اتهم رئيس المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج أنيس القاسم، السلطة في رام الله بالتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي في ملاحقة المقاومة التي شهدت تصاعدًا ملحوظًا ونوعيًا في الضفة الغربية المحتلة، في العامين الأخيرين.
وقال قاسم في حديث لصحيفة "فلسطين"، إن السلطة جزء من الاحتلال وهي لا تملك من أمرها شيئًا، لافتًا إلى أن اتفاق "أوسلو" الذي وقعته منظمة التحرير عام 1993 يتضمن تأمين الحماية الكاملة لدولة الاحتلال.
وأضاف: "بعض أجنحة قوات الأمن التابعة للسلطة تتعاون في اغتيال شباب المقاومة، إذ أصبحت السلطة ضمن أجهزة المتطرف إيتمار بن غفير".
وبيّن أن الشارع الفلسطيني في الوقت الراهن يُبدي "إلحادًا" قاسيًا تجاه السلطة، "إذا إن السلطة أصبحت تنزوي خجلًا ورعبًا من الشارع وليس لها صوت، وإذا سُمع صوتها يكون على نحو خجول"، حسب تعبيره.
وبشأن مشاركة السلطة في الاجتماع الأمني الثالث على غرار اجتماعَي العقبة وشرم الشيخ، قال القاسم، إن هذه الاجتماعات تعطي أوامر جديدة للمسؤولين عن تنفيذ أوامر الاحتلال، وتهدف إلى جلب الدمار للشعب الفلسطيني والمقاومين.
وشدد على ضرورة محاربة هذه الاجتماعات على أوسع نطاق، لكونها تُمثل خدمة للاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني.
وأمس، كشفت مصادر إعلامية عن تحضيرات أمريكية، لعقد اجتماع أمني ثالث استكمالًا لاجتماعَي شرم الشيخ الذي عقد في مصر في شهر مارس/آذار الماضي، والعقبة في الأردن في فبراير/شباط، بمُشاركة مصرية وأردنية إلى جانب كل من السلطة والاحتلال وأمريكا.
وبشأن سياسة اغتيال المقاومين التي ينتهجها الاحتلال في الضفة، شدد القاسم على أن "هذه السياسة ممنهجة في العقلية العسكرية الإسرائيلية منذ سنوات عدّة، حيث بدأت منذ عهد رئيس حكومة الاحتلال السابق أرائيل شارون".
وأوضح أن قيادات الاحتلال في الحكومات المتعاقبة سارت على النهج ذاته بقتل الفلسطينيين واستباحة دمائهم.
وقال: إن "الاحتلال يرى أن العنصر البشري الفلسطيني يُمثل عقبة في وجه المشروع الصهيوني، بالتالي يسعى للقضاء عليه عبر سياسة الاغتيالات"، منبّهًا إلى أن الاحتلال يستهدف العناصر الشابة لكونهم يمثلون خطرًا عليه.
وتوّقع أن تستفحل هذه السياسة الإجرامية الإسرائيلية بسبب غياب قيادة فلسطينية رشيدة تتبنى حملة دولية لإدانة (إسرائيل) وفضحها في المنابر الدولية التي يسعى بها للتطهير العرقي.
وأكد قاسم أن المقاومة تشهد تصاعدًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، داعيًا لأن يكون ذلك جزءًا من عملية شاملة تتولى القيادة السياسية للشعب الفلسطيني حملة دولية لفضح (إسرائيل) وإطلاق العنان لكل الطاقات الشابة للتصدي لدولة المستوطنين.
ومنذ مطلع عام 2023 حتى مايو/أيار الجاري، قُتل 19 إسرائيليًا وأصيب نحو 100 بجروح متفاوتة في عمليات للمقاومة الفلسطينية نفذت غالبيتها في الضفة الغربية، في حين كشف رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار عن إحباط أكثر من 200 عملية في الفترة نفسها.