فلسطين أون لاين

خلال صالون سياسي نظمته حماس في الذكرى الـ75 للنكبة

متحدثون سياسيون يدعون لإصلاح منظمة التحرير ووضع إستراتيجية لتحقيق العودة

...
غزة/ نور الدين صالح:

أجمع كتاب ومحللون سياسيون على ضرورة وضع إستراتيجية وطنية قابلة للتنفيذ تسعى إلى تحقيق التحرير والعودة وتقرير المصير، مؤكدين أهمية إعادة ترتيب وإصلاح منظمة التحرير وفق برنامج سياسي ديمقراطي لتكون ممثلًا للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

جاء ذلك في "صالون سياسي" نظمته الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أمس، بعنوان "في ذكرى النكبة الـ75.. المشروع الوطني الفلسطيني إلى أين؟"، في مدينة غزة.

ودعا المتحدثون إلى توظيف المتغيرات الدولية والإقليمية، والاستفادة من الأزمة التي تعيشها دولة الاحتلال في الوقت الراهن، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته.

وأكد رئيس الدائرة السياسية د. باسم نعيم أهمية عقد مثل هذه الورشات لمناقشة القضايا الوطنية، ومنها مشروع التحرر الوطني، وإقامة الدولة الفلسطينية، لافتا إلى أن الشعب الفلسطيني أدرك منذ اللحظات الأولى لوجود الاحتلال أنه أمام مشروع استعماري يهدف للقضاء عليه بالكامل.

وأشار نعيم في كلمة له إلى أنه على مدار قرن من الصراع مع الاحتلال يتطلع الفلسطينيون لتحرير تراب الأرض الفلسطينية كاملًا، مضيفًا: "للأسف خلال 30 سنة ماضية انقسمنا لمشروعين، فريق يرى المقاومة خيارًا للتحرير، والآخر يرى المفاوضات طريقًا للوصول إلى دولة، فبعدما كنا قضية مركزية لأمتنا تراجعنا بشكل كبير من جراء الانقسام".

وشدد على أن الشعب الفلسطيني نجح بالاستمرار على نفس العزيمة والإصرار والإرادة في النضال من أجل الاستقلال رغم المؤامرة الدولية والإقليمية الكبيرة التي تُحاك ضده، حيث استطاع إبقاء الاحتلال في حالة استنزاف حتى الآن.

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي د. أسعد جودة إن القضية الفلسطينية باتت تؤرق الاحتلال في الوقت الحالي، خاصة في ظل تنامي حالة المقاومة في الأراضي الفلسطينية.

وأوضح جودة في مداخلته، أن وحدة الميدان والساحات التي شكّلتها فصائل المقاومة في الآونة الأخيرة شكّلت عنوان المرحلتين الراهنة والقادمة، إذ إن المقاومة باتت تتوسع أكثر في كل المناطق الفلسطينية.

وأكد أهمية استثمار الأزمة الداخلية التي يعانيها الاحتلال في الوقت الراهن، التي يُقابلها تصاعد المقاومة الفلسطينية.

إستراتيجية التحرير

وأكد أستاذ الدراسات الإستراتيجية د. إبراهيم حبيب ضرورة بناء إستراتيجية وطنية هدفها تحقيق تحرير الأرض الفلسطينية، مشيرًا إلى أن حركات التحرر الوطني يقع على عاتقها تبني هذه الإستراتيجية.

وقال حبيب: يجب أن تكون بوصلتنا واضحة بأن فلسطين كلها للفلسطينيين، ما يتطلب ضرورة بناء إستراتيجية واضحة بشأن ذلك، معتبرًا تشكيل "الغرفة المشتركة" لفصائل المقاومة فرصة لتكرار ذات الخطوة على الصعيد السياسي.

ودعا إلى استثمار المتغيرات الدولية والإقليمية التي تحدث بشكل متسارع حاليًا، لمصلحة القضية الفلسطينية، وصولًا لقيادة مشروع التحرير.

من ناحيته طالب مدير مركز حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية محسن أبو رمضان بالتمسك بالرواية التاريخية للشعب الفلسطيني في ظل انحياز المجتمع الإسرائيلي إلى اليمين واليمين المتطرف.

