شيع آلاف المواطنين في محافظة رفح جنوب قطاع غزة وبمشاركة عناصر من كتائب الشهيد عز الدين القسام، أمس، جثمان الشهيد القسامي هاني فرج شلوف الذي ارتقى في أثناء عمله بأحد أنفاق المقاومة.

وانطلق موكب تشييع الشهيد شلوف (24 عامًا) من أمام منزله في حي الشابورة إلى مسجد الفاروق لأداء صلاة الجنازة على جثمانه، بعد أن ودعه ذووه، ثم توجهوا إلى مقبرة الشهداء الشرقية لدفنه.

وزفت القسام في بيان لها، أمس، الشهيد شلوف، موضحة أن "شهادته جاءت بعد مشوار جهادي عظيم ومشرّف، وبعد عمل دؤوبٍ وجهادٍ وتضحيةٍ، نحسبه شهيداً ولا نزكي على الله أحداً".

تهنئة بالشهادة

واستقبل ذوو الشهيد جثمانه عند وداعه، خصوصا النساء، بالزغاريد والتكبير، وبدا الأمر كأنه عرس وطني وليس بيت عزاء.

وظهرت والدته بمظهر المرأة الصابرة والمحتسبة، وقالت في حديثها لصحيفة "فلسطين" بكلمات قليلة على استعجال: "أهنئ نجلي بشهادته، وأدعو المولى أن يكون مع الأنبياء والشهداء والصديقين".

وأضافت: "رحمه الله وسامحه، أما من يخلفه من الرجال، فأتمنى لهم التوفيق والخير في أعمالهم ومقاومتهم".

وأكملت والدة الشهيد شلوف: "نوّر الله وجهه، جلسنا معًا بعد عشاء اليوم الذي سبق استشهاده، ثم ذهب إلى عمله، رحمه الله، لن تفي الكلمات حقه وعطاءه وأخلاقه".

أما شقيقه محمد شلوف، قال لصحيفة "فلسطين": "رحم الله أخي أبا فراس، نسأل الله أن يتقبله مع الشهداء، فهو ليس خسارة في وطننا الغالي فلسطين ومن أجل إعلاء كلمة التوحيد"، لافتًا إلى أنه ترك خلفه زوجته وأطفاله الثلاثة من أجل الله ثم تحرير الوطن.

وتابع: "كل الناس تشهد لأبي فراس بالخير، كما أنه من الشباب الملتزمين في تعاليم الدين الإسلامي منذ صغره"، مشيرًا إلى أن الله زرع في قلوب الناس محبته، لطيب أخلاقه وسماحته.

ودعا شلوف الشباب للمضي على طريق هاني وإخوانه المجاهدين، في طريق تحرير الوطن فلسطين والمقدسات والمسجد الأقصى من دنس الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا ضرورةَ مواصلة رجال المقاومة الإعداد والتدريب، وصولًا للنصر والتحرير.

من جهته، أكد القيادي في حركة "حماس" منصور بريك، أن "الاحتلال الإسرائيلي ما زال يمارس عربدته المكشوفة على مرأى ومسمع من العالم، وإن شعبنا يواصل كفاحه ضده بكل الطرق".

وقال بريك لصحيفة "فلسطين" على هامش الجنازة: "إن أبناء شعبنا وفي مقدمتهم رجال المقاومة، بهذه الشهادات التي سطروا حروفها في ميادين الإعداد والتدريب تحت الأرض وفوق الأرض، يرسلون رسالة أنهم ما زالوا يواصلون درب المقاومة والجهاد في سبيل الله حتى يسترد أرضه المنهوبة وثرواته المسلوبة، ويعيد المقدسات ويحرر الأسرى ويرسم بسمة على شفاه الأطفال والنساء وأسر الشهداء".

وأضاف: "إن طريق الجهاد والإعداد والشهادة، هو درب خطه القادة والشهداء ليس إلا مرضاة للمولى تعالى، ثم لإحقاق حقوقنا واسترداد أرضنا ومقدساتنا التي اغتصبها المحتل".

وقدم وفد حركة حماس العائد من العاصمة المصرية القاهرة برئاسة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، وعضوية القادة خليل الحية ويحيى السنوار، واجب العزاء لذوي الشهيد شلوف، فور وصولهم لقطاع غزة.