فلسطين أون لاين

قديمة جديدة

تقرير قصف المنازل.. سياسة إسرائيلية فاشلة للضغط على المقاومة

...
قصف المنازل.. سياسة إسرائيلية فاشلة للضغط على المقاومة
غزة/ محمد أبو شحمة:

"بيتي فداء فلسطين وكل المقاومين"، بهذه الكلمات تحدثت الحاجة "أم رامي أبو طير" عن تدمير طائرات الاحتلال الحربية منزلها الواقع شرقي مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.

وبعزيمة صلبة رفعت الحاجة أبو طير التي وقفت أمام ركام منزلها، يديها إلى السماء ودعت الله أن يخلفها خيرًا في مصيبتها، وأن يعوضها عن منزلها الذي سُوي بالأرض. 

تقول أم رامي: "سنبني المنزل من جديد، ولن ينال الاحتلال من عزيمتنا بقصف منازلنا بكل محتوياتها، وتدمير سنوات طويلة من الذكريات".

ومنزل "أبو طير" واحد من 15 منزلًا دمرها الاحتلال بما مجموعه 51 وحدة سكنية هدم كلي، وتضرر 940 وحدة سكنية منها 49 وحدة سكنية غير صالحة للسكن، وفق ما وثقت وزارة الأشغال العامة والإسكان.

واستهداف قوات الاحتلال لمنازل المواطنين المدنيين سياسة عسكرية ينتهجها الاحتلال بزعم الضغط على المقاومة، وتحقيق أهدافه السياسية أمام المجتمع الإسرائيلي، وفق مراقبين.

الحاضنة الشعبية

وقال الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف: إن جيش الاحتلال يعمل على استهداف منازل المواطنين الآمنة، ظنًا منه أن سياسته ستجعل الحاضنة الشعبية للمقاومة تتراجع، وتشكل ضغط على المقاومين.

وأضاف الصواف لصحيفة "فلسطين": إن "الاحتلال يلجأ لهذا الأسلوب بعد الفشل في مواجهة المقاومة رغم نجاحه باغتيال عدد من القادة المقاومين، ولكن الاغتيال مسألة سهلة على الاحتلال الذي يملك كل الأدوات التكنولوجية والرصد الكبير".

وأشار إلى أن المقاومة ردت على الاحتلال برشقات كبيرة وبعيدة، وبأبعاد مختلفة وأحدثت توازنًا للردع، وقالت برشقاتها إن "سياسة الاغتيال وقصف البيوت لن تنجح ولن تحقق ما يريد الاحتلال".

ولفت إلى أن ردة فعل الشارع بعد قصف منازل، وصمود المواطنين وثباتهم، تشكلان نموذجًا حيًّا يعبر عن الحاضنة الشعبية.

اقرأ أيضاً: طائرات الاحتلال تقصف منزلين في شارع اليرموك والشجاعية

ويبين الصواف أن جيش الاحتلال يستخدم قوة تدميرية كبيرة في قصف المنازل، بهدف زيادة الضغط على الحاضنة الشعبية للضغط على المقاومة، ولكنه فشل في ذلك، فاتجه إلى ممارسة مزيد من الإرهاب.

سياسة فاشلة

من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي، إبراهيم حبيب، أن سياسة قصف منازل المواطنين ليست جديدة على الاحتلال، ويستخدمها في كل عدوان ينفذه ضد قطاع غزة، لتحقيق أهداف عسكرية ونفسية.

وقال حبيب لصحيفة "فلسطين": "يريد جيش الاحتلال من خلال قصف منازل المواطنين إحداث حالة من التأثير المعنوي قبل الدمار المادي على أصحاب تلك المنازل وجيرانهم، بحيث يشعر الفلسطينيون أن هناك الكثير من الخسائر سيدفعها جراء عمله في المقاومة".

وبيّن أن سياسة قصف المنازل المتبعة من جيش الاحتلال، واستخدامه كميات من المتفجرات في تدميرها، لن تجدي نفعًا مع قناعة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال واستمرار دعم المقاومة.

ويعتقد أن الاحتلال يريد من قصف المنازل الضغط على المقاومة لتحقيق أهدافه السياسية والعسكرية، وهو ما قد أثبت عدم نجاح تلك الخطوة خلال جولات التصعيد السابقة بين المقاومة والاحتلال.

ولفت إلى أن استخدام كميات ضخمة من المتفجرات خلال قصف المنازل هدفه إثارة الذعر والرعب بين صفوف المواطنين ومن يسكن بجوارهم، والتأثير النفسي عليهم، ولكن هناك حالة ثبات كبيرة لدى المواطنين، ودعم كامل للمقاومة.

وأشار إلى أن المواطن يعلم بوجود دعم حكومي في غزة للمقاومة يعمل على تعويض من هدم بيته، ويحرص على توفير مأوى سريع لمن قصف الاحتلال منزله.

من ناحيته، رأى الكاتب والمحلل السياسي، بكر الشيخ عيد، أن جيش الاحتلال لجأ إلى سياسة هدم المنازل بعد انتهاء بنك الأهداف لديه، وعدم قدرته على إنهاء المقاومة ووقف إطلاق الصواريخ على المستوطنات.

وقال الشيخ عيد لصحيفة "فلسطين": "الاحتلال يريد من تركيز القصف على منازل المواطنين باستخدام الطائرات الحربية  تلميع صورته أمام المجتمع الإسرائيلي خاصة بعد نجاح المقاومة في ضرب العمق الإسرائيلي".

وأضاف: "الاحتلال يعتقد أنه من خلال استخدام سياسة قصف منازل المدنيين يمكنه أن يحقق صورة نصر، ويضعف الروح المعنوية للشارع الفلسطيني، ولكن هناك حالة صمود لدى المواطنين ولديهم قدرة على النهوض من جديد والتصريح أمام وسائل الإعلام بأن بيوتهم فداء للمقاومة".

ولفت إلى أن الاحتلال يتعمد تصوير مشاهد استهداف وتدمير المنازل بالصواريخ الحربية بهدف تحقيق عدة أهداف نفسية وسياسية، والتأثير على معنويات المواطنين.