وأوضح أبو رمضان أن (إسرائيل) وفي ظل الصهيونية الدينية تضع على رأس أجندتها تصفية القضية الفلسطينية عبر ممارسة سياسة التطهير العرقي والاستيطان، وتسابق الزمن لتنفيذ هذا المخطط ضمن صراع ديني مبني على استحضار الرواية التلمودية.

وأكد أهمية وجود وحدة المكونات الفلسطينية الجغرافية والديمغرافية من خلال وجود كيان يُسمى "منظمة التحرير" التي يجب إعادة إصلاحها على أسس ديمقراطية وتشاركية، منبّها على ضرورة استخدام أداة النضال الوطني لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.

من ناحيته، رأى المحلل السياسي حسن عبدو أن مشروع أوسلو الذي تبنته السلطة "فشل" في تحقيق طموحات وتطلعات الشعب الفلسطيني، داعيا إلى إيجاد بناء وطني جديد من أجل النهوض بالواقع الفلسطيني بعيدًا عن أوهام التسوية.

وبيّن عبدو أن هذا البناء يتطلب وجود ثلاث ركائز أساسية، وهي وحدة الشعب الفلسطيني التي جسدتها المقاومة في معركة سيف القدس، ووحدة الأرض ووحدة المعركة.

معضلة الانقسام

من جانبه، رأى الباحث السياسي عماد أبو رحمة أن العودة لبحث أحداث النكبة التي حدثت قبل 75 عاما يشكل استعادة وعي وتاريخ فلسطيني، ويتيح فرصة لمراجعة إستراتيجية للقضية الفلسطينية.

وأكد أبو رحمة ضرورة إعادة بناء ووحدة مكونات الشعب الفلسطيني والمشروع السياسي، وإعادة بناء أدوات النضال لكل الشعب الفلسطيني، معتبرا استمرار الانقسام الفلسطيني معضلة أساسية في وجه مشروع التحرر الوطني. ودعا للتفكير على أساس مراجعة إستراتيجية يُمكن البناء عليها لرؤية مستقبلية.

إلى ذلك، أكد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد" صلاح عبد العاطي أن الشعب الفلسطيني متمسك بمشروعه الوطني القائم على مقاومة الاحتلال، إلا أنه يعيش في أزمة غياب المؤسسة الوطنية الجامعة، مشيرا إلى أن من يقود منظمة التحرير يعاني أزمة حقيقية.

وشدد عبد العاطي على أنه لا خيار أمام الشعب الفلسطيني إلا الاستمرار بمقاومة متدرجة تنتهي بانتفاضة ثالثة على قاعدة وحدة الشعب والأرض والقضية والمصير المشترك، داعيا إلى توظيف المتغيرات الدولية والإقليمية والاستفادة من الأزمة الداخلية لدولة الاحتلال.

من ناحيته، رأى المحلل السياسي مصطفى الصواف أن تصاعد وتيرة المقاومة وتمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه خلال السنوات الأخيرة يثبت تجذره بالأرض والهوية والتاريخ والسعي نحو تحقيق أهداف المشروع الوطني.

وأكد الصواف ضرورة التمسك بأن فلسطين للفلسطينيين، والاحتلال إلى زوال، مشيرا إلى أن المشروع الوطني القائم على التحرير يحتاج إلى مراكمة القوة.

أما المختص في الشأن الإسرائيلي د. عدنان أبو عامر فرأى أن دولة الاحتلال لا تزال تثبت نفسها كقاعدة عسكرية في المنطقة، من خلال توسيع علاقاتها الخارجية إلى ما بعد الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضح أبو عامر أن الشعب الفلسطيني فقد الظهير الدولي والإقليمي له، مؤكدا أهمية تعزيز المشروع الوطني القائم على الأرض والإنسان والهوية.

وأضاف أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى تضافر الجهود على جميع الأصعدة من أجل الوصول إلى الهدف المنشود وهو تحرير الأرض.

المصدر / فلسطين أون لاين