تنتشر الجمعيات النسوية في العديد من المدن والقرى الفلسطينية التي تعمل من أجل تمكين النساء المهمشات اقتصاديًا واجتماعيًا، وتجد النساء العاملات في التعاونيات الزراعية أو الاقتصادية إشكالية في تسويق منتجاتهن، ما دفع بسماح مخلوف، وشريكتها بنان طنطور لتطوير منصة تجمع التعاونيات في مكان واحد.
تقدم تعاونية "تِك" الإلكترونية حلولًا تسويقية ترويجية تكنولوجية، يتم من خلالها عرض المنتجات التي تصنعها النساء التعاونيات في القطاعين الزراعي والحرفي، وبيعها للسوق، بطرق حديثة سلسة للوصول إلى أكبر عدد من المستهلكين محليًا.
وفاز مشروع التعاونية في "هاكاثون" الرقمنة للجميع، الذي أقيم في إبريل/ نيسان المنصرم، بمناسبة يوم المرأة العالمي، حيث تم تنفيذ البرنامج للجميع من قبل مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالتعاون مع "فلو أسيليرتور".
ويهدف البرنامج إلى تحديد الحلول الرقمية، وتعزيز المساواة بين الجنسين في الوصول إلى الخدمات المتاحة، ولا سيما للنساء المهمشات في الضفة الغربية وغزة.
تحقيق الاستدامة
والجمعية التعاونية هي مؤسسة اقتصادية اجتماعية تتشكل من مجموعة من النساء اللواتي لديهن حاجة اقتصادية، واجتماعية. وغالبًا ما تعمل نساء التعاونيات في أعمال حرفية كالزراعة، أو إنتاج العسل، وصناعة الطعام والألبان ومنتجاتها، إضافة إلى الحرف اليدوية التقليدية (الخزف، والخشب، والصلصال، والصدف، والإكسسوارات، والتطريز).
وتقول مخلوف، إن فكرة المنصة جاءت بعد ملاحظة عدم قدرة الجمعيات التعاونية النسوية الفلسطينية على استدامة مشاريعهن.
وتشير إلى محاولة الجمعيات التعاونية النسوية الترويج والتسويق لمنتجاتهن بطرق تقليدية، أدت إلى استغلال هذه المنتجات من قبل القطاع الخاص والأهلي والاحتلال الإسرائيلي، ما أثر في دخل التعاونيات النسوية، واستدامة مشاريعها.
وتبين مخلوف أن هناك 66 جمعية تعاونية نسوية، فيها 9500 عضو، مقابل 168 جمعية تعاونية ذكورية لديها قدرات أكبر على تسويق نفسها وأعمالها.
ووفقا لمعطيات إحصائيات هيئة العمل التعاوني، يستحوذ القطاع الزراعي على 62% من التعاونيات الحاصلة على منح وهبات خارجية.
ميزات تنافسية
وعن الجمهور المستهدف في عملية التسويق، تذكر طنطور، الشريكة في المنصة، أنها تستهدف المستهلك الذي يطمح لتلبية احتياجاته من منتجات نسوية فلسطينية ذات جودة عالية، وبأسعار معقولة، وضمن شروط ومعايير الصحة والسلامة العامة، محلياً، إقليمياً، عالمياً.
وتلفت إلى أن "تعاونية تك" تقدم ميزة تنافسية بأنها تبقى مظلة فلسطينية لحماية المشروع الإنتاجي للجمعيات التعاونية النسوية، وفيها تكامل للخدمات المقدمة من المنصة، بالإضافة إلى توفير الجهد، والوقت لنساء التعاونيات، ناهيك بحماية المشروع الإنتاجي، والعلامة التجارية للتعاونيات النسوية.
وتنبه طنطور إلى أن المنصة تمكن الحكم الرشيد في الجمعيات التعاونية النسوية من خلال إنتاج سلع تعاونية ضمن شروط الصحة، والسلامة بأسعار معقولة وخدمة ممتازة.
وتذكر أن "التعاونية" تحقق فوائد بيئية، وصحية مرتبطة بأهداف التنمية المستدامة من خلال تشجيع الزراعة، والاعتماد على التصنيع المنزلي، لإنتاج منتج صحي طبيعي، وإعادة تدوير المخلفات لتصبح منتجا جديدا (حرفيا).
أما عن الفوائد الاجتماعية فتبين طنطور أنها تعمل على ربط الجمعيات التعاونية بالمستهلكين المحليين، والدوليين، ودمج ذوي الإعاقة بالمجتمع، والاهتمام بالمجتمع المحلي، وكذلك تشجيع النساء على إنشاء جمعيات تعاونية نسوية جديدة، ريادية، وابتكار سلع جديدة.