فلسطين أون لاين

طب الجرة على تمها تطلع البنت لأمها

...
صورة تعبيرية
القدس المحتلة-غزة/ مريم الشوبكي:

"طب الجرة على تمها تطلع البنت لأمها"، لعل هذه المثل من أكثر الأمثال الشعبية المتداولة في البلدان العربية بصيغ مختلفة تؤدّي ذات المعنى. ويطلق كدليل على تشابه البنت في صفاتها وأفعالها مع أمها.

وللمثل روايتان مختلفتان ترويهما الحكواتية المقدسية ماجدة صبحي، ربما يقصد بهما مغزى غير الذي نستخدمه عادة.

قديمًا كانت البيوت العربية فيها أرض ديار، وليوان وسطح، وبيت مونة، وكانت الأم دائمًا تنشر الغسيل على السطح لأن الفتيات كن يمنعن من الصعود لسطح، وكانت البنت تحوص في ساحة المنزل.

وحينما كانت الأم تريد أمرًا من ابنتها لم تكن تصرخ لتنادي عليها، حتى لا يسمع الجيران صوتها، لذا كانت الأمهات تضعن جرة على السطح، وبدلًا أن تنادي الأم على ابنتها، كانت تقلب الجرة وتطبها على "تمها" (فوهتها)، وكان يصدر صوت من اصطدام الجرة بالأرض، عندها تسمعه الابنة، فتعرف بأن أمها تريد منها شيئًا فتصعد لها.

اقرأ أيضاً: بالصور طرف.. عرض حكواتي لسيدات يقفزن على خشبة المسرح

أما الرواية الثانية، فيحكى أنّ كان هناك امرأة تعمل كل يوم على ملء جرار الماء من النبع لاستخدامها في إعداد الطعام والشراب ومستلزمات المنزل، لكن لسوء حظها كانت تحمل أكثر من جرة مملوءة بالمياه، وغالباً ما تتعثَّر بها في أثناء عودتها إلى البيت فتفقد كل ما جمعت من ماء، لتجبَر بعدها إلى العودة للساقية لملء الجرار من جديد، الأمر الذي كان يجعلها تتأخر على جلب الماء إلى المنزل، وهو الأمر الذي كانت تعيّرها به والدة زوجها. فهي دائماً ما تعود متأخرة ومع القليل من الماء.

وفي أحد الأيام قرَّرت والدة الزوج إغاظة المرأة، وطلبت من حفيدتها الذهاب إلى النبع والإتيان بالماء بسرعة، كي تثبت للسيدة أن ابنتها أفضل منها. فعلت البنت ما طلبته جدَّتها، وملأت الجرة من النبع، ولكن عند عودتها تعثَّرت في الطريق التي تتعثر بها أمها، فانكسرت الجرة وفقدت الماء وعادت الفتاة باكيةً بسبب تعثرها، فقالت الجدة وهي تندب حظها "طبّ الجرة على تمها تطلع البنت لإمها". ومن هنا بدأت قصة هذا المثل الشهير.