أعلنت الولايات المتحدة، صباح الأحد، أنها أوقفت مؤقتا عمل سفارتها في السودان، وذلك بعد إجلاء رعاياها الدبلوماسيين وعائلاتهم.
جاء ذلك في بيان صادر عن وزير الخارجية أنتوني بلينكن نشرته السفارة الأمريكية في الخرطوم على صفحتها الرسمية بفيسبوك.
وقال بلينكن: "أوقفت سفارة الولايات المتحدة بالخرطوم عملياتها مؤقتا، وإجلاء موظفيها وعائلاتهم تحت مسؤوليتنا الأمنية" دون تفاصيل بشأن عدد الرعايا الذين تم إجلاؤهم أو طريقة الإجلاء.
وأضاف: "تعليق العمليات في إحدى سفاراتنا دائما قرار صعب، لكن سلامة موظفينا هي مسؤوليتي الأولى".
وأشار إلى أنه وجه بهذا الإجراء المؤقت "بسبب المخاطر الأمنية الجسيمة والمتنامية التي نجمت عن الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع".
وأردف: "تسبب القتال الواسع النطاق في أعداد كبيرة من القتلى والإصابات بين المدنيين وأضرار بالبنية التحتية الأساسية وشكل خطرا غير مقبول على موظفي سفاراتنا".
ومنذ 15 أبريل/ نيسان الجاري، اندلعت في عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.
وعام 2013، تشكلت "الدعم السريع" لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المتمردة بإقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية وحفظ الأمن، قبل أن يصفها الجيش بأنها "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات.
في سياق متصل، أعلنت قوات "الدعم السريع"، فجر الأحد، أنها قامت بالتنسيق مع بعثة القوات الأمريكية المكونة من 6 طائرات بإجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين وأسرهم.
وذكرت في بيان أنها "تتعاون مع البعثات الدبلوماسية كافة وتقف إلى جانبها وتقدم سبل الحماية اللازمة لضمان عودة أفرادها إلى بلدانهم آمنين".
بدوره، قال قائد "الدعم السريع"، فجر الأحد، إنه بحث مع قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" مايكل لانغلي، تأثير القتال في السودان على رعايا الولايات المتحدة وإجلاءهم.
وقال حميدتي في تدوينة عبر فيسبوك: "أكدت للجنرال لانغلي التزامنا بالهدنة المعلنة ووقف إطلاق النار والتعاون لدعم جهود واشنطن بشأن إجلاء رعاياها من السودان".
وبدأت السبت، عمليات إجلاء رعايا عدد من الدول العربية والأجنبية، حيث أعلنت الخارجية السعودية في بيان، تنفيذها "عملية إجلاء من السودان شملت 91 سعوديا، و66 أجنبيا من 12 دولة، بينهم دبلوماسيون ومسؤولون دوليون".
ويأتي ذلك، وسط تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" في محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة الخرطوم، رغم هدنة إنسانية معلنة بين الطرفين لمدة 3 أيام بمناسبة عيد الفطر.