فلسطين أون لاين

​الأشعل: الجهود المصرية ستنجح في اختراق مسار المصالحة

...
القاهرة- قدس برس

رأى الديبلوماسي المصري السابق أستاذ العلوم السياسية عبد الله الأشعل أن تطور الموقف تجاه الانفتاح على غزة وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يمثل استجابة ليس فقط لأزمة يعيشها القطاع، وإنما استجابة لأزمة تعيشها القاهرة وأيضا حركة "فتح".

وأوضح الأشعل في حديث مع "قدس برس"، أن الطرفين الفلسطينيين "حماس"و"فتح"، والطرف المصري "جميعهم مأزوم ويبحث عن مخرج".

وقال: "حماس تعيش أزمة في القطاع بسبب الحصار، وأزمة على المستوى العربي والدولي بعد تصنيف ترامب لها ضمن المنظمات الإرهابية، ومصر تعيش وضعا أمنيا صعبا لا سيما في سيناء، وحركة فتح من جهتها تعيش وضعا سياسيا واقتصاديا صعبا بسبب انقسامها هي نفسها وفشلها في تحقيق أي انجاز مع الاحتلال".

وأشار الأشعل إلى أن التقارب المصري مع "حماس" يكتسب أهميته لكونه يأتي بينما تزداد مؤشرات "صفقة القرن" التي تحدث عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي في وقت سابق.

واعرب عن اعتقاده أن "الجهود المصرية ستنجح هذه المرة في انجاز اختراق في مسار المصالحة الفلسطينية، بما يخفف الضغط عن حركة حماس في غزة، ولكن أيضا بما يخدم تيار دحلان ـ المدعوم أيضا من الإمارات والسعودية، داخل فتح على حساب جناح الرئيس محمود عباس الذي بات نجمه في طريقه للأفول".

لكن الأشعل حذّر من أن "المصالحة بين حركتي حماس وفتح ربما تكون مرحلية من أجل تأمين وصول محمد دحلان لرئاسة السلطة، قبل أن يكون الاصطدام المقبل مباشر بين دحلان وحماس"، على حد تعبيره.

وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اليوم الأحد عن حل اللجنة الإدارية التي تدير قطاع غزة، ودعت حكومة الوفاق للقدوم إلى قطاع غزة؛ لممارسة مهامها والقيام بواجباتها فوراً.

وأكدت "حماس" موافقتها على إجراء الانتخابات العامة، وأبدت استعدادها لتلبية الدعوة المصرية للحوار مع حركة فتح، حول آليات تنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وملحقاتها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية في إطار حوار تشارك فيه الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق 2011 كافة.

وتجري في القاهرة حوارات بين الحركة ومصر منذ أكثر من أسبوع.

وقد رحبت حركة "فتح" بموافقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على حل اللجنة الإدارية، ودعوة حكومة التوافق للقيام بمهامها في غزة، وإجراء الانتخابات العامة، ووصفتها بأنها "خطوة إيجابية".

وقال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" والمتحدث باسمها، جمال نزال في حديث سابق مع "قدس برس": "حل اللجنة لإدارية التي أنشأتها حماس في غزة لممارسة صلاحيات وسلطات حكومية، هي خطوة إيجابية إذا تم تطبيقها فعليا".

وأضاف: "إن محك الاختبار الفعلي للحكم، على الأمور هو في إقلاع حماس بشكل عملي نهائي وشامل عن ممارسة أي سلطات حكومية في غزة في ظل وجود حكومة وفاق وطني أو وحدة وطنية"، على حد تعبيره.

وظهر مصطلح "صفقة القرن" على لسان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، في نيسان (أبريل) الماضي، حيث قال السيسي: "إن السلام بين إسرائيل وفلسطين سيكون صفقة القرن"، وأَضاف قائلا للرئيس الأمريكي: "ستجدنى بكل قوة ووضوح داعماً لأي مساع لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وأنت تستطيع حلها سيد ترامب"، على حد تعبيره.