أدى اليوم مواطنون صلاة الجمعة، في أحياء فلسطينية يخطط الاحتلال الإسرائيلي لإخلائها لصالح مستوطنيه، في حين أكدت منظمة "بتسيلم" الحقوقية "الإسرائيلية" أن هدم الاحتلال تجمعات فلسطينية بأكملها خطوة متطرفة لم يسبق لها مثيل منذ 1967".
حيث لبى العشرات في حي الشيخ جراح شرق القدس المحتلة، دعوة لجنة الدفاع عن الحي ، وصلوا الجمعة فيه احتجاجا على إخلاء عائلة فلسطينية، وإنذار عائلات أخرى بالإخلاء لصالح مستوطنين إسرائيليين.
وأدان الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، في خطبة الجمعة، إخلاء عائلة دوابشة، مؤخرا من منزلها الذي أقامت فيه منذ 1964، وإنذار عدة عائلات فلسطينية أخرى بالإخلاء.
كما أدان محاولات إسرائيلية لتنفيذ مخططات استيطانية في الحي المقدسي.
ويجدر الإشارة إلى أن المواطنين منذ عدة أسابيع يقيمون صلاة الجمعة في الحي، قبالة منزل عائلة شماسنه، الذي تقيم فيه الآن عائلة من المستوطنين.
وفي سياق ذي صلة أدى العشرات من أهالي محافظة طوباس، صلاة الجمعة، بالقرب من الرأس الأحمر، جنوب طوباس، تنديدا بالانتهاكات الاسرائيلية، ضد المنطقة ومواطنيها.
وقال أمين سر حركة فتح في طوباس، محمود صوافطة، "رسالتنا واضحة لدعم الوجود الفلسطيني في الأغوار كلها، التي تتعرض بشكل يومي لانتهاكات الاحتلال".
وأضاف، "سنعمل على دعم الوجود الفلسطيني في كافة تواجدهم".
وفي السياق، أكد القائم بأعمال محافظ طوباس، أحمد الأسعد، الاستمرار في دعم وتعزيز الوجود الفلسطيني في الاغوار الفلسطينية، مشددا على أن القيادة الفلسطينية تولي كامل الاهتمام للأغوار".
وفي سياق متصل، تستعد سلطات الاحتلال لتنفيذ خطّة تهجير تجمّع الخان الأحمر السكّاني جميعه، شرق القدس المحتلة، وفق منظمة "بتسيلم" الحقوقية "الإسرائيلية".
وأفادت "بتسيلم" في بيان أمس، أن مندوبين من ما يسمى "الإدارة المدنية" مصحوبين بقوات الاحتلال، بلغوا الأربعاء الماضي ممثلي التجمّع السكّاني خان الأحمر، بقرار إجلائهم، وأن سلطات الاحتلال أعدّت لهم، دون استشارتهم، موقعًا بديلاً يسمّى "جبل معرب" المحاذي لتجمع نفايات أبو ديس.
وأشارت إلى أن ما يسمى "الإدارة المدنيّة" سارعت إلى عقد اللقاء مع الأهالي؛ لاقتراب موعد جلسة محكمة العدل العليا، في 25 أيلول/سبتمبر الجاري؛ للنظر في التماس قدّمه التجمع ضدّ خطّة الاحتلال لهدم مبانيه، والتماس آخر قدّمته المستوطنات القائمة في المنطقة مطالِبة بالإسراع إلى تنفيذ هدم تلك المباني.
ورأت أن سلطات الاحتلال تريد أن تُبرز أمام المحكمة صورة زائفة تظهر فيها أنّها تعمل بحُسن نيّة وبالتشاور مع التجمّع السكّاني، بخلاف الأمر على أرض الواقع.
ورأت المنظمة أن هدم تجمّعات فلسطينية بأكملها في الضفة الغربية هو "خطوة متطرّفة يكاد لم يسبق لها مثيل منذ 1967"، مؤكدة أنه "نقل قسريّ لسكّان محميّين داخل أراضٍ محتلّة، ويشكّل جريمة حرب"، وفقًا لميثاق جنيف الرابع.
وقالت منظمة بتسيلم: إنها أرسلت الأسبوع الماضي، رسالة شديدة اللّهجة بشأن خطة هدم تجمّع سوسيا وتجمّع الخان الأحمر، وجّهتها إلى رئيس حكومة الاحتلال ووزيرة قضائه وقائد أركان حربه ورئيس الإدارة المدنية، محذّرة من أنّ تنفيذ خطّة الهدم يعني ارتكاب جريمة حرب تقع عواقبها عليهم شخصيًّا.
وذكرت أنها اتّخذت هذه الخطوة عقب تصريح وزير الحرب أفيغدور ليبرمان، أمام الصحفيّين، الأسبوع الماضي أن وزارته تستعدّ لإخلاء تجمّعين سكّانيّين فلسطينيّين بُنيا داخل مناطق "C" دون تراخيص بناء، خلافًا للقانون (وفق زعمه)، هما سوسيا الفلسطينية والخان الأحمر.
وأكدت أن خطّة النقل القسريّ وُضعت لتخدم توسيع المستوطنات القائمة في المنطقة، وبضمنها المنطقة التي تسمّيها "إسرائيل" 1E، ومن بين الساعين في رَكْب الخطّة جمعيات المستوطنين.
يذكر أن التجمّع السكّاني خان الأحمر -الذي تعدّ "إسرائيل" أراضيه لتتوسّع فيها المستوطنات القائمة في المنطقة- يضم مساكن تؤوي 21 أسرة، قوامها 146 نفرًا، منهم 85 طفلا.
ويوجد في المكان أيضًا مسجد ومدرسة أقيمت عام 2009 يدرس فيها أكثر من 150 طالبًا تتراوح أعمارهم بين 6 و-15 سنة، نصفهم من سكّان التجمّعات المجاورة.