لا تتوقف المسيرات الاستفزازية التي ينظمها المستوطنون المتطرفون في محيط المسجد الإبراهيمي بالبلدة القديمة، بمدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، في محاولة لتهويد المكان.
وشهدت البلدة القديمة منذ مطلع مايو/ أيار الجاري، اقتحام مئات المستوطنين البلدةَ القديمةَ بمسيرات استفزازية تنطلق من مستوطنة "كريات أربع" باتجاه المسجد الإبراهيمي، بحماية قوات الاحتلال.
تاريخ مزيف
وأكد الناشط السياسي صهيب زاهدة أن اقتحامات المستوطنين المتكررة للبلدة القديمة، تحمل معاني تاريخية مزيفة بقيادة وتسهيل من حكومة المستوطنين الفاشية برئاسة بنيامين نتنياهو.
وقال زاهدة لصحيفة "فلسطين": "يزعم اليهود أن الخليل تُعد من أهم المدن الدينية لهم، خاصة مع وجود اعتقاد كاذب أنهم أقاموا فيها أول جيش يهودي، وهذا غير صحيح، ويعمل اليمين الإسرائيلي على ترويجه باستمرار".
وأشار إلى أن الاحتلال يريد الاستيلاء على جميع أراضي وبيوت البلدة القديمة، وأرسل مؤخرًا إخطارات لإزالة أكثر من 70 منزلًا بالبلدة، أبرزها مبنى بلدية الخليل القديم الذي يصل عمره إلى أكثر من 100 عام.
وأوضح أن الاحتلال لديه مخطط واضح للاستيلاء على البلدة القديمة كاملة، حيث سيبدأ هذا المخطط بإغلاق البلدة أمام الفلسطينيين، كما حدث مع شارع الشهداء.
وبين زاهدة أن الاحتلال بدأ مع المخطط الموجود في تغيير معالم المسجد الإبراهيمي، من خلال إنشاء مصعد داخل المسجد، وهدم درج تاريخي، في ظل صمت رسمي وشعبي على ما يحدث في الخليل.
ولفت إلى أن مواجهة اقتحامات المستوطنين للبلدة القديمة ومخططاتهم تكون باستمرار الوجود الفلسطيني بالمنطقة، والوصول إلى المسجد الإبراهيمي وتأدية الصلوات فيه.
من جهتها، أكدت النائبة في المجلس التشريعي سميرة الحلايقة، أن تزايد اقتحامات المستوطنين للبلدة القديمة يأتي ضمن طقوس دينية متطرفة يقوم بها هؤلاء المستوطنون بدعم كامل من حكومة الاحتلال.
وأشارت الحلايقة في حديث لصحيفة "فلسطين"، إلى أن قطعان المستوطنين يعتدون خلال الاقتحامات على ممتلكات المواطنين في البلدة القديمة بالخليل، ضمن سياسة متعمدة ومدعومة من حكومة نتنياهو وجيش الاحتلال.
وبينت أن المستوطنين في مدينة الخليل هم الأكثر تطرفاً، حيث يمارسون الاعتداءات يوميا كجزء طبيعي من حياتهم.
عراقيل أمام المصلين
وذكرت أن الاحتلال يضع العراقيل أمام وصول المصلين إلى المسجد الإبراهيمي، في حين يوفر الحماية للمستوطنين المقتحمين للبلدة القديمة.
ولفتت إلى أن الاحتلال يساعد المستوطنين على تحويل البلدة القديمة في الخليل إلى مستوطنة كبيرة، عبر تفريغها من الفلسطينيين.
وأضافت أن الاحتلال يعمل أيضًا على ربط البؤر الاستيطانية في الخليل بعضها ببعض من خلال شق طرق استيطانية.
وكان الاحتلال استغل المجزرة التي ارتكبها المستوطن باروخ جولدشتاين فجر الجمعة 25 فبراير/شباط (15 رمضان 1415هـ)، لتقسيم المسجد الإبراهيمي إلى "كنيس يهودي" ومسجد، ووضع على مداخله بوابات إلكترونية وفرض قيودا على دخول الفلسطينيين إليه.
وتتوالى اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على المسجد، ويُمنع رفع الأذان فيه عشرات المرات شهريا.