فلسطين أون لاين

بسبب اعتداءات المستوطنين وغياب الدعم الرسمي

تقرير أهالي تجمع "عين سامية" يقررون الرحيل بعد تركهم وحيدين في مواجهة الاحتلال

...
تجمع "عين سامية"- أرشيف
رام الله-غزة/ جمال غيث:

لم يبق أمام أهالي تجمع "عين سامية" البدوي، الواقع شرقي مدينة رام الله، إلا الرحيل عن أرضهم التي أقاموا فيها منذ ستينيات القرن الماضي، بسبب اعتداءات المستوطنين المستمرة عليهم.

وقرر سكان التجمع الذي يأوي 37 عائلة بدوية، صباح الإثنين الماضي، الرحيل عن أرضهم بعد أن وجدوا أنفسهم لوحدهم في مواجهة سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين.

وكانت سلطات الاحتلال وزّعت في آب/ أغسطس 2022م، إخطارات بهدم جميع مساكن تجمع "عين سامية" بحجة تواجدهم في أراض مملوكة للدولة.

وبسبب مضايقات المستوطنين اضطرت قبل نحو شهرين، عشر عائلات والقول لناجي العمري، الانتقال للعيش في بلدة كفر مالك التي تبعد عن تجمعهم بضعة كيلومترات.

وأكد العمري في حديث لصحيفة "فلسطين" أنّ أهالي التجمع يعانون من اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين بهدف الاستيلاء على ما تبقى من الأراضي وطرد السكان منها.

وقال العمري، وهو أحد سكان التجمع، لصحيفة "فلسطين": إنّ الأهالي وجدوا أنفسهم طوال الأعوام الماضية، يواجهون اعتداءات المستوطنين بمفردهم في ظل غياب الدعم الرسمي والشعبي لهم، واقتصر موقف السلطة على حثّنا على الصمود والتحدي من خلف الأجهزة الخلوية.

وأضاف: أنّ سلطات الاحتلال تُوفّر الدعم والحماية اللازمَين للمستوطنين وتغضُّ الطرف عن الجرائم التي تُمارَس بحقّنا ما قوّى شوكتهم وزاد من تغوُّلهم على أرضنا.

وأشار العمري، إلى أنّ مشاهد هجرة سكان التجمع يعيد إلى ذاكرته هجرتهم خلال النكبة الفلسطينية عام 1948م، مضيفًا: نواجه اليوم نكبة جديدة بعد أن اضطررنا الرحيل عن أرضنا".

غرامات مالية

وبالقرب من العمري، جلس جاره محمد حسين، الذي بات الغضب ظاهرًا على صوته، خلال حديثه لصحيفة "فلسطين" بعد أن فقد عمله في رعي الأغنام منذ نحو عام بسبب سرقة العديد من أغنامه وفرض غرامات مالية عليهم لممارستهم الرعي في مناطق محظورة.

وبيّن حسين، لمراسل صحيفة "فلسطين" أنّ التلال المحيطة بالتجمع شهدت طوال السنوات الماضية، إقامة تسع بؤر استيطانية رعوية، يتكون كلٌّ منها من كرفان وقطيع أغنام أو أبقار لمنعنا من التجول في المنطقة وترهيب أطفالنا ودفعنا للرحيل.

وقال السبعيني حسين: إنّ الأيام الخمسة الماضية التي شهدت اعتداء مستوطني "فتية التلال" وحركة "أماناة" الاستيطانيتين جعلتنا نجلس في خيامنا خشية من اعتدائهم على أطفالنا ونسائنا.

اقرأ أيضًا: الاحتلال يهدم مسكنًا في تجمع "واد أبو هندي" البدوي بالقدس

وبيّن أنّ سلطات الاحتلال منذ أعوام تُضيّق الخناق على الأهالي فتمنع دخول صهاريج المياه، وتحرمنا من الحصول على الكهرباء وتفرض غرامات مالية على رعاة الأغنام وتغضُّ الطرف عن المستوطنين الذين يسلبون آلاف الدونمات وتُوفّر لهم الخدمات كالمياه والكهرباء، وتمنحهم تراخيص للبناء.

وتمنع سلطات الاحتلال سكان التجمع من البناء فلجأ الأهالي للإقامة في بيوت من الصفيح، وأخرى عبارة عن خيام.

هجرة جديدة

فيما قال الناشط في مجال الاستيطان طارق عثمان: إن سكان التجمع انتقلوا للعيش في بلدة كفر مالك، والتي تبعد بعض الكيلومترات عن مكان تهجيرهم.

وأكد عثمان لصحيفة "فلسطين": وجود تقصير فلسطيني واضح في الوقوف إلى جانب أهالي التجمع وتوفير احتياجاتهم ودعم صمودهم، وهو ما جعلهم أكثر عرضة للعنف وتغول المستوطنين.

بينما حذّر رئيس مجلس قروي الخان الأحمر عيد الجهالين، أن يكون رحيل أهالي تجمع "عين سامية" بداية لترحيل تجمعات وقرى بدوية جديدة.

وأكد الجهالين لصحيفة "فلسطين" أنّ سكان التجمع عانوا طوال السنوات الماضية من مضايقات جمة من قبل المستوطنين والتي غالبًا ما تكون تحت حماية جنود الاحتلال، كالاستيلاء على مساحات شاسعة من أراضيهم، ومنعهم من الرعي وتسويق منتجاتهم الحيوانية، ومنع من الحصول على المياه، والكهرباء.

وقال: إنّ الأهالي اضطروا لمغادرة المنطقة بعد أن وجدوا أنفسهم معزولين عن شعبهم في مواجهة حكومة الاحتلال العنصرية والمستوطنين، بعد تخلي السلطة عنهم واقتصار موقفها على ترديد العبارات والشعارات الداعية إلى الصمود والتمسك بالأرض.

وبيّن أنّ الأهالي تعرضوا طوال الأيام الأربعة الماضية إلى اعتداءات المستوطنين في ساعات الليل والنهار من أجل الضغط عليهم وتهجيرهم من أرضهم للمرة الثانية بعد هجرتهم عام 1948م، من النقب.