فلسطين أون لاين

تقرير الملاحقة والقمع.. سياسة السلطة لمواجهة خطباء المساجد بالضفة

...
أجهزة السلطة بالضفة الغربية (أرشيف)
الخليل-غزة/ محمد أبو شحمة:

"ضربوني وأحدهم كاد أن يقتلني بخنقي"، بهذه الكلمات تَحدّث الداعية د. علاء عمرو عن لحظة اعتقاله والاعتداء عليه من أجهزة أمن السلطة، بعد تقديمه خطبة الجمعة بأحد مساجد مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.

ووثّق عمرو ما حدث معه بعد خروجه من مسجد أسامة الزير، في مقطع فيديو، نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال عمرو في مقطع الفيديو: "تواصل معي مصلون من مسجد أسامة الزير وطلبوا مني تقديم خطب ودروس بعلم من الأوقاف بسبب عدم وجود خطباء".

وأوضح أنه قدم خطبة في صلاة الجمعة الماضية في المسجد، الأمر الذي تبعه اعتداء عناصر أجهزة أمن السلطة على والدته إذ أُسقطت من على درج منزل العائلة.

واعتقلت أجهزة أمن السلطة عمرو بعد وقت قصير من نشره مقطع الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وإلى جانب عمرو أظهر مقطع فيديو آخر، قيام السلطة بالاعتداء على المصلين في أحد مساجد الخليل، واعتقال خطيب المسجد الشيخ سنان أبو عرقوب وعدد من المصلين في صلاة الجمعة.

ويُعدُّ عمرو وأبو عرقوب نموذجَيْن للخطباء الذين يتعرضون للملاحقة والقمع من أجهزة أمن السلطة في مساجد الضفة.

وأكد النائب في المجلس التشريعي نايف الرجوب، أنّ أجهزة أمن السلطة تتغول على المساجد والخطباء والدعاة عبر اعتقالهم وقمعهم.

وأوضح الرجوب لصحيفة "فلسطين"، أنّ السلطة ممثلة بوزارة الأوقاف أفرغت المساجد من الأئمة والوُعّاظ، وهو ما تسبب بنقص هذه الفئة، وعدم تلقي المواطنين للخطب والدروس خاصة في صلاة الجمعة.

وقال الرجوب: "لا يوجد بديل عن الخطباء الذين عزلتهم السلطة ووزارة الأوقاف، لذلك يترجّل بعض المصلين وأصحاب العلم لتقديم الخطب والدروس الدينية للمصلين وهو ما أزعج السلطة".

وأوضح أنّ السلطة تعمل على مهاجمة كلّ من يحاول الاقتراب من المساجد لتقديم خطب ودروس للمصلين، وهو ما حدث مع د. عمرو وأبو عرقوب.

ولفت إلى أنّ المساجد أصبحت بلا خطباء أو أئمة بسبب إجراءات السلطة، وهو ما يعد مؤشرًا خطيرًا وسلبيًّا للغاية، ويذهب بالمجتمع الفلسطيني إلى المجهول.

وأشار إلى أنّ السلطة لا تريد لأيّ أحد أن يتحدث في المساجد من خلال الخطب والدروس عن أيّ شيء يخالف سياساتها.

وشدّد الرجوب على ضرورة تدخل القوى الوطنية والإسلامية لوقف اعتداءات السلطة وأجهزتها على خطباء وأئمة المساجد.

ووافقه الرأي الناشط السياسي عبد الله شتات الذي أكد أنّ المساجد مستهدفة من أجهزة السلطة عبر القمع والتحكم بالخطباء والأئمة.

اقرأ أيضًا: تقرير توجيه وإقصاء.. خطباء المساجد بالضفة تحت سطوة السلطة

وقال شتات في حديثه لـ"فلسطين": "أُجبر الخطباء بالضفة على الالتزام بالخطبة الموحدة، وهو ما أدى إلى تقييد الخطباء، وإلزامهم ببعض المواضيع التي يقدمونها للناس والتي تكون بعيدة عن الواقع".

وأضاف شتات: "الأوقاف تعمل لمصلحة النظام الديكتاتوري، ولا تسمح للخطباء بعرض أيّ خطب تتعارض مع النظام الحاكم".

وبيّن أنّ هناك عشرات الخطباء محرومين من الخطابة بقرار من الأمن الوقائي، مع إلزامهم بتوقيع تعهدات بمنع الصعود على المنابر.

وأشار إلى أنّ خطبة الجمعة في الضفة من الأمور التي نجح النظام الحاكم في تعطيل دورها، إضافة إلى الاعتداء على دور المسجد في أن يكون رافعة وطنية ونقطة انطلاق للثورة الشعبية.

ولفت إلى أنّ أجهزة أمن السلطة منعت أيضًا جلسات التحفيظ داخل المساجد ضمن اعتداءاتها الشاملة على المساجد بالضفة الغربية.

وأردف بالقول: "ما نشهده من إجراءات السلطة هو انحلال ديني وأخلاقي لم نشهد له مثيلًا، وهي جرائم تضاف إلى سلسلة جرائم الديكتاتورية والتفرد بالحكم وقتل المعارض".

وأشار شتات إلى أنّ ما يحدث من قمع تمارسه السلطة يعكس رفض النظام الموجود في الضفة الرأي الآخر.