فلسطين أون لاين

تقرير قوالب الشكولاتة البلجيكية.. تصنعها "النجار" بحب لتزين موائد الغزيين في العيد

...
خان يونس/ مريم الشوبكي:

حولت ياسمين النجار من خان يونس جنوبي قطاع غزة، مطبخ منزلها لمشغل تصنع فيه قوالب الشكولاتة البلجيكية على شكل قلوب، وورود، تزينها بورق ذهبي، وفضي، وحبات لؤلؤ صغيرة، تتفن في حشوها بالفستق الحلبي، والكراميل، والمكسرات المُشكلة.

شهر رمضان يعد موسمًا جيدًا تروج فيه النجار قوالب الشكولاتة البلجيكية التي تصنعها بيدها من الألف إلى الياء، ويزداد الطلب عليها مع اقتراب عيد الفطر، حيث يحرص البعض على تقديمها ضيافة للمهنئين في العيد، بجانب الحلويات الأشهر الكعك، والمعمول.

أرادت النجار (37 عامًا) وهي أم لستة أطفال، استغلال موهبتها في الرسم، ونفسها الشهي في صناعة الحلويات، في إقامتها مشروعًا لتصنيع الحلويات منزليًا لتحسين وضعها أسرتها المادي، ولا سيما أنها عاشت ظروفًا اقتصادية صعبة.

تقول النجار لصحيفة "فلسطين": "منذ ثلاث سنوات بتشجيع من أخواتي، وعائلة زوجي لافتتاح مشروعي الخاص بصناعة الكيك، والسينابون، والبيتفور، والأكلات التراثية كالمَفتول، والقدرة الغزاوية، وكنت أقوم بتصنيعهم حسب الطلب من أقربائي، وجيراني، حيث كان الجميع منبهرًا بإتقاني لعملي".

وتضيف: "وقد خضعت لدورات تدريبية في تصنيع الكيك، وتزيينها، ولكن بعد ثلاث سنوات أصبت بأوجاع في قدماي، لأن العمل مجهد للغاية ويحتاج إلى وقوف لمراحل طويلة على مدار اليوم، وكان لابد أن أهتم بصحتي كي لا تتفاقم أوجاعي".

وبالرغم من توقفها عن استقبال طلبات الزبائن، إلا أن شغفها بتصنيع الحلويات لم يخفت، بل استمرت في متابعة، وتعلم تصنيعها عبر فيديوهات على منصة يوتيوب لطباخين أجانب، وجزائريين، ومغاربة، وقد تعلمت تصنيع الشكولاتة البلجيكية، لأنها أعجبت بشكلها الجميل، ووجدت فيها المكان المناسب لتفجير موهبتها في الرسم والتزيين.

تشير النجار إلى أنها منذ عام قررت العودة إلى عالمها في تصنيع الشكولاتة البلجيكية، حيث خضعت لدورة تدريبية في تصنيعها لدى إحدى المحترفات في تصنيعها.

وتبين إلى أنها بدأت برأس مال صغير، حيث تعاقدت مع أحد محلات بيع مواد الخام الحلويات، حيث تبتاع ألواح الشكولاتة الخام، والزينة بالدين، ثم تقوم بسداده بعد بيع المنتجات التي تصنعها.

وسر نجاح النجار في مشروعها، هو دعم عائلتها الذي بدأ من زوجها الذي يساعدها في تحضير القوالب، والتنظيف، ويتولى أبناؤها مساعدتها في مرحلة التزيين، وأخواتها في عملية التصنيع، وفق قولها.

وتمر عملية تصنيع قوالب الشكولاتة البلجيكية بعدة مراحل تمتد لثماني ساعات يوميًا، تذكر أنها تقوم بإذابة الشكولاتة الخام السوداء المرة، والحلوة، والبيضاء، بدرجة حرارة معينة، ثم تقوم بسكبها في قوالبَ سيلكون، وتتركها تبرد لمدة ساعة ومن ثم تقوم بوضع الحشوات المختلفة فيها، ومن ثم تسكب الشكولاتة فوقها، وتضعها في الفريزر، وبعدما تتماسك تقوم بتزيينها بأشكال مختلفة.

وقوالب الشكولاتة البلجيكية تعد من الأصناف غالية الثمن بالنسبة للغزيين، حيث يصل ثمن المستورد منها 90 شيقلًا.

وتوضح النجار أن ثمن كيلو الشكولاتة البلجيكية الخام نحو 32 شيقلًا، ويتوقف ثمن الجاهز منه حسب الحشوات المضافة إليه، حيث يتراوح الكيلو منه من 50 إلى 60 شيقلًا، ويضاهي المستورد جودة، وسعرًا.

وتنبه إلى أنها تراعي في عملية البيع جميع المستويات المادية، حيث أن لديها إمكانية بيع قوالب الشكولاتة بالقطعة حسب القدرة الشرائية لمختلف الأشخاص.

وتركز النجار على عملية التسويق على منصتي الانستغرام، وفيسبوك، إضافة إلى أقاربها، وجيرانها، وتجاوزت منتجاتها محافظة خان يونس، ووصلت مدينة غزة، والسعودية أيضًا حيث تتلقى طلبات من أقاربها هناك، وتقوم بتوريدها مع أشخاص ذاهبيِن لأداء العمرة.

وتسعى إلى أن تدخل منتجاتها من الشكولاتة البلجيكية كل بيت غزي لتدخل السعادة على قلوبهم، مهما كانت ظروفهم المادية.