فلسطين أون لاين

"السلطة تتحمل المسؤولية عن أوضاعنا"

تقرير مستفيدون: مخصصات الشؤون لا تغني ولا تسمن من جوع

...
مستفيدون: مخصصات الشؤون لا تغني ولا تسمن من جوع
غزة/ أدهم الشريف:

انتظر أنور زايد وأفراد أسرته ساعات عديدة في طابور طويل من المواطنين، أمام بوابة أحد بنوك سلطة النقد بغزة، ليتقاضى المخصصات المالية لحالات الشؤون الاجتماعية، وقد أراد أن يفرح بها أبناؤه وبناته بمناسبة عيد الفطر.

وكان زايد تقاضى آخر مخصصات شؤون مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2022، لمرة واحدة في العام.

وزايد البالغ (51 عامًا) ويسكن في مشروع عامر، شمال مدينة غزة، يعيل أسرة مكونة من 14 فردًا، بينهم 12 من الأبناء والبنات، أكبرهم يبلغ (25 عامًا) وأصغرهم (18 عامًا).

وقال لـ"فلسطين": إنّ "المخصصات المالية التي أصبحنا نتقاضاها مرة واحدة في العام، وقيمتها 1800 شيقل لا تكفي لشيء، وهي لا تغني ولا تسمن من جوع".

وأضاف: "عندما صُرف لي شك الشؤون لأول مرة قبل أكثر من 7 أعوام، كنت أحصل عليه 4 مرات في العام الواحد دوريًّا كل 3 أشهر"، لكنّ السلطة لم تلتزم بذلك، وأصبحت تصرفه مرة واحدة في العام.

وكان زايد يعمل سائقًا في شركة محلية، لكنه بسبب الظروف الصحية أصبح غير قادر على الاستمرار، وهو لا يملك مصادر دخل أخرى، فيما تعاني زوجته نرجس زايد (47 عامًا) من عدة أمراض.

وقال: إنه يضطر لفصل أبنائه من المدرسة بسبب عدم قدرته على توفير المصاريف اللازمة، ويدفعهم للعمل في أيّ مجال لتحصيل المال.

وأضاف زايد: إنّ السلطة تتحمل المسؤولية عما وصل إليه حالنا، وعليها إيجاد الحلول لأزمتنا.

فيما يقول عرفات أبو الخير (50 عامًا) لـ "فلسطين": "إنّ أصحاب الديون بمجرد وصولهم نبأ صرف مخصصات الشؤون لم يتوقفوا عن الاتصال بي، وهذا حقهم فهم يريدون أموالهم المتراكمة عليَّ".

وأبو الخير متزوج ولديه 10 من الأبناء والبنات، تتراوح أعمارهم بين 12 عامًا و27 عامًا، وهو غير قادر على إعالتهم منذ أن ترك عمله كسائق أجرة.

وقال: إنّ اثنين من أبنائه يعانون إعاقات مختلفة، أحدهم مصاب بـ"متلازمة داون"، والآخر بالصم، وهما يحتاجان إلى رعاية في مؤسسات خاصة مقابل مبلغ مادي قيمته 800 شيكل شهريًّا، وأصبحت غير قادر على القيام بهذه المسؤولية.

وأضاف أبو الخير: "يتوجب على السلطة مراعاة ظروف المواطنين أكثر من ذلك، خاصة أنّ صرف المخصصات مرة واحدة في العام يترك تداعيات خطيرة على أصحاب حالات الشؤون الاجتماعية".

وطالب السلطة بصرفها بآلية منتظمة، فأحوال المستفيدين من هذه المخصصات لا تحتمل تأخير الصرف.

وجاءت فاطمة العرابيد من سكان منطقة أبو اسكندر شمال مدينة غزة، مسرعة إلى مقر البنك الإسلامي الفلسطيني، عندما علمت أنّ السلطة بصدد صرف دفعة جديدة من مخصصات الشؤون الاجتماعية.

اقرأ أيضًا: اليوم صرف دفعة من مستحقات الشؤون الاجتماعية

وقالت العرابيد لـ "فلسطين": "إن مخصصات الشؤون أمر مهم جدًا لأسرتي لا يمكن الاستغناء عنه، واقتصار صرفها مرة واحدة يلحق بنا أضرار كبيرة".

وأشارت إلى أن زوجها حسني العرابيد (62 عامًا)، لم تعد تخدم صحته منذ سنوات للعمل في مجال البناء.

وأضافت العرابيد المصابة بالسرطان: أنها تستفيد من مخصصات الشؤون في شراء بعض الأدوية، وتلبية جزء بسيط من احتياجات أسرتها، وتتطلع هذه السيدة إلى صرف مخصصات الشؤون بانتظام.

وانتظر محمد أبو نحل دوره ضمن طابور أمام صراف بنك فلسطين بحي الرمال، لتقاضي مخصصاته المالية.

وأبو نحل البالغ (47 عامًا) لديه 6 من الأبناء والبنات ووالدتهم، أكبرهم 22 عامًا، وأصغرهم 12 عامًا.

وكان أبو نحل يعمل عتالًا، وهو يعاني أزمة صدرية ووصل إلى حالة صحية جعلته غير قادر على العمل، وهو لا يملك أي مصادر دخل أخرى.

وتابع: "ليس بأيادينا أن نفعل شيئًا، وأكثر ما نتطلع إليه أن تصرف المخصصات في موعدها 4 مرات في العام، وقد تراكمت علينا الديون لأصحاب المحال التجارية والصيدليات".

وبين أنه يدفع بأبنائه للعمل في جمع عبوات المشروبات الغازية الفارغة، وخاصة المعدنية منها، لبيعها مقابل 2 شيقل للكيلو الواحد، لكن العائد من وراء هذه المهنة لا يسد رمق فرد واحد من أسرة قوامها 8 أفراد بينهم الأب والأم.

وقال: إنه يحتاج لوحده أدوية قرابة 100 دولار في الشهر الواحد.

وقد حمَّل جميع من تحدثت إليهم في هذا التقرير، السلطة عن الحالة التي وصلوا إليها بفعل تأخير صرف مخصصات الشؤون، مطالبين بضرورة انتظامها.