فلسطين أون لاين

في أثناء ورشة عمل بغزة

متحدثون: "وحدة الساحات" شكّلت جبهة ردع للاحتلال تمنع استمرار جرائمه

...
ورشة عمل نظمها مركز اتجاهات للدراسات والأبحاث
غزة/ جمال غيث:

رأى كتاب ومحللون سياسيون أن معادلة "وحدة الساحات" أربكت حسابات الاحتلال الإسرائيلي ومؤسساته الأمنية والعسكرية، وشكلت جبهة ردع تمنعه من الاستمرار في جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني.

وعدّ هؤلاء في أثناء ورشة عمل نظمها مركز اتجاهات للدراسات والأبحاث، بمقره بمدينة غزة أمس، تحت عنوان: "وحدة الساحات، الفرص والتحديثات"، "وحدة الساحات" بمثابة الخطر الذي يُهدد وجود الاحتلال ويسرع في زواله.

وحدة فلسطينية

وقال الباحث في مركز اتجاهات محمد بخيت: إن "وحدة الساحات" معادلة بدأ تداوله في السنوات الأخيرة بعد سلسلة الأحداث التي شهدتها الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتطورت في أثناء معركة "سيف القدس" التي خاضتها المقاومة في غزة دفاعًا عن القدس والمسجد الأقصى في مايو/ أيار 2021م.

وأوضح بخيت أن الاحتلال بات يخشى وحدة الساحات واستمرارها وإلحاقها الهزيمة به، فعمل على عزل الضفة الغربية عن قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948م، وأغرقها بهمومها الداخلية لتجنيبها الهم الوطني الجامع كالقدس والأسرى واللاجئين.

وذكر أن الاحتلال عمد على تعزيز سلاح الجريمة في الداخل المحتل، واعتقل عددًا من المشاركين في "هبة الكرامة" التي تزامنت مع معركة "سيف القدس" وأصدر الأحكام المرتفعة عليهم في محاولة منه لقتل روح النضال في نفوسهم، وعزل الضفة والقطاع، داعيًا لوحدة فلسطينية شاملة وتعزيز المقاومة للخلاص من الاحتلال.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، أن الإسرائيلي يحاول القضاء على "وحدة الساحات" عبر عزل المدن الفلسطينية عن محيطها العربي والدولي، والقضاء على العمل المقاوم عبر الاستفراد بفصيل دون آخر.

وأوضح إبراهيم أن وحدة الساحات ظهرت في عامي 2021 و2022، ردًا على اعتداءات الاحتلال وقتها، مشيرًا إلى ضرورة أن تشمل وحدة الساحات جميع دول الطوق العربي.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو أن معادلة وحدة الساحات تهدف إلى منع تصفية القضية الفلسطينية في ظل الهجمة الإسرائيلية الشرسة التي تتعرض لها.

وأشار سويرجو إلى محاولات الاحتلال المستمرة لخلق أجواء جديدة لمنع وقوع هبة فلسطينية في الداخل المحتل على غرار "هبة الكرامة" عبر اعتقال فلسطيني الداخل ومحاكمتهم، وتشكيل مليشيات لكبح جماح الفلسطينيين، والالتفاف على سياسة المقاومين بالضفة الغربية ومنع تمددها واتساعها.

إستراتيجية نضالية

وشدد الكاتب عماد أبو رحمة على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية، وبناء إستراتيجية نضالية شاملة موحدة من أجل تحرير الأراضي الفلسطينية.

وأوضح أبو رحمة أن الانقسام السياسي يُشكّل عائقًا أمام وحدة الساحات والجبهات في الصراع مع كيان الاحتلال الذي يخشى فقدان الأمن بعد توحد ساحات المواجهة، مشيرًا إلى حالة من القلق يعيشها المجتمع الإسرائيلي ومؤسساته الأمنية.

من جهته أكد المختص بالشأن العسكري هشان الكريري، أن الاحتلال يخشى تعدد جبهات المقاومة وتحرير أجزاء من الأراضي المحتلة، ودخول "الأردن وسوريا ولبنان ومصر" على خط المواجهة.

وعدّ الكريري أن دخول دول عربية على خط المواجهة مع الاحتلال سيؤدي لانهياره، مشيرًا إلى أن الاحتلال يبدي تخوفه من فتح أكثر من جبهة مواجهة، بمشاركة عربية وإسلامية.

وشدد على ضرورة ترسيخ معادلة وحدة الساحات وصياغة معادلة وحدة الجبهات ميدانيًا، إذ يخشى الاحتلال هذا السيناريو.

وعدّ الكاتب والباحث السياسي منصور أبو كريم أن وحدة الساحات بمثابة الخطر الذي يُهدد وجود الاحتلال الإسرائيلي ويسرع في زواله.

وشدد أبو كريم على ضرورة وضع إستراتيجية لمواجهة الاحتلال على مختلف الجبهات، وإنهاء الانقسام السياسي الذي لا يخدم إلا الاحتلال.

جبهة ردع

وأكد منسق التجمع العالمي لدعم المقاومة محمد ماضي، أن وحدة الساحات والجبهات تشكل جبهة ردع للاحتلال الإسرائيلي وتمنعها من الاستمرار في جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني.

وذكر ماضي أن "محور المقاومة" يدعم وحدة الساحات والجبهات في الصراع مع الاحتلال والخلاص منه، داعيًا لتشكيل حاضنة للمقاومة في الضفة الغربية ووقف محاربتها من سلطة أوسلو والسماح بتمددها ووصولها لكل المدن الفلسطينية.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، أن فكرة وحدة الساحات وُلدت وتطورت في معركة "سيف القدس"، عندما دخلت المقاومة في غزة على خط المواجهة مع الاحتلال ومنعت استفراده بالمقدسيين، وانتفاض أهالي الداخل المحتل وردهم على الجرائم الإسرائيلية.

وعدّ عبدو أن وحدة الساحات إستراتيجية تقوم على أساس وحدة الأرض والشعب والمعركة والمصير، وهي نقيضة لإستراتيجية الاحتلال القائمة على العزل والاستفراد بشعبنا الفلسطيني.

وأشار إلى مساعي الاحتلال لعزل شعبنا عن محيطه العربي والفلسطيني الداخلي، ومحاولة للاستفراد به وتنفيذ مخططاته العنصرية.