اعتبرت تحليلات سياسية إسرائيلية، صدرت عقب الإعلان فجر اليوم الأحد عن التوصل لاتفاق بين حركتي "فتح" و "حماس"، أن ذلك الاتفاق، لن يسهم في إضعاف حركة "حماس"، وربما سيساعدها على التفرغ لتعزيز قوتها العسكرية.
وقال المحلل السياسي الإسرائيلي ومدير تحرير صحيفة "تايمز اوف إسرائيل" آفي يسخاروف، إن إعلان "حماس" المفاجئ صباح الأحد، عن نيتها تفكيك حكومتها في قطاع غزة، يشكل "نعمة ونقمة بالنسبة لـ (رئيس السلطة الفلسطينية محمود) عباس، حيث أنه يأتي قبل أيام قليلة فقط من لقاءه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وخطبته التي سيلقيها أمام الأمم المتحدة".
وأضاف يسخاروف "لا يمكن للمرء إلا أن يتصور كيف سيُنظر إلى لقاء عباس مع الرئيس الأمريكي، إذا كان وافق لتوه على تشكيل حكومة توافق مع الحركة الإسلامية، وخاصة إذا تحدث عن المصالحة مع حماس في خطابه أمام الأمم المتحدة، حيث سيكون من الغريب لعباس أن يتحدث عن دولة فلسطينية بعد أن وافق على مشاركة السلطة مع حركة تدعو إلى تدمير إسرائيل" بحسب ما يرى.
ورجح المحلل الإسرائيلي، أن تحاول "فتح"، في الأسبوع المقبل على الأقل، المماطلة في أي مفاوضات مع "حماس" لتجنب التوصل إلى اتفاق على الفور، حتى لو كان ذلك فقط للسماح بأن يمر اللقاء مع ترمب من دون مشاكل.
وتحت عنوان "حماس تريد أن تصبح حزب الله في غزة"، كتب المحلل السياسي في القناة الثانية العبرية ايهود ايعاري، أن "حماس بإعلانها الدراماتيكي التخلي عن السلطة في قطاع غزة والذهاب إلى انتخابات، نابع من رغبتها في إزالة الضائقة عن سكان غزة .. والتركيز على بناء القوة العسكرية وتعزيز العلاقات مع إيران وحزب الله" بحسب ما يرى.
وزعم إيعاري أن الجناح العسكري لحركة "حماس" كان أوصى قبل شهور بالتخلي عن إدارة غزة، "وتعزيز حلم (زعيم حماس في غزة) يحيى السنوار بجعل حماس كحزب الله في قطاع غزة" على حد تعبير القناة.
وادعى أن إيران تدعم هذ التوجه للحركة، كما أن أمين عام "حزب الله" اللبناني حسن نصر الله تقدم بهذه النصيحة إلى القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري خلال اجتماعهما الأخير في بيروت، بحسب ما ذكره إيعاري.
وأضاف إيعاري يقول إن "حماس لا ترى هناك أي فائدة في استمرار مسؤوليتها بتقديم الخدمات للسكان الذين تتفاقم أوضاعهم الاقتصادية، ولا ترغب في مواصلة إدارة الحياة لعشرات الآلاف من السكان، والعيش في الحصار المفروض على قطاع غزة، ورؤيتها أنه من الأفضل أن تركز على بناء القوة العسكرية".
ويرى المحلل السياسي الإسرائيلي، أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "ليس متحمسا لفكرة إدارة القطاع، لأنه يعلم تماما أنه سيتحمل المسؤولية عن السكان، في حين أن حماس ستبقى الحاكم الحقيقي".
وذكر أن عباس "لا يريد في الوقت نفسه أن يقع في الحرج ويرفض جهود المصالحة بفعل الضغوطات المصرية؛ لأن حماس بذلك قد رمت الكرة في ملعبه بتنازلها عن إدارة القطاع، ولأنه لا يريد أن ينظر إليه كشخص يرفض المصالحة".