فلسطين أون لاين

المقاومة فرضت حالة ردع جعلته يُقبل على "مسيرة الأعلام" بيد "مرتجفة"

تقرير الاحتلال حاول استعراض سيطرته على القدس فكشف "عورة" سيادته

...
غزة/ يحيى اليعقوبي:

  • عبيدات: فشل الاحتلال في إظهار سيطرته يدلل أنه يعيش أزمة عميقة
  • ابحيص: الاحتلال لديه أزمة سيادة سببها حالة من الردع الواضحة

أراد الاحتلال من تنظيم مسيرة الأعلام الاستفزازية إظهار سيطرته وسيادة مزعومة على القدس المحتلة، عبر استنفار شرطته وجيشه وأمنه ومنظومات دفاعه الجوي لتمرير مسيرته، لكن هذا المشهد عكس في الواقع -كما يرى مراقبون- حالة انعدام الأمن والسيادة، إذ استدعى نحو 3 آلاف شرطي وجندي، فقط لأجل تنظيم المسيرة ليوم واحد.

وبعكس ما روجت جماعات منظمات الهيكل على مدار شهر ماضٍ لم تتجاوز أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى في مسيرة الأعلام بضع مئات من المستوطنين، وهذا عدد أقل من عدد المقتحمين في العام الماضي، ما يدلل على فشل تلك الجماعات وتراجعها في استقطاب جمهور المستوطنين.

ويرى الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص أن الاحتلال حاول استعراض سيادته المزعومة على مدينة القدس، لكنه في الحقيقة استعرض الأزمة الإسرائيلية، في ظل استنفار أمنها وشرطتها وجيشها وتفعيل الدفاع الجوي والتواصل مع حلفائها وذلك لإدخال المستوطنين لما تسميه عاصمتها ليوم واحد في السنة.

وعد ابحيص لصحيفة "فلسطين" ذلك استعراضًا لانعدام السيادة، وهذا يدلل على أن الاحتلال ليس لديه أزمة سيادة فقط بل حالة من فقدان الردع، وبالتالي لا يستطيع معرفة مصدر الخطر الذي يحدق به كرد فعل لتنظيم هذه المسيرة، فنشر نحو 3 آلاف شرطي وجندي من حرس الحدود حديثًا، إضافة إلى نحو 1500 جندي وشرطي إسرائيلي كانوا ينتشرون في القدس سابقًا لتأمين مسيرة من عدة آلاف.

ولفت إلى أن الاحتلال أغلق البلدة القديمة ومدينة القدس خشية من العمليات ذات الطابع الفردي، وفعّل القبة الحديدية خشية من رد المقاومة، واستعان بحلفائه لمنع أي ردة فعل شعبي على الحدود.

وعزا ابحيص سبب حالة الردع إلى مراكمة المقاومة للقوة سواء بالإرادة الشعبية أو العمليات الفردية أو معركة سيف القدس أو التفاعل الخارجي أو حالة المقاومة المتصاعدة بالضفة.

وقال: "هذا ما يفسره استغراب الاحتلال من أن المسيرة التي كان ينظمها منذ عام 1968 سنويًا اليوم باتت تتم باستنفار كل أجهزة الاحتلال، وهذا سببه حالة الوعي الفلسطيني المتصاعد بالقدس".

تراجع اقتحامات

وأشار ابحيص إلى تراجع مستوى اقتحامات الأقصى، لأن جماعات الهيكل ومنذ شهر كانت تعبئ لحشد أكبر اقتحام للأقصى بنحو 5 آلاف مستوطن، علمًا أن أكبر اقتحام مسجل في تاريخها بيوم مسيرة الأعلام بلغ 2200 مقتحم.

لكن عدد مقتحمي الأقصى، وفق ابحيص، لم يزد أمس عن 1286 مستوطنًا، وهو أقل من عدد المقتحمين العام الماضي الذي بلغ نحو 1687 مقتحم، واضطروا لرفع أعلام الاحتلال على أعواد بلاستيكية صغيرة ولم يمارسوا أي طقوس تلمودية بنفس الدرجة التي مارسوها العام الماضي.

في حين يعتقد الكاتب والمحلل السياسي من القدس راسم عبيدات، أن ما حدث بمنطقة باب العامود شكل من أشكال البلطجة والتعبير عن حالة حقد وتطرف، وأن حكومة الاحتلال المتطرفة يحكمها "الزعران" والفاشيون.

وقال عبيدات لصحيفة "فلسطين": إن "هؤلاء الغرباء لن يستطيعوا فرض سيطرتهم على مدينة القدس، لأن جذور المدينة المقدسية ممتدة لخمسة آلاف عام".

حالة خوف ورعب

وأضاف أن الاحتلال وعندما ينشر أكثر من 3 آلاف جندي وحرس حدود وقوات خاصة، ومليشيا الوزير المتطرف إيتمار بن غفير ونصب حواجز ثابتة ومتحركة ومسيّرات وكاميرات مراقبة وقبب حديدية في محيط القدس المحتلة وكلاب بوليسية وكل أدوات القمع، فهذا يدلل على حالة الخوف والرعب التي يعيشها سواءً في اقتحام الأقصى أو باب العامود.

وعلى عكس أهداف الاحتلال بفرض السيطرة على القدس، يرى عبيدات أن الاحتلال لم ينجح بفرض سيطرته لأن المدينة تلفظ الاحتلال بصمود أبنائها ودفاعهم عن قدسهم، بالرغم من كل الحالة الأمنية والحشودات التي أقدم الاحتلال عليها لإثبات سيطرته.

ويعتقد أن دولة الاحتلال لم تعد تلك الدولة القوية لأن الشعب الفلسطيني ومقاومته يصنع معادلات جديدة مع الاحتلال، تجلى هذا الأمر في معركة سيف القدس في مايو/أيار 2021 حين تدخلت المقاومة لنصرة الأقصى.

ولفت عبيدات إلى أن الاحتلال أحضر المتطرفين المتشددين من جميع المستوطنات المحيطة بالقدس، وغيرها من المناطق بمستوطنات الضفة لممارسة أعمال البلطجة والزعرنة، وهذا ما يدلل على عمق الحقد والكره ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

المصدر / فلسطين أون لاين