يواجه 5 آلاف لاجئ فلسطيني في العراق ظروفًا معيشيةً صعبةً خاصة مع الإجراءات الحكومية التي فُرضت عليهم، وسلب العديد من الحقوق الأساسية لهم، خاصة في مجالات التعليم والصحة والاقتصاد، إضافة إلى تجاهل الأمم المتحدة نداءاتهم المستمرة.
وتسبب تعديل بعض القوانين من الدولة العراقية في زيادة معاناة الفلسطينيين في العراق، خاصة إلغاء الحكومة العراقية القرار (٢٠٢) لعام ٢٠٠١، القاضي بمعاملة اللاجئ الفلسطيني معاملة العراقي.
ولجأ الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين في العراق، إلى ترك تلك البلاد، واللجوء إلى بلاد أوروبية بحثًا عن الأمن والاستقرار، خاصة مع تفاقم معاناتهم الاقتصادية والإنسانية.
وإلى جانب القرارات الحكومية ألغت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "بدل الإيجار" لعدد كبير من العائلات الفلسطينية في العراق مع نهاية شباط/ فبراير 2020.
بدوره يؤكد اللاجئ الفلسطيني الموجود بالعراق أحمد حجازي أن معاناة شديدة تواجه الفلسطينيين بالعراق خاصة القاطنين بحي البلديات في بغداد.
ويقول حجازي في حديثه لـ"فلسطين": "الفقر بين الفلسطينيين بالعراق مؤخرًا، خاصة بعد وقف صرف رواتب التقاعد لهم، وحرمانهم من بعض المساعدات التي كانت توزع عليهم سابقًا".
ويوضح أن قطع المساعدات التي كانت تقدم للاجئين من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والأمم المتحدة، وبعض المنظمات الدولية زاد من معاناة الفلسطينيين بالعراق.
كذلك يؤكد اللاجئ الفلسطيني في العراق أحمد عوض أن الأزمات تلاحق فلسطينيي العراق، بدءًا من عدم امتلاك بعضهم وثائق سفر فعالة، وصولًا إلى مصادرة الامتيازات والحقوق التي منحت لهم في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
ويقول عوض لـ"فلسطين": "غالبية اللاجئين الفلسطينيين في العراق يعيشون تحت خط الفقر، ولا يتلقون أي مساعدات من أي منظمات دولية أو من الحكومة العراقية".
ويوضح أن ما تبقى من فلسطينيين في العراق يعملون في حي البلديات بمهن صعبة من أجل مواجهة الحياة في البلاد، وسد الالتزامات المحيطة بهم.
اقرأ أيضاً: البرلمان العراقي يؤكد دعمه الثابت تجاه القضية الفلسطينية
من جانبه يؤكد مدير عام الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين علي هويدي أن اللاجئين الفلسطينيين في العراق، كان عددهم قبل الغزو الأمريكي عام 2003، أكثر من 38 آلاف لاجئ.
ويقول هويدي لـ"فلسطين": "بعد الغزو الأمريكي والإجراءات الحكومية ضد اللاجئين الفلسطينيين تقلص عددهم إلى قرابة 5 آلاف لاجئ، إذ فرّ الآلاف إلى عدد من الدول الأوروبية".
ويوضح هويدي أن اللاجئين الفلسطينيين في العراق يوجد غالبيتهم في منطقة البلديات في بغداد، وجميعهم غير مسجلين ضمن سجلات وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الأونروا.
ويبين أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يفترض أنها هي من تتكفل باللاجئين الفلسطينيين في العراق لكنها لا تفعل شيئًا.
ويشير إلى أن اللاجئون الفلسطينيون في العراق، يواجهون أزمة إنسانية ومعاناة مستمرة، خاصة بعد تعديلات جرت على بعض القوانين من الحكومات العراقية المتعاقبة.
ووفق هويدي فإن أبرز الحقوق التي سُلبت من اللاجئ الفلسطيني في العراق، هي حرمانه من الحق في التعليم، والتملك والتجارة.