يتنقل المزارع الستيني أبو نضال ماضي، بين محصول الذرة الصفراء الآخذ في النمو داخل أرضه الواقعة بالقرب من الحدود الشرقية بين قطاع غزة والمناطق المحتلة عام 1948، يقدم لها احتياجها من الماء ويزيل بعض الأعشاب الملتفة حول السيقان لتمرير أشعة الشمس إلى أعماق التربة.
يقول "ماضي" لصحيفة "فلسطين" إن الذرة الصفراء محصول مفضل للغزيين، لكنه يحتاج إلى كميات وافية من المياه، وهي من التحديات التي تواجهم في التوسع بزراعته.
وبيَّن "ماضي" أنه بسبب ذلك اضطر إلى تقليص المساحة المزروعة من الذرة العام الحالي إلى 6 دونمات، بعد أن كانت 20 دونمًا العام الماضي.
وحسب تقديره، فإن تكلفة زراعة الدونم الواحد تقدر بنحو 2700 شيقل، وهو مبلغ مرتفع في ظل سوء الوضع الاقتصادي في قطاع غزة المحاصر.
اختار "ماضي" الزراعة المكشوفة للذرة، التي تبدأ في العادة منتصف شهر مارس وتستمر عملية النمو لثلاثة أشهر متواصلة ثم يبدأ بعد ذلك بقطف الثمار اليانعة وطرحها للاستهلاك.
وأشار إلى أن بعض المزارعين يزرعون الذرة داخل أنفاق بلاستيكية، ووقت زراعتها بداية يناير، ومنتصف فبراير، وتستمر عملية النمو نحو ثلاثة أشهر تقريبًا.
واعتاد "ماضي" حسب حديثه إلى زراعة أصناف الذرة" الإسرائيلية" في أرضه، بسبب إقبال المستهلكين على اقتنائها أكثر من الذرة" البلدية" بسبب سهولة تناولها.
المزارع ماضي لا يطرح مزروعة في الأسواق مباشرة، وإنما يُضمن المحصول لتاجر يقدم له عرضًا ماليًا أفضل من غيره.
فيما أن المزارع مسعد حبيب فإنه يتحضر لزراعة دونمين من الذرة كمرحلة أولى الأسبوع المقبل، ليتبعها بزراعة 4 دونمات أخرى في المراحل المقبلة.
المزارع حبيب يطرح إنتاجه في السوق مباشرة، ويركز الموسم الحالي على صنف "الرويلتي" الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الأصناف الإسرائيلية الأفضل في السلق والبلدية في الشواء.
ولهذه الحبوب الصغيرة الكثير من الفوائد الصحية التي تعود على جسم الإنسان، وذلك لأنها تحتوي على الكثير من العناصر الغذائية المهمة والضرورية لوقاية أعضاء الجسم من الأمراض والتلف، فحبوب الذرة من المصادر الغنية بالفيتامينات، مثل: الثيامين، والنياسين، إضافة إلى حمض البانثويك.
كما يدخل في تركيبها العديد من المعادن اللازمة لنمو الجسم كالفسفور، والمغنيسيوم، والزنك، والنحاس.
المتحدث الفني باسم وزارة الزراعة محمد أبو عودة، بيَّن أن زراعة الذرة في قطاع غزة، آخذة في التوسع خاصة وأن الإنتاج لم يعد مقتصرًا على الاستخدام المباشر بل أضحى تعتمد عليه الصناعات التحويلية.
ولفت أبو عودة في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أن إجمالي المساحة المزروعة في الوقت الراهن تصل إلى 1000 دونم، وأنها في صعود لتصل إلى 4000 دونم، مبينًا أن الدونم الواحد يعطي إنتاج من 3-4 أطنان.
وبيَّن أن الذرة تعد من المحاصيل المفضلة للمستهلك الغزي خاصة في أوقات الصيف حيث يفضل تناولها مباشرة كما أن المطاعم تستخدمها في المقبلات وعملية الطهي.
وأشار إلى أن معدل استهلاك الفرد الغزي من الذرة يصل إلى (3.5) كيلو جرام في الموسم، وأن الأصناف المزروعة هي البلدية والرويال الأجنبية.
وأوضح أن الإنتاج يذهب للاستهلاك المباشر، ويدخل في وحدات تصنيع كالتجميد والتعليب، ويستمر قطف محصول الذرة على مدار أشهر الصيف.
ونبَّه إلى أصناف من الذرة التي تزرع لاستخدامها علفًا للثروة الحيوانية، بديلًا عن الأعلاف الخضراء، داعيًا المستثمرين إلى التوسع في زراعة الذرة بكافة أشكالها، والمؤسسات الزراعية إلى مساندة المزارعين في ذلك.