فلسطين أون لاين

"رب أخ لم تلده أمك"

...
الحكواتي - رب أخ لم تلده أمك
رام الله-غزة/ مريم الشوبكي:

درجت العادة أن يضرب هذا المثل في مواقف الشهامة والمؤازرة بين الأصدقاء، فيشبههم الناس بالإخوة لأنهم يقفون إلى جوار بعضهم البعض ولا يتخلى أحدهم عن الآخر، ولكنك قد تتعجب حينما تعرف أنه قيل في سياق مضاد لما نعرفه.

قصة هذا المثل ومقصده الحقيقي منه تحكيها الباحثة في الأمثال الشعبية باسلة العناني.

تدور أحداث القصة حول "لقمان بن عاد" الذي يتميز بفصاحة اللسان والحكمة الشديدة، ففي يوم من الأيام كان يمر بخيمة فيها امرأة ورجل وطفل، فاستسقى أهلها، فخرجت المرأة وأعطته مراده، فاستغرب فعلها بوجود الرجل.

وبينما هو كذلك سمع صوت طفل يبكي في داخل الخيمة فسألها عنه وعن سبب بكائه، فأجابته أنه ابن هانئ وتقصد زوجها، فسألها ومن الرجل الذي يجلس معك؟ فقالت: إنه أخي فأجابها لقمان "رب أخ لم تلده أمك" وكان يقصد بذلك أن ذلك الرجل ليس بأخيها، للإشارة إلى اللبس الذي حصل معه.

ومع الزمن بدأ العرب يستخدمون هذا المثل للدلالة على قرب شخصين من بعضهما، ويمكن إسقاطه حينما يحظى فرد معين بشخص ما يقف معه ويسانده في المحن التي عصفَت به وتطبّق حرفيًّا على الصديق الحقيقي الذي يقف دومًا بجانب صديقه ويقدم له العون والمدَدْ.