قائمة الموقع

أبو سارة من بيع الأقلام إلى تسلق أعلى قمة في العالم

2017-09-20T06:40:32+03:00
محمد أبو سارة (أرشيف)

سافر والده وهو عندما كان طفلاً وغاب عنه مدة 12 عاما، في ذلك الوقت كان عمر محمد أبو سارة لا يتجاوز الحادية عشر ربيعاً ولديه شقيق أكبر بسنوات قليلة، اضطر محمد للعمل في أشياء كثيرة كي يوفر الأموال لأسرته، أول الأشياء التي قام بجمعها الأخشاب التي كانت توضع أسفل صناديق "الأيس كريم" كانت والدته تصنع له الحلوى وتضعها على هذه الصناديق ويذهب لبيعها، وهكذا حتى استطاع محمد أن يثبت للجميع أن الإرادة تصنع المعجزات ...

عالم التجارة

الأعمال التي قام بها محمد كانت كثيرة وفي مجالات عدة لأول مرة في حياته، تطور عمله وأصبح يبيع الأقلام وتطور أكثر ليدخل عالم التجارة، وثم عمل في الجبس والبناء وعامل طلاء مع شقيقه.

يقول محمد :" أخي رفعت كان أكبر مني وتحمل المسئولية أكثر استثمر وقته في تعلم الحاسوب وأصبح مصمم جيرافيك، تشجعت لفترة طويلة ودرست في كلية القدس جرافيك لمدة 6 أشهر، ولكنني تركت الدراسة ولم أستطع التحمل أكثر من ذلك".

وأضاف:" حاول أهلي إعادتي للدراسة ولكن بصراحة الموضوع بالنسبة لي كان مختلفا، كان كل همي هو جمع النقود لنستطيع تدبير أمورنا في المنزل، خاصة وأنه كان لدي أربع أخوات ووالدتي".

عندما خرج والد محمد من منزله لم يترك دينارا واحدا في المنزل، ما اضطر العائلة لبيع أثاث المنزل كي تستطيع إكمال حياتها.

وتابع محمد حديثه:" عندما كان عمري 11 عاما لم يمر علي يوم لم أسع فيه والحمد لله رُزقت بأم لن أستطيع شكرها مهما تحدثت عنها، فهي من كانت تزرع فينا الهمم والشأن وتضع فينا الرجولة".

عالم الترحال

وأكمل قوله:" عندما عاد والدي وجدنا مسئولين في شركات ومالكين أراضي وأصحاب مشاريع بفضل الله، صراحة شعرت بالسعادة لأنه سافر، فلو بقي مكانه كنت لن أعيش هذه التجربة ولم أصبح على ما أنا عليه الآن".

مرت الأيام وتخلى محمد عن كل الأشياء التي أنجزها وعن عمله وقرر إكمال طريقه وحده ويسعى وراء حلمه، وهو العمل في عالم الترحال (الهايكينج).

وعن حلمه قال:" كنت أسمع منذ صغري عن الترحال وكانت أمنية حياتي ممارسة هذه الهواية، وعندما أصبح عمري 21 عاما كنت أخرج مع مجموعات في رحل وحتى يومي هذا أركض خلف حلي وهو أن أكون أحد عظماء الهايكنج في الأردن وأن أضع بصمة معينة في حياتي وأكون أحد الأشخاص الذين قاموا بأشياء لم يستطع غيرهم عملها".

وأكمل قوله:" عندما أخرج في هذه الرحل وأكون لأيام متواصلة فيها أعيش في عالم خالٍ من التكنولوجيا وعالم التجارة، في هذا العالم أعيش مع راحة البال فقط، أكملت طريقي في هذا الاتجاه برحلة مسير من منطقة بالرمثا، وكل نقطة نهاية أصل لها كنت أضع نقطة بداية حتى وصلت إلى البتراء ووادي رم والعقبة، واكتسبت خبرة كبيرة بفضل الله".

مشروع خاص

الآن محمد استشاري لأكثر من شركة وفعالية ويعطي دورات في مهارات عالم الهايكنج، وكل هذه الانجازات تحفزه أكثر، الرجل الحقيقي هو من يغتنم الفرص وهو استطاع أن يبني حلمه بيده.

وأضاف:" بدأت البحث عن مشروعي الخاص وحصلت على فرصة قيمة جداً، واستطعت فتح محل خاص بالهايكنج، وأحاول الآن نشر ثقافة الترحال والمغامرة التي بدأ بها، عالم الهايكنج جعلني واعيا ومثقفا أكثر، أستهدي بالله أكثر وأستطيع التركيز بحياتي، منحني الطابع الهادئ والتفكير المنجز".

وتابع:" أذكر أنني في مرة بعتُ أقلام رصاص وتبقى معي مبلغا بسيطا جداً اشتريت به شيبس، رآني أخي وضربني على وجهي وقال لي بدلاً من أن تشتري الشيبس اشتري رغيف خبز وضعه في المنزل، وهذه كانت نقطة تحول بالنسبة لي، أن البيت أولى مني، وعندما كبرت عرفت أن التجارة هي مع الله، ولن نجد أكرم منه".

وأكمل قوله:" أصبح عندي مبدأ أنني لا أتاجر مع أهلي بل أتاجر مع الله وكان يعود لي أضعاف الأموال، كان أخي عندما يتبقى معه 5 ليرات يذهب للجامع ويتبرع بهم وبعدها بيوم يحصل على عمل ب30 ليرة، ما عشته وخضته وهربت منه وسعيت له كان عبارة عن درس قيم في الدنيا".

ومضى بالقول:" كنت مثل الصخر وخبرتي بالحياة كانت عبارة عن شيء ينحت فيه، هي من كونتني وبعد فترة قصيرة بإذن الله سأكون من الأشخاص الذين حققوا إنجازا في تسلق أعلى قمم بالعالم".

اخبار ذات صلة