وجّه طلبة قطاع غزة في السودان مناشدة عاجلة لإجلائهم فورًا من الخرطوم بعدما استقدمتهم سفارة السلطة من ولاية آمنة إلى العاصمة بهدف إجلائهم إلى الجانب المصري ثم التوجه إلى قطاع غزة، غير أنهم فوجئوا برفض طاقم السفارة التعامل معهم والعمل على نقلهم خارج السودان بحجة التكلفة الباهظة للنقل.
وقال الطلبة العالقون في تسجيلات فيديو انتشرت عبر منصات التواصل: إنّ السفارة الفلسطينية في الخرطوم أخلفت بوعدها مع الطلبة وتركتهم بأكثر المناطق خطرًا في السودان، بذريعة عدم مقدرتها عل دفع تكاليف نقلهم إلى الجانب المصري، بينما أجلت الطلبة من الضفة الغربية.
وأضاف الطلبة: "طلبت منا السفارة أن نتحرك من الولاية الآمنة التي نتواجد بها، إلى العاصمة الخرطوم وسط القصف والاشتباكات والدمار حتى تنقلنا عبر باصات إلى الجانب المصري والتوجه بعد ذلك إلى قطاع غزة، لكنّ العاملين في السفارة قاموا بإجلاء الطلبة من الضفة المحتلة وتركونا تحت القصف والدمار".
وتابعوا: "تَوجّهنا من مكاننا الساعة الثانية والنصف فجرًا ووصلنا حرم السفارة الساعة الثامنة والنصف صباحًا على أمل أن تقلّنا كما وعدت إلى الجانب المصري، لنتفاجأ بأنها تنصّلت من وعدها وتركتنا تحت القصف في أكثر الأماكن خطرًا بسبب استمرار القتال في المنطقة".
وأردف الطلبة: "قبل التحرك من مكاننا أخبرتنا السفارة أنهم سيُنقلوا مجانًا، بينما الأسر ستدفع أجرة المواصلات حتى وصولهم إلى الجانب المصري، لكنّ السفارة تنصلت من الاتفاق وأخبرتنا أن نتدبر أمرنا بدفع تكلفة النقل أو الاتفاق مع أصحاب الباصات لنفلهم بمبلغ مُخفّض أو مجانًا".
وأشاروا إلى أنهم يعيشون موقفًا صعبًا للغاية إذ أنهم وسط أكثر المناطق اقتتالًا وخطرًا، وفي الوقت نفسه لن يتمكنوا من العودة إلى الولاية التي أتوا منها أو التوجه إلى الجانب المصري للعودة إلى قطاع غزة بسبب حجم القصف والاشتباكات الدائرة في المنطقة.
ونوّهوا إلى أنّ الرصاص وشظايا الصواريخ تحيط بهم من كل جانب، فهم معرضون للخطر والموت بأيّ لحظة بسبب تنصل السفارة من واجبها تجاهنا، وتركهم وسط القتال دون حلٍّ يُذكر.
وقُدّرت أعداد طلبة غزة المتواجدين في حرم السفارة حاليًّا بحوالي 120 طالبًا.
وفي بيان صحفي، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين في حكومة اشتية اليوم الإثنين، أنّ أولى القوافل التي تقل 72 مواطنًا فلسطينيًّا، تحركت من العاصمة السودانية الخرطوم إلى مدينة بورتسودان، وتحمل الطلبة العسكريين وأسر مدنية وطلبة مدنيين.
وأكدت الخارجية، أنّ "قوافل أخرى تقل رعايانا تحركت باتجاه الحدود مع جمهورية مصر العربية، وتحمل على متنها نحو 200 مواطن".