكمة، وكان الهدف منه الضغط على العائلة ليوقف "سامر" إضرابه عن الطعام.
وبين أنه بنى منزله قبل 21 عامًا، حينها فرضت عليه بلدية الاحتلال مخالفات مالية متتالية، بحجة البناء دون ترخيص، وحكمت عليه المحكمة بالسجن الفعلي لمدة تصل إلى العام لعدم دفعه مخالفات البناء.
تفريغ القدس
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال أفرجت عنه بعد توقيعه على تعهد بدفع 370 ألف شيقل مخالفات بناء دون ترخيص، لافتًا إلى أنه تمكن من دفع نحو 140 ألف شيقل طوال السنوات الماضية، وبات غير قادر على دفع المبلغ بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يتعرض لها من جراء تضييق الخناق على المقدسيين من أجل دفعهم إلى الرحيل عن أرضهم.
وأضاف: طوال السنوات الماضية حاولت التوصل لحل مع بلدية الاحتلال من أجل الحصول على رخصة بناء لكن دون جدوى، فالبلدية تتذرع بعدم دخول المنزل في الخارطة الهيكلية.
ولم يستبعد العيساوي، أن يكون هدم منزله جزء من العقاب الذي تفرضه سلطات الاحتلال على أهالي الأسرى بهدف قتل روح النضال في نفوسهم وخلق جيل انهزامي مستسلم لقراراتها، مردفًا: "تلك المحاولات ستبوء بالفشل فنحن أصحاب الأرض الأصليون، ولن نتخلى عنها".
اقرأ أيضاً: الاحتلال يهدم بناية سكنية في سلوان يقطنها 50 فرداً
وبين أن بلدية الاحتلال أصدرت في المرحلة الأخيرة مئات أوامر الهدم بحق منازل فلسطينية، لكنها جمدتها بعد احتجاجات الأهالي ومطالبتهم بوقفها كونها بعيدة عن الأماكن العامة والشوارع الرئيسية.
ولجأ العيساوي، شقيق الأسيرين مدحت وطارق العيساوي، وأسرته المكونة من ثلاثة أفراد وزوجته، إلى الإقامة في أحد البيوت القريبة من منزله، مؤكدًا أنهم لن يغادروا البلدة وسيفشلون محاولات الاحتلال ومخططاته لاقتلاعهم منها.
ورأفت العيساوي، هو مُحرر، اعتقل نحو 40 مرة على يد قوات الاحتلال، في حين بلغ مجموع سنوات اعتقاله نحو عامين.