أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إحسان عطايا، أن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، أدارت معركة "ثأر الأحرار" بحكمة وحنكة، وذلك ردا على جريمة اغتيال قيادات "سرايا القدس".
وجدد عطايا في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أمس، استعداد "سرايا القدس" وفصائل المقاومة لأي جولة قتالية مع جيش الاحتلال –في حال إخلاله بشروط وقف إطلاق النار– الذي رعته جمهورية مصر العربية، ودخل حيز التنفيذ مساء السبت.
ونص الاتفاق على ثلاثة بنود هي: وقف استهداف المدنيين، ووقف هدم المنازل، وعدم استهداف الأفراد.
وشدد عطايا على أن حركته وفصائل المقاومة فرضت شروطها على الاحتلال، ولا سيما أن "أي اغتيال أو عدوان على شعبنا سيقابَل برد عسكري قوي"، لافتا إلى أن ضمان الاتفاق لإلزام الاحتلال هو قوة المقاومة ووحدة شعبنا والتفافه حولها.
ونبه إلى أن خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار "سيحرج الوسطاء"، وستقابله المقاومة بقوة في مواجهة أشد وقعًا عليه، لافتا إلى أن الاحتلال يخشى إطالة أمد المعركة وتوسع دائرة الاشتباك في أكثر من ساحة فلسطينية.
وأشار إلى أن الاحتلال أراد من خلال عمليات الاغتيال لقادة "سرايا القدس" كسر قوة الجهاد الإسلامي وإضعافه، من أجل تحييده عن المواجهة في الضفة والقدس المحتلتين؛ لإدراكه دورها المهم والبارز في تشكيل كتائب المقاومة العسكرية.
وقال إن حكومة الاحتلال ظنت أنها بجريمة الاغتيال الجبانة التي نفذتها فجر الثلاثاء الماضي وطالت عددًا من قيادات المجلس العسكري لـ "سرايا القدس" يمكنها أن تضعف قوة الجهاد الإسلامي وتكسر شوكتها، مستدركا: لكن التجارب أثبتت أن اغتيال قادة المقاومة لا يزيدها إلا قوة وثباتًا وتماسكًا وإصرارًا على الرد.
وأضاف أن المقاومة الفلسطينية عبر "غرفة العمليات المشتركة" قدمت خلال معركة "ثأر الأحرار" صورة كفاحية تليق بشعبنا وتجعلنا نقترب من معركة التحرير أكثر فأكثر.
واعتبر عطايا أن وحدة موقف شعبنا وفصائله التي تجسدت خلال جولة القتال في المواجهة الأخيرة لا تقل أهمية عن الإنجازات التي حققتها المقاومة، مؤكدًا أن حركته كانت جاهزة لمواصلة القتال مع الاحتلال أيامًا طويلة وتدفيعه ثمن جريمة الاغتيال.
اقرأ أيضاً: حوار الشيبة: التطبيع العربي منح الاحتلال الضوء الأخضر لزيادة جرائمه ضد الفلسطينيين
وبيّن أن المقاومة اتبعت سياسة الحرب النفسية مع الاحتلال للرد على المجزرة التي نفذت بحق قادة السرايا وعائلاتهم قبل تنفيذ ردها العسكري، وفوتت على الاحتلال فرصة شق الصف الفلسطيني عبر الموقف الموحد لـ "الغرفة المشتركة".
ولفت إلى أن "الحرب النفسية" التي اتبعتها المقاومة واستمرت أكثر من 30 ساعة حققت بعض مفاعيل الرد العسكري، فأجبرت سلطات الاحتلال على إخلاء المستوطنات المحاذية لغزة وتعطيل الحياة في العديد من المدن والمستوطنات الإسرائيلية.
وحدة الموقف
ونوه عطايا إلى أن رد المقاومة على جرائم الاحتلال جاء في "وضح النهار"، وجاء خطوة مشتركة من أجل عدم السماح للاحتلال باستباحة قطاع غزة دون تدفيعه الثمن المناسب، وإفشال مخططاته بزرع الفتنة بين فصائل المقاومة وتحييد بعضها عن هذه المواجهة.
وأكد أن معركة "ثأر الأحرار" أثبتت قدرة المقاومة على فرض معادلة القوة والرد القوي في حال إقدام الاحتلال على تنفيذ عمليات اغتيال جديدة، وعلى "كي الوعي الصهيوني" بأنه لا مكان آمن لهم على أرضنا.
ولفت إلى أن رد المقاومة أثبت أن "فتح الاحتلال جبهات القتال يهدد وجوده، ولا سيما أن جبهة غزة وحدها أظهرت مدى ارتباكه، وأنه لا يستطيع إطالة أمد القتال؛ لأن جبهته الداخلية متصدعة ولا تتحمل حربًا تتسع فيها فوهة النار".
وأشاد بتضحيات أبناء شعبنا في غزة "الشريك في الإنجاز" الذي حققته المقاومة؛ لتقديمهم التضحيات وحرصهم على احتضان المقاومة ودعمها.
مسيرة الأعلام
وحول "مسيرة الأعلام الإسرائيلية" التي سينظمها الاحتلال الخميس القادم، أكد ممثل حركة الجهاد في لبنان أن وحدة شعبنا وفصائله قادرة على إفشال أهداف المسيرة، مشيدًا بتصدي أبناء شعبنا للمسيرة العام الماضي وإحباطه مخططات ونوايا الاحتلال في المدينة المقدسة.
وشدد على أن وحدة شعبنا التي تجسدت في ميدان المواجهة قادرة على التصدي لاقتحامات الاحتلال واعتداءاته.
وحول التطبيع العربي مع الاحتلال، اعتبر عطايا أن استمرار التطبيع العربي شجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم ضد شعبنا ومقدساته، داعيا الدول المطبعة إلى إعادة النظر بمواقفها والوقوف إلى جانب شعبنا ونبذ الاحتلال الذي يسعى لنهب ثروات الدول العربية والإسلامية وخيراتها.