فلسطين أون لاين

مع إعلان عزمه خوض معركة أمعاء خاوية

والد الأسير "حلاوة" يخشى على نجله من سياسات إدارة السجون

...
الأسير شادي حلاوة
غزة/ أدهم الشريف:

يحتفظ الحاج "سمير حلاوة" بصفطة كبيرة من الأوراق الخاصة بنجله "شادي" القابع في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والصادرة أغلبها عن مستشفيات إسرائيلية، نقل إليها على إثر تدهور حالته عدة مرات خلال سنوات اعتقاله.

يقلّب حلاوة البالغ (66 عامًا) -من سكان مخيم جباليا شمالي قطاع غزة- الأوراق المكتوبة باللغة العبرية، ومع كل ورقة يثنيها يمرر فصلًا من فصول معاناة نجله المعتقل منذ 17 سنة ونصف.

ولاحظ حلاوة تدهور الحالة الصحيفة لنجله المعتقل في سجن "ريمون"، خلال زيارته الأخيرة في 16 مايو/ أيار الحالي، وفق ما يقول لصحيفة "فلسطين".

لكن ذلك لم يشفع له أمام إدارة سجون الاحتلال، ولم يشكل سببًا للتوقف عن ممارسة سياسة التنقل المتكرر بين السجون وغرفها.

وأضاف حلاوة: إن إدارة السجون تنقل نجله باستمرار بين السجون، ولم تكتفِ بذلك بل إنها تعزله انفراديًا أيضًا.

ويعاني الأسير شادي حلاوة من التهاب الكبد الوبائي، ومشاكل صحية في القلب، وكذلك في الأعصاب، ونقل على إثر ذلك إلى مستشفيات الداخل مرات عديدة.

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت حلاوة يوم 12 ديسمبر/ كانون أول 2005، ولم يكن يعاني من أي أعراض صحية، لكن بسبب سياسات إدارة سجون الاحتلال، وإهمال الأسرى وخاصة المرضى منهم تراجعت حالته، حتى أصيب بالتهاب الكبد الوبائي، وهو المرض الأخطر الذي يعاني منه.

ورغم ذلك ينوي الأسير حلاوة خوض إضراب مفتوح عن الطعام ضمن معركة يريد خوضها لإجبار إدارة السجون على وقف سياسة التنقلات والعزل الانفرادي التي تتبعها بحقه.

وبينما يبدي والد الأسير تأييده الشديد لنجله في معركته التي ينوي خوضها، يبدو قلقًا للغاية على مصيره مع إصرار الاحتلال على نقله بين السجون وعزله انفراديًا.

اقرأ أيضاً: تحذيرات من استشهاد الأسير وليد دقة بعد تدهور وضعه الصحي

وتساءل والده: ألم يكتفِ الاحتلال بأن حكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة؟ ما الذي يريده منه؟

وأشار إلى أنه يتعرض لمضايقات كبيرة خلال زيارته لنجله، إذ إن جنود الاحتلال قرروا إرجاعه عدة مرات وقد أنزلوه من الباص المتوجه إلى السجن بعد أن أنهى جميع الإجراءات اللازمة، عادًا ذلك سياسة عقاب يمارسها الاحتلال بحق الأسرى وذويهم.

كما شدد على رفضه سياسة العزل الانفرادي بحق نجله وبقية الأسرى لما تلحقه من أضرار نفسية وصحية بالأسير.

والأسير شادي حلاوة، كان قد تربى يتيمًا، إذ توفيت والدته يسرى حلاوة، سنة 1994 عندما كان طفلاً لا يتجاوز (14 عامًا) من عمره.

وطالب والد الأسير الاحتلال وأذرعه الأمنية والقضائية، بالتراجع عن سياسة العقاب التي يفرضها على الأسرى وذويهم، إذ إنها تضاعف معاناتهم معًا وتزيد من ألم الفقد والحرمان الممتد لسنوات طويلة.

وتابع والد الأسير: أنه سيشارك نجله شادي معركة الإضراب المفتوح عن الطعام وقت البدء بخوضها.

وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين حذرت من أن الأسير حلاوة البالغ (43 عامًا) هدد بالإضراب المفتوح عن الطعام احتجاجًا على سياسة نقله المتكرر بين السجون والغرف.

وبينت الهيئة في بيان مكتوب، أن التنقلات المتكررة تسببت بتكدير حياته وعدم استقراره رغم أنه أحد الأسرى المحكومين بالمؤبد.

وقد منح الأسير حلاوة إدارة السجون فرصة أخيرة حتى، اليوم الأحد، للاستجابة لمطلبه مهددًا بأنه سيشرع بالإضراب عن الطعام إذا تم رفض طلبه.

وتتعمد إدارة السجون ألا تتجاوز مدة مكوث الأسير حلاوة في سجن واحد أكثر من 4 أشهر وفترات أقل داخل الغرفة الواحدة، الأمر الذي فاقم حالته الصحية وشكل له ضغطًا نفسيًا وعصبيًا مستمرًا.