- مغاري: العمل العسكري والتكتيكات وصلت إلى مستوى متقدم
- الظاظا: الغرفة المشتركة أدارات حالة ميدانية غير مسبوقة
- صباغ: خيبة أمل أصابت الجمهور الإسرائيلي من أداء الجيش
على مدار خمسة أيام متواصلة، استطاعت المقاومة الفلسطينية إدارة جولة جديدة من الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي تحت إطار "غرفة العمليات المشتركة"، محققة جملة من المكاسب على جميع الأصعدة سواء العسكري أو السياسي، ردًا على العدوان الذي بدأ فجر الثلاثاء الماضي باغتيال ثلاثة من قيادات سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وتحت شعار "ثأر الأحرار" خاضت "الغرفة المشتركة" معركة مع الاحتلال، خوضًا منضبطًا ومتناغمًا أثبتت فيها وحدة القرار والموقف، عبر إطلاق الرشقات الصاروخية صوب المدن المحتلة بما فيها (تل أبيب)، ردًا على العدوان ضد القطاع الذي أسفر عن ارتقاء 33 شهيدًا وعشرات الجرحى.
ضبط الميدان
ورأى أستاذ العلوم الاستراتيجية والأمنية د. هشام مغاري، أن أبرز المكاسب التي حققتها غرفة العمليات في الجولة الأخيرة هي وحدة فصائل المقاومة المنضوية تحت لوائها، وقدرتها على ضبط المشهد العسكري والسياسي منذ اللحظات الأولى.
وأوضح مغاري لصحيفة "فلسطين"، أن غرفة العمليات أرسلت رسالة للمجتمع الفلسطيني مفادها أن الوحدة بين فصائل المقاومة أصبحت على أكمل وجه، وأفضل مما كانت عليه في مراحل سابقة.
وبيّن أن توزيع الأدوار بين الفصائل تجلى في الجولة الأخيرة من الناحية العسكرية، مشيرًا إلى أن الجهاد الإسلامي الذي استهدفه الاحتلال أُعطي الفرصة لأن يكون في طليعة العمل الميداني والتنفيذي ولكن من خلال الغرفة المشتركة.
ولفت إلى أن العمل العسكري والتكتيكات بين فصائل الغرفة المشتركة وصلت إلى مستوى متقدم، توّج في المعركة عبر ضبط الميدان الذي تجسد بحالة الصمت لمدة 36 ساعة قبل الرد على جريمة الاغتيال.
اقرأ أيضاً: الغرفة المشتركة: المقاومة أفشلت بوحدتها وقتالها مخطط الاحتلال الغادر
وذكر أن "فصائل المقاومة في غرفة العمليات لم تترك حركة الجهاد وحدها في مواجهة الاحتلال الذي حاول الاستفراد بها"، لافتًا إلى أن الفصائل أصبحت تعمل وفق طريقة منظمة وهادفة بعيدًا عن العشوائية التي كانت تشوب المراحل السابقة.
وبحسب مغاري، فإن الفصائل أوصلت رسالة للاحتلال بأنها تتجه نحو وحدة الموقف في المشروع الوطني، مضيفًا: "بالرغم من محاولات الاحتلال تحييد حركة حماس في المعركة، فهو يدرك أنها كسبت إدارتها على المستوى الإستراتيجي".
من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي د. ناجي الظاظا، أن النتائج السياسية من هذه الجولة تجسدت بالوحدة الوطنية التي تمثلت في الميدان وإدارته.
وأوضح الظاظا لصحيفة "فلسطين"، أن الغرفة المشتركة أدارات حالة ميدانية غير مسبوقة بحالة التنسيق العالي بين جميع فصائلها، لافتًا إلى أنه "يجب أن يبنى على هذه الوحدة لتتحول من وحدة عسكرية وميدانية إلى سياسية في مواجهة الاحتلال".
وعدَّ أن هذه الجولة سيكون لها تأثيرات إيجابية في المرحلة القادمة على طبيعة مواجهة الاحتلال الذي كان يراهن على شق الصف الفلسطيني والاستفراد بفصيل دون آخر.
وبيّن أن المقاومة أثبتت فشل الدعاية الإسرائيلية التي كانت تسعى لشق الصف الوطني، عبر وحدتها في مواجهة العدوان "فالمقاومة هي كل لا يتجزأ، والعدوان على أي فصيل هو عدوان على كل الفصائل والشعب الفلسطيني بأكمله".
وتوّقع الظاظا أن يتعزز وجود الغرفة المشتركة بواحدة أخرى أُعلن عنها في معركة "سيف القدس" في شهر مايو 2021، وهي "غرفة عمليات إقليمية للمقاومة".
خلافات إسرائيلية
من ناحيته، قال المختص في الشأن الإسرائيلي د. أليف صباغ إن معركة "ثأر الأحرار" التي امتدت على مدار خمسة أيام أشعلت سلسلة من الخلافات والتناقضات بين المستويات السياسية والأمنية والعسكرية الإسرائيلية المختلفة.
وأوضح صباغ لصحيفة "فلسطين"، أن غرفة العملية المشتركة أدارت المعركة وجعلت المجتمع الإسرائيلي يفقد ثقته بالجيش لعدم قدرته على الانتصار على المقاومة، لافتًا إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية حاولت ترويج مزاعم تحقيق النجاح وتمكنها من اختراق فصائل المقاومة بهدف رفع معنويات المستوطنين.
وبيَّن أن حالة من خيبة الأمل أصابت الجمهور اليميني المتطرف بسبب أداء جيش الاحتلال في المعركة، منبهًا إلى أنه لم يرق لـ(إسرائيل) إدارة الغرفة المشتركة للمعركة، لكونها تعلم أن حماس هي التي كانت تقودها.
ويعتقد أن محاولات الاستفراد بالجهاد الإسلامي باءت بالفشل بفعل وحدة فصائل المقاومة وهو ما أربك حسابات الاحتلال.
ولفت إلى أن الاحتلال فشل في فصل ساحات المقاومة عن بعضها، لذلك أقدم على شن عملية عسكرية في الضفة، بعد وقف إطلاق النار في غزة.