حققت كتلة فلسطين المسلمة الممثلة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" فوزاً كبيراً ومهماً في انتخابات مجلس اتحاد طلبة جامعة النجاح الوطنية والتي جرت في 16 مايو / أيار 2023، إذ حصلت الكتلة على 40 مقعدا من أصل 81، في حين حصلت حركة الشبيبة الطلابية التي تمثل حركة "فتح" على 38 مقعدا، فيما حصدت جبهة العمل التقدمي التي تمثل الجبهة الشعبية على 3 مقاعد، وذلك بعد مشاركة ما نسبته 69.8 من إجمالي من يحق لهم التصويت من طلبة الجامعة، وبذلك تمكنت الكتلة الإسلامية من حصد أصوات 7264 طالب، بينما صوّت 6986 طالب لحركة الشبيبة الطلابية.
يأتي الفوز الكبير للكتلة الإسلامية لأول مرة منذ العام 2006، بعد سنوات طويلة من التغييب القسري نتيجة المضايقات والاعتقالات التي طالت العشرات من طلبتها من قبل الاحتلال تارة والأجهزة الأمنية تارة أخرى وفي ظل بيئة سياسية ونقابية صعبة ومُعقدة.
وقد حشدت حركة فتح كل إمكاناتها التنظيمية والحركية والحكومية في محافظة نابلس من أجل خوض هذه الانتخابات كون جامعة النجاح هي الأكبر على مستوى الوطن، وأن النتائج التي ستُفرزها صناديق الاقتراع ستُعبر عن المزاج الشعبي العام ، وبالتالي الخسارة والفوز يُعبر عن مدى التفاف الجماهير حول البرامج السياسية للحركات والفصائل التي تدعم الكتل الطلابية.
ويحمل فوز الكتلة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة حماس في انتخابات جامعة النجاح في محافظة تحتضن بين جنباتها مجموعات "عرين الأسود" والتي تشكل حالة ثورية فريدة العديد من الدلالات والرسائل في اتجاهات مختلفة، إذ يأتي الفوز دلالة على احتضان الشارع الفلسطيني لمن يُشرع سيفه في وجه الاحتلال ويرفض مشاريع التسوية والتنازلات، كما أن الفوز يأتي في بيئة سياسية ونقابية تعاني فيها حركة حماس أشكال متنوعة من التضييق والاعتقال والترهيب من جهات مختلفة.
فمن جهة يحمل الفوز رسالة للاحتلال الصهيوني الذي يعمل بشكل حثيث ومتواصل على سياسة جز العُشب، بحيث لا يتنامى المد الجماهيري والاحتضان الشعبي لحركات المقاومة قي الضفة الغربية تحديداً وأن كل أماني الاحتلال تحطمت على صخرة التفاف هذه الجماهير وتحديداً الطبقة المثقفة الطلابية والنقابية حول خيار المقاومة، وأن كل سياساتها العقابية لن تُفلح في انفضاض الناس عن دعم وتأييد العمل المقاوم واحتضانه.
ومن جهة أخرى فإن فوز كتلة الوفاء الإسلامية يحمل رسالة للسلطة الفلسطينية وتحديداً "أجهزتها الأمنية" أن كل محاولات تغييب العمل النقابي والطلابي في الضفة الغربية من خلال الاعتقالات السياسية والمطاردة لن تُفلح في مصادرة حق الطلاب في التعبير عمن يمثلهم ويدافع عن حقوقهم الطلابية والنقابية في الجامعات الفلسطينية.
كما أن فوز الكتلة الإسلامية يحمل رسالة أخرى لحركة حماس خاصة اليوم في ذكرى معركة سيف القدس أن القاعدة الجماهيرية في الضفة الغربية التي تحضن خيارها السياسي والنضالي ما زالت حاضرة وموجودة وهي على استعداد لتحمل كل المخاطر من أجل الحفاظ على نهج المقاومة والجهاد رغم كل سياسة التغييب والترهيب والمطاردة، وأن فكرة المقاومة راسخة في وجدان الشعب الفلسطيني، ليؤكد هذا الفوز أن ما تزرعه المقاومة تحصده الصناديق.