فلسطين أون لاين

المؤرخ "الأشقر" يرثى كبير الناشرين الفلسطينيين

...
الراحل إبراهيم عبد المحسن أبو شمالة

وصف المؤرخ والروائي والكاتب الفلسطيني د. أسامة الأشقر، الراحل إبراهيم عبد المحسن أبو شمالة بـ"كبير الناشرين الفلسطينيين"، معتبرا إياه من جيل الناشرين العمالقة.

وقال الأشقر في كلمات رثى فيها أبو شمالة: "أتمّ هذا الرجل الصالح صيام آخر أيام رمضان، شرب ماءه وأكل ثلاث تمرات ولقمة يسيرة من زادٍ، وحوله نفر من أولاده وأهله، ثم مال برأسه بهدوء مودّعاً وكأنه طفل صغير ينام نومة عميقة بعد نشاط طويل، وذهب ليلقى مكافأته في ليلة العيد عند ربّه".

وأضاف: "العم أبو خليل إبراهيم عبد المحسن أبو شمالة، أحد أكبر وأعرق الناشرين الفلسطينيين، يرتحل عن عالم الكتاب الذي عاش فيه نحو خمسين عاماً، ولعل أكبر منصاته كانت مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، وهو الذي أسسها في الكويت أولاً ثم امتدت إلى الإمارات ومصر؛ وقد حدثني أنه بدأ حياته في عالم النشر مع دار القلم لصاحبها محمد علي دولة رحمه الله، وكيف أسهم في انتشارها ونفوذها قبل أن يغادرها لتأسيس مكتبة الفلاح والاستقلال بعمله الذي اختصّه بشغفه ومثابرته".

وتابع الأشقر: "مكتبة الفلاح هذه طبعت ونشرت ووزعت أكثر من ثلاثين ألف عنوان، أكثرها من الكتب المنهجية التي حرص الراحل على توفيرها للجامعات والأساتذة في التخصصات كافة التطبيقية والتجريبية والإنسانية".

وأوضح أن "العم أبو خليل لم يكن مجرد ناشر فذ وإداريّ ذكيّ فقد كان مثقفاً صاحب قضية ورسالة، ويشهد الكثيرون لمكتبة الفلاح أول أمرها كيف أظهرت عشرات الرموز العلمية والأدبية والدينية لاسيما في الكويت، وكيف أسهمت منصته بنصيب وافر في صناعة الدوافع والأفكار والتوجهات".

وأشار أن "العم أبو خليل ولد ونشأ في بيت دَرَاس قبل أن ترتحل أسرته إلى قطاع غزة، واستقر شطراً من حياته في الكويت قبل أن ينتقل في الثمانينات إلى الإمارات التي توفي فيها يوم 19 أبريل 2023، وما تزال صورته أمامي وهو يتدفق في الحديث بتعلّق شديد عن بلدته المحتلّة بيت دراس حتى لا تكاد تغيب في أي حديث له، وما تزال صورته شاخصة أمامي وهو يسامر أقرب رفاقه إليه الذين ارتحلوا قبله: الحاج خضر موسى صقر والحاج جامع إبراهيم أبو الروس... رحمهم الله".

وقال الأشقر: "رحم الله العمّ الأستاذ إبراهيم عبد المحسن موسى أبو شمالة ورفع درجته في الفردوس الأعلى، فقد عاش شريفاً ومات عفيفاً، وكان كريماً عاملاً زاهداً حتى إنك لا تكاد تجد له أي خبر أو صورة رغم عميق أثره، وانتشار عمله، وجدارته بالظهور اللائق المميز".

وختم كلماته بالقول: "وصادق العزاء وأبْلغه لأبنائه وبناته وأسرته وأهله وأصهاره وأنسبائه ولأهل المعرفة وسدنة العلم برحيل هذا الأثر الباقي".

المصدر / فلسطين أون لاين