لمبررات اقتصادية تقدم العديد من الدول عقارب ساعتها 60 دقيقة نحو الأمام في فصل الصيف فيما يعرف بالتوقيت الصيفي، من أجل كسب ساعة إضافية من ضوء الشمس في المساء، لكن ما تأثير ذلك في الجسم؟
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، يرتبط هذا التحول المفاجئ لمدة ساعة واحدة كل ربيع بمزيد من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، كما تزداد حوادث السيارات وأنواع أخرى من الحوادث في هذه المرحلة.
ويقول الخبراء: إن البقاء في التوقيت الصيفي على مدار العام قد يعرض الناس لخطر الإصابة بالاكتئاب الموسمي في أشهر الشتاء، ويمكن لاختلال الساعة البيولوجية أن يؤثر في إنتاج هرمونات مهمة مثل الميلاتونين، وهو هرمون يمكنه أن يبطّئ انتشار السرطان.
ومن المعروف أنّ العيش دائمًا غير متزامن مع ساعتنا الداخلية يعرضنا لخطر متزايد بفقدان النوم والسمنة ومرض السكري وأمراض القلب واضطرابات المزاج وحتى أنواع معينة من السرطان.
وتتسبب إضافة ساعة في فقدان ضوء الشمس في الصباح الباكر، وهو مفتاح الحفاظ على إيقاعاتنا اليومية ودورات النوم والاستيقاظ والصحة عمومًا.
وتقول طبيبة الأعصاب، رئيسة طب النوم في كلية الطب في جامعة نورث وسترن فاينبرغ فيليس زي، لـ"واشنطن بوست": إنه دون ضوء الشمس هذا يمكننا الانزلاق إلى اختلال في الساعة البيولوجية.
وتتدخل الشمس لمساعدة الساعة البيولوجية عبر إرسال إشارات إلى مستقبلات متخصصة في أعيننا، ما يساهم في توازن عمل الجسم وإفرازاته وهرموناته.
وكل صباح يعيد ضوء الشمس ضبط هذه الساعة الداخلية مع الساعات الأربع والعشرين في اليوم، ثم بعد غروب الشمس، يسمح نقص ضوء الشمس لأجسامنا بإنتاج هرمونات مثل الميلاتونين الذي يعزز النوم.
ومع تغير الوقت كل ربيع إلى التوقيت الصيفي، نقطع فجأة هذه العلاقة المهمة بين أدمغتنا والشمس.
ولا يمكن ضبط الساعة الداخلية بسرعة الساعة الإلكترونية نفسها، إذ تستغرق الساعة البيولوجية يومًا واحدًا على الأقل للتكيف مع ساعة واحدة من تغيير الوقت، وبالنسبة لبعض الأشخاص، قد يستغرق الأمر وقتًا أطول.
واحدة من المشكلات الرئيسة في التغيير إلى التوقيت الصيفي هو أنه يعطل النوم، فالجسم لا يكون جاهزًا بعدُ للنوم في موعده المعتاد، أي قبل ساعة، ولكن ماذا سيحدث إذا اعتمدنا التوقيت القياسي على مدار السنة؟ قال الخبراء: إننا سنقضي على المشكلات الصحية قصيرة المدى الناتجة عن تعديل ساعاتنا مرتين سنويًّا